الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
قالت الخارجية السودانية على لسان المتحدث باسمها السفير أبو بكرالصديق تعليقاً على اشتراط الولايات المتحدة تنفيذ السودان لاتفاقياته مع جنوب السودان وتراجعه عن قراره القاضي بوقف ضخ النفط الجنوبي عبر أراضيه، لإتمام زيارة مساعد الرئيس البشيرالدكتورنافع علي نافع إلى واشنطن، وأكد المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية السفير أبوبكر الصديق أن مساعد البشير لم يسع إلى هذه الزيارة، إنما جاءته الدعوة من واشنطن، وأشار الصديق في تصريحات له إلى أنه إذا كان سبب تعليق الزيارة كما نُسب إلى مدير مكتب المبعوث الأميركي للسودان، هو ما زعمه أن حكومة السودان قد جمّدت اتفاقيات التعاون مع حكومة جنوب السودان، فإننا نوضح أن حكومة السودان لم تجمد اتفاقيات التعاون مع الجنوب، وألمح إلى أن الإدارة الأميركية مازالت تخضع إلى ضغوط مجموعة متطرفة في الكونغرس الأميركي، ظلت تتخذ مواقف عدائية تجاه بلاده وتعمل على نسف محاولات تطبيع علاقات البلدين كلها، وطالب الإدارة الأميركية بناء قراراتها تجاه بلاده استناداً على حيثيات صحيحة وليست خاطئة، وأوضح أن وزيرالخارجية الأميركية جون كيري سبق وأن تحدث عن استمرار جنوب السودان في دعم المجموعات المسلحة التي تقوم بممارسات تندرج في إطار عمليات الإرهاب مثل قتل واختطاف المَدَنِيين وتدمير المنشآت العامة والخاصة، كما حدث أخيراً في ولايتي شمال وجنوب كردفان، وأشار المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية إلى رد فعل الإدارة الأميركية عندما تعرضت لعمليات إرهاب داخل أراضيها، وما شنّته من حروب على الدول التي زعمت أن لها صلة بتلك العمليات، ونفى مساعد البشير علمه بإلغاء الزيارة وقال"نحن لم نطلب زيارة واشنطن، فإذا كانت الإدارة الأميركية ألغتها فهذا شأن يخصها وإذا حددت لها مواعيد فنحن جاهزون للحوار معها"، ونُقل عن مدير مكتب المبعوث الأميركي للسودان وجنوب السودان لاري أندريه، قوله إن زيارة مساعد الرئيس السوداني إلى واشنطن لن تكتمل لسبب قرارات حكومة السودان الأخيرة، التي تم بموجبها وقف ضخ نفط جنوب السودان، وتجميد تنفيذ بقية اتفاقات التعاون الموقعة بين السودان وجنوب السودان، مشيراً إلى أن الدعوة كانت قد قوبلت باعتراضات من قِبل بعض أعضاء مجلس النواب، وكشف عن إبلاغ الحكومة السودانية بأن إتمام الزيارة رهين بالتزام الخرطوم بتنفيذ اتفاقها مع جنوب السودان.
وأعلن مصدر حكومي فضل عدم الكشف عن اسمه إلى"العرب اليوم" أن حكومة بلاده تعودت على مثل هذه المواقف من واشنطن، وهي تدرك أن تطبيع العلاقات مرتبط عند واشنطن بتقديم الخرطوم لتنازلات لم يكشف عنها، وأضاف أن الحكومة السودانية استطاعت أن تدير شؤونها بعيداً عن الدوران في الفلك الأميركي منذ العام 1989م، وهو العام الذي تسلم فيه الرئيس البشير السلطة إثر إنقلاب عسكري، وقال وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية الدكتورأحمد بلال عثمان في تصريحات سابقة لـ"العرب اليوم" إن الهدف الذي سعت وستظل تسعى إلى تحقيقه واشنطن، هو اقتلاع النظام الحاكم في الخرطوم.
أرسل تعليقك