بيروت ـ جورج شاهين
عبر رئيس "كتلة نواب المستقبل" اللبنانية فؤاد السنيورة عن اعتقاده بأن كرة تشكيل الحكومة الجديدة باتت في ملعب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام، من أجل إيجاد الوسيلة التي يصار من خلالها إلى تأليف حكومة، تكون بحسب الاقتراح الذي تقدم به فخامة الرئيس بشأن حكومة جامعة لكل الأطراف، أو أن نعود إلى الفكرة التي كانت مطروحة في الماضي، وهي حكومة من غير الحزبيين، تتولى إدارة البلاد بحيث لا يكون هناك فريق ممثل وفريق غير ممثل.
فيما استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة على رأس وفد من الكتلة ضم النواب خضر حبيب، نبيل دو فريج، هادي حبيش، احمد فتفت، عاطف مجدلاني، مستشار الرئيس سعد الحريري السفير محمد شطح، واستبقى الراعي الوفد إلى مائدة الغداء، لاستكمال الحديث الذي بدأ في الصالون الكبير، وشارك في اللقاء المطرانان بولس الصياح وسمير مظلوم.
واستغرقت الزيارة ما يقرب من ساعتين وربع ساعة، قال بعدها السنيورة: "المجيء إلى هذا الصرح والحديث مع غبطة البطريرك، فرصة طيبة جدا من أجل تداول الكثير من القضايا التي تهم اللبنانيين. واليوم، بحسب ما تعودناه، وعودنا إياه غبطته، كانت مناسبة للبحث في الكثير من القضايا والمسائل التي تهمنا جميعًا كلبنانيين، ولا سيما ما تتعرض له المنطقة العربية من تحديات كبرى، وكذلك التداعيات على صعيد لبنان واستمرار الوضع دون التوصل إلى تأليف حكومة تستطيع أن تحمي اللبنانيين، إلى الموعد الذي سيصار بموجبه إلى إجراء الانتخابات اللازمة للرئيس المقبل للبنان، وبالتالي كانت مناسبة لإجراء جولة أفق كاملة في هذا الشأن والمسارعة إلى تأليف حكومة تستطيع أن تعالج قضايا اللبنانيين الدائمة، على أن يتزامن تأليفها مع البدء بعملية حوار بين اللبنانيين تعالج القضايا التي ينبغي أن يصار إلى طرحها داخل هيئة الحوار، والتي هناك انقسام لدى اللبنانيين بشأنها.
أضاف "ولكن من جهة اخرى، نحن نعلم واللبنانيون يعلمون ان هناك مسائل كبرى تتعلق بالأوضاع الامنية والاوضاع المعيشية للبنانيين وكيفية ادارة الدولة في هذه الفترة، بحيث يصار إلى اتقاء التحديات الكبرى والمخاطر الكبرى الآتية من الداخل والخارج ايضا".
و تابع: "تمنينا على فخامة الرئيس والرئيس المكلف المسارعة إلى تأليف الحكومة التي تستطيع ان تتصدى لهذه المجموعة الكبرى من المشاكل".
هذا وأجاب عن سؤال بخصوص موقفه من مطالبة الرئيس سليمان بتشكيل حكومة جامعة فيما يصر بري على مشاركة "حزب الله" ، قائلا "الفكرة التي تقدم بها فخامة الرئيس والرئيس المكلف، أجهضها الموقف الذي صدر عن حزب الله، وكنا نتوقع اتخاذ موقف ايجابي في هذا الصدد، وهذا ما لم يحصل".
و أضاف : "نحن الآن نعتقد أن الكرة في ملعب فخامة الرئيس ودولة الرئيس المكلف، من أجل إيجاد الوسيلة التي يصار من خلالها إلى تأليف حكومة، تكون بحسب الاقتراح الذي تقدم به فخامة الرئيس، أو أن تعود إلى الفكرة التي كانت مطروحة في الماضي، وهي حكومة من غير الحزبيين، تتولى إدارة البلاد بحيث لا يكون هناك فريق ممثل وفريق غير ممثل، لأن جميع الأفرقاء غير ممثلين في هذه الحكومة، ولكن يمحضونها ثقتهم ويساعدونها من أجل أن تبحر سفينة إدارة الدولة بطريقة صحيحة. فالبعض لا يدرك كمية المخاطر والشرور الآتية من هذه الظروف الصعبة التي تعصف بالمنطقة، والظروف الصعبة التي يعانيها اللبنانيون. نحن نستمع كل يوم إلى هذه الشكوى العارمة من اللبنانيين، والتقديرات الكبرى الناتجة بجزء منها مما يجري في سوريا، وبجزء آخر من الاوضاع المستجدة على الصعد الاقتصادية والمعيشية والادارية والامنية في لبنان. كل هذه الامور لم يعد يمكن السكوت عنها لأنها أصبحت تمس حياة اللبنانيين والوضع الاقتصادي والاستقرار المالي والنقدي. كل هذه الامور باتت في خطر، ولم يعد في الامكان الظن أن هذه الامور سوف تستمر إلى ما شاء الله".
و أجاب عن رأيه عن إعلان غبطة البطريرك أنه آن أوان نهاية الليل في لبنان، "لا شك أن ما نعانيه نحن يتأثر به غبطة البطريرك، ولا سيما في ما يرى ويسمع، وهو الذي يأتيه كثر من اللبنانيين ليعبروا عن هواجسهم وقلقهم من الوضع، واعتقد ان غبطته يؤيد هذا المسعى الذي يوصل إلى تأليف حكومة في أقرب وقت ممكن".
و أضاف : "نحن نتمنى ذلك، وبالتالي نتمنى أن نكون ملتزمين أحكام الدستور ومحافظين على المؤسسات الدستورية وسلامتها وعلى التزام جميع هذه الأحكام".
وختم السنيورة: "تطرقنا إلى موضوع إعلان بعبدا، وأنا كنت أحد الحاضرين في هذا الاجتماع، الذي تم فيه التوافق على الاعلان بالإجماع، بعد مناقشته ورؤيته على الشاشة أمام الجميع، وقرئ امامهم كلمة كلمة، وأدخلت تعديلات عليه. وصدر هذا الاعلان بموافقة جميع الحاضرين دون أي اعتراض من أحد في محصلة الامر".
أرسل تعليقك