بيروت ـ جورج شاهين
رأى رئيس كتلة "المستقبل" النيابية في لبنان الرئيس فؤاد السنيورة أن ""حزب الله" دخل إلى سورية لقتل السوريين وتحقيق انتصارات وهمية، لكن ما يحصل هو هزيمة ساحقة بالنسبة له".وشدد على أن "حزب الله لا يقامر بمستقبله فحسب بل يقامر بمصلحة كل اللبنانيين ولقمة عيشهم"، وقال :" لم أر في حياتي اناسا يضعون ارجلهم في صحن أكلهم"، سائلا :"هل نحارب اسرائيل من خلال اشخاص يذهبون للقتال في سورية؟ هل طريق القدس تمر في القصير؟".
وأشار إلى "أن "حزب الله بدأ بعد العام 2006 بافتعال المشاكل مع شركائه في الوطن تنفيذا لاملاءات خارجية، وأصبح هدفه التعطيل والاطباق على الدولة والامساك بالسلطة"، مؤكدا أن "قتال حزب الله في الداخل السوري مخالف للدستور والعيش المشترك وسياسة النأي بالنفس واعلان بعبدا"، وداعيا الحزب الى "الإنسحاب من المستنقع الذي اوقع نفسه فيه والكف عن قتل الشعب السوري".
كلام الرئيس السنيورة جاء في الندوة التي نظمتها منسقية "تيار المستقبل" في بيروت، عن كتاب "الافتراء في كتاب الابراء"، في قاعة المحاضرات في مركز بيروت للمعارض - البيال، بمشاركة النائبين نبيل دو فريج وجمال الجراح.
وكانت الندوة استهلت بتقديم من الزميل باسم سعد، ثم تحدث النائب دي فريج عن "دفتر الشروط السورية الذي عاد على اساسه النائب ميشال عون الى لبنان"، معتبرا ان "الهدف من نشر كتاب الابراء وأمثاله هو اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومدرسته للمرة الثانية"، مذكرا ب "الكتاب البرتقالي الذي أصدره عون فور عودته الى لبنان في العام 2005 عن المشروع الاقتصادي للتيار الوطني الحر والذي كان متطابقا مع المشروع الاقتصادي لتيار المستقبل، لاسيما موضوع الخصخصة".
وأشار دو فريج الى أن "كتاب الافتراء في كتاب الابراء الذي اصدره تيار المستقبل يتطرق بالتفصيل الى ما ورد في كتاب الابراء العوني والرد عليه بشكل مفصل ومسهب من دون ان تترك اي شاردة او واردة الا وتم الرد عليها بالادلة الدامغة والموثقة".
وقدم النائب الجراح شرحا مفصلا ووافيا عن كتاب الافتراء والتقنيات التي يتضمنها في عملية الرد على الاتهامات التي ساقها كتاب الابراء المستحيل.
وتحدث السنيورة فقال :"نحن رأينا حقيقة التقصد في تشويه مرحلة كانت من اصعب المراحل التي مر بها لبنان ونحن لا نتحدث عن امور حصلت قبل مئة سنة بل عن سنوات كلنا عايشناها ومررنا بها والظروف الصعبة التي عانى منها اللبنانيون آنذاك وكيفية ابتداع حلول لمشاكل في منتهى الصعوبة التي وجدنا انفسنا فيها نحن والرئيس الشهيد رفيق الحريري في تلك الفترة نتيجة الصعوبات الناجمة عن الحروب الطويلة التي مر بها لبنان والاشكالات التي تجددت بسبب المصاعب التي فرضها العدو الاسرائيلي في اكثر من عدوان على لبنان واخرها في العام 2006 بالاضافة الى القيود التي فرضها الوجود العسكري السوري على لبنان والتي حملته اعباء كبيرة".
ورأى أن "المشكلة انه بعد التحرير في العام 2000 بدأنا نلمح أن "حزب الله" بدأ يحول وجهة البندقية وأصبح ذلك واضحا تمام الوضوح عندما حصل عدوان 2006 والمعركة التي خضناها سويا والذين حاولوا ان يشوهوا الصورة المشرقة التي قام بها اللبنانيون عندما احتضنوا بعضهم بعضا، ووقفوا جميعا من اجل التصدي للعدوان الاسرائيلي، ونجحوا من خلال المقاومة، من خلال الصمود والاحتضان والعمل المشترك بين اللبنانيين، اضافة الى الجهد الذي قامت به الحكومة اللبنانية على الصعد السياسية والديبلوماسية التي نجحنا في ان نحصل على القرار الدولي 1701".
وقال :"لكننا في ما بعد شهدنا عملا يحاول البعض من خلاله افتعال مشكلة مع شركائه في الوطن لا لشيء الا لمحاولة هذا الفريق القيام بعمل يشكل انصياعا لاهداف خارجية تملى على "حزب الله"، وتولى الحزب تنفيذها واتضح اكثر عندما تحولت وجهة البندقية ودخل الهم الذي كان يساور حزب الله بالسيطرة والاطباق على السلطة في لبنان وهذا ما حصل في 7 ايار/ مايو 2008 حين انتهكت بيروت كما انتهكت مدن لبنانية اخرى من قبل حزب الله".
أضاف: "منذ ذلك الحين وهم يكررون يوما بعد يوم ان تلك الخطيئة كانت بالنسبة لحزب الله يوما مجيدا وهو امر كان وما يزال يشكل جرحا بليغا في الجسم اللبناني وفي ضمائر اللبنانيين في علاقاتهم بين بعضهم البعض، لكننا ذهبنا جميعا الى الدوحة وعملنا من اجل التوصل الى حل والذي كان نتيجته موضوع الثلث المعطل والدخول الى الحكومة بالطريقة التي دخلوا فيها والتي كان همها التعطيل والاطباق على الدولة والامساك بالسلطة.
واعتبر السنيورة أن "تورط "حزب الله" في القتال داخل سورية مخالف للدستور والعيش المشترك وسياسة النأي بالنفس التي اعلنتها الحكومة اللبنانية وخلافا لاعلان بعبدا والاعراف الدولية والعربية والقرار الدولي 1701، مذكرا بأن "حزب الله الذي قال للبنانيين ان سلاحه موجه ضد اسرائيل وجدنا انه غير وجهته وبدأ استعماله ضد اللبنانيين عندما استخدم في 7 ايار/ مايو ومرة بعد مرة بعد ذلك في اكثر من مكان. وهم حاولوا بعد اسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري استيلاد منظمات هنا وهناك لتحمل السلاح، ما ادى الى ظهور مجموعات اخرى لتتصدى له، في حين ان الطرفين يتصديان لسلطة الدولة وكرامات الناس ولقمة عيشهم".
وحض السنيورة الدولة على "ان تصبح السلطة التي تحتكر حمل السلاح واستعماله لمصلحة الناس وحمايتهم من اي اعتداء عليهم"، مشيراً إلى أن "ما يقوم به حزب الله من تغذية الجماعات المسلحة هنا وهناك يؤدي الى تدمير الاوضاع الاقتصادية وتدمير هيبة الدولة وسلطتها".
وقال: "بدل من ان يستوعب حزب الله هذا الامر ويفكر بأنه ليس وحيدا في البلد ولا يستطيع ان يأخذ البلد الى حيث يريد من دون ان يتشاور مع اشقائه واخوانه في الوطن، دخل بالآلاف الى سوريا خلافا لكل الاعراف العربية والدولية والقانونية والدستورية وهم يستعملون سلاحهم ضد من ساعدهم واستقبل اهاليهم في حرب تموز 2006".
أرسل تعليقك