نبه رئيس مجلس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي إلى أن العراق والمنطقة والعالم يواجه اليوم تحديا خطيرا يتمثل في تنظيم (داعش) الإرهابي، الذي ترتكز منهجيته على إلغاء الآخر والقتل والتهجير والتدمير، وقال "إن "داعش" حرق المكتبات، وهو ما فعله المغول والتتار من قبل، وهو تحد خطير للعراق والعالم".
وأضاف العبادي - في كلمته خلال حضوره اليوم /السبت/ في بغداد المؤتمر النوعي الأول للأمناء العامين في المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (اسيسكو) بحضور مديري (اليونسكو) إيرينا بوكوفا، والإسيسكو عبد العزيز التويجري تحت شعار "بغداد دار السلام" - "أنه يخطئ من يظن أن هؤلاء ينتمون لمذهب أو مدرسة فهم يكفرون الجميع ويقومون بتدمير المدن التي ينسحبون منها".
ولفت رئيس مجلس الوزراء العراقي إلى أن خطر (داعش) وجودي، مشيرا إلى أن عالمنا الإسلامي يعاني من تحديات ومخاطر هذه الأفكار المنحرفة.
وتابع "أننا في الوقت الذي نخوض فيه المعارك مع مسلحي (داعش)، فإن تعليماتنا تشدد على ضرورة المحافظة على المواطنين العراقيين والبنى التحتية والمعالم المدنية.. مؤكدا أهمية منظمة اليونسكو في مواجهة وفضح الأفكار المنحرفة التي تسيء للدين الإسلامي الذي يرعي التنوع".
وأوضح أن هناك مدارس تروج للفكر الإرهابي وتدفع الأموال لهؤلاء الذين يقومون بسبي النساء وحرق الأطفال، مشددا على ضرورة عدم السماح لهم بالإساءة للإسلام والمسلمين.
ونوه العبادي بأن العراق هو من بنى الحضارة الإنسانية وعلم الكتابة، وقال "هنا أسست المدارس والعلوم والفقه واللغة والفلسفة ومن دواعي سرورنا أن يعقد هذا المؤتمر في بغداد".
ومن جانبه، أكد أمين عام الإسيسكو الدكتور عبد العزيز التويجري أن العراق بلد الحضارات والعلم والمعرفة، مبينا أن التطرف اليوم حول مدننا إلى أطلال خربة، فضلا عن تشريد الملايين من أبنائها، معربا عن شكره للعراق حكومة وشعبا لحسن الضيافة وحفاوة الاستقبال، متمنيا النجاح لهذا المؤتمر في بغداد الحضارة والعلم والمعرفة والتاريخ.
وقال رئيس مجلس النواب العراقي الدكتور سليم الجبوري "إن بغداد تبقى سيدة العواصم ومنارة للسلم والتعايش وحاضنة لكافة الأديان والأطياف، متمنيا للقائمين على المؤتمر كل التوفيق والنجاح في أعمال مؤتمرهم، داعيا إلى رفع مستوى التعاون مع المنظمات الدولية حيث أنها تملك مسيرة من العطاء الكبير والإنجازات في مجال إحلال السلام في العالم".
ولفت إلى أن الإرهاب حاول أن يختطف الظاهرة العراقية والبغدادية ويجردنا منها مراهنا على جملة فرص كان من بينها العمل على توسيع الهوة بين الدولة والمواطن عازفا بهذه المحاولة على لحن الطائفية تارة وعلى وتيرة التعدد الإثني والديني والقومي تارة أخرى.
وتابع "إن الظروف لعبت لصالح مراهنة الإرهاب حين انقاد البعض غفلة أو عمدا إلى الاستجابة لصوته النشاز عبر ترويج القهر والتهميش والإقصاء وكبت الحريات والسماح لانتهاك حقوق الإنسان وغض النظر عن تجاوزات تتعلق بالحقوق العامة للمواطن في حق العيش وحرية التعبير والتقصير في منح أجيالنا القدر الكافي من التعليم.. وقال "إن ذلك شكل معالم الكبوة الأولى التي نحاول اليوم استدراكها والعمل على ردم هوتها من أجل تعزيز ثقة المواطن بالدولة".
وكان وزير التربية العراقي الدكتور محمد إقبال عمر قد افتتح اليوم /السبت/ أعمال المؤتمر الإسلامي النوعي الأول للجان الوطنية في العالم الإسلامي تحت شعار (بغداد عاصمة السلام والأديان)، بحضور العبادي والتويجري والجبوري ونائب رئيس مجلس الوزراء العراقي بهاء الأعرجي، ووزير السياحة والآثار عادل الشرشاب.
وقال إقبال "إن تهديد الأمن والسلم المجتمعي هو الأبرز اليوم في ظل شيوع مظاهر العنف والتعصب والقتل والدمار، مؤكدا الحاجة الكبيرة لإيجاد وسائل وأدوات وبدائل أخرى تعرف الناس معنى التسامح ودوره في بناء السلام ليس بوصفه أحد قيم الدين الإسلامي العظيم فحسب بل لأنه مطلب كل الأديان والرسالات السماوية.. وهذا ما يريده الله سبحانه وتعالى لعباده".
وأضاف أن التسامح ثقافة عالمية ذات صبغة دينية وتنبثق أصلا من أوامر الله وتوجهات أنبيائه، تكلم بها النبيون جميعا وكانت الأبرز في شرائعهم وسلوكياتهم، فالتسامح والعيش المشترك هو فضيلة أخلاقية وضرورة مجتمعية وسبيل لضبط الاختلافات وإداراتها.
أ.ش.أ
أرسل تعليقك