بيروت ـ جورح شاهين
أكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أنّ "لبنان لا يزال مفتوحاً على كلّ الاحتمالات"، مشدداً على أنّ "البلد لن ينزلق إلى حرب أهلية". واستبعد "أيّ عدوان إسرائيلي على لبنان، لأنّ حرب العام 2006 شكّلت درساً لإسرائيل التي تعلم أننا على جهوزية كاملة للتصدّي لأيّ عدوان".
وجزم في حديث لصحيفة "الجمهورية" أن "ملف المخطوفين اللبنانيين في أعزاز والطيّارَين التركيَّين المخطوفين في لبنان سيصل إلى خواتيمه، واللبنانيون المخطوفون في خير إنما مسار العمل على تحريرهم بطيء. فهم ليسوا على الأراضي التركية، ونعوّل على "المونة" التركية على الجهة الخاطفة. لكن في الوقت نفسه، لا يجب أن نُحمّل الأتراك أكثر ممّا يتحمّلونه".
وقال: "فالتواصل مع الجهة الخاطفة صعب ونُفضّل الإبقاء على تواصلنا مع الدولة التركية، أي التواصل من دولة إلى دولة"، كاشفاً أنّ "ملف المطرانين المخطوفين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي يدخل في عملية التفاوض مع الأتراك ومع الجانب السوري".
وعن الوضع الأمني في لبنان قال ابراهيم: "للأسف، يمرّ لبنان بمرحلة خطيرة، واستهداف لبنان قائم. وبكلّ صراحة، الخطر لا يزال موجوداً، وواجبنا بَذل كل الجهد للتصدّي له، لكن قياساً بما يجري حولنا، لا نزال أفضل حالاً. وأؤكّد أنّه على رغم المحاولات الهادفة إلى جرّ البلد نحو الفتنة، فإنّ لبنان لن ينزلق إلى حرب أهلية. وعلى رغم ما يجري حولنا وعلى ساحتنا، فإنّ الدولة لا تزال متماسكة وأجهزتها متماسكة وقادرة على مواجهة المخاطر".
وتابع "المؤشّر الجيّد أنّ الجيل الصاعد هو جيل مثقّف ومنفتح، لا يؤمن بالطائفية والمذهبية، والجيل القديم لديه تجربة بالكاد خرج منها. ومن خلال اتصالاتنا مع الأفرقاء في الداخل وطبيعة عملنا، نؤكّد أنّ أياً من الأفرقاء لا يريد الذهاب إلى حرب أهلية. فالجميع مقتنع بأنّ القوّة في لبنان لا تفرض شيئاً. وأنا مقتنع شخصياً بأنّ عصر القوّة ذهَب ولن يعود. الإرادات الآن هي نتاج حوارات وتواصل، لا إرادات قوّة وقمع، ونحن في عصر التفاهمات والحوارات والتواصل".
وسئل هل هناك احتمال لعدوان إسرائيلي على لبنان فقال: "المنطقة تمرّ بفترة عصيبة وعسيرة. ففي الاجتماع الوزاري الذي دعا إليه رئيس الجمهورية الأربعاء الماضي في بعبدا، درَسنا تداعيات الضربة العسكرية المحتملة على سوريا، واتخذنا بعض التدابير لمواجهة الأسوأ وخصوصاً موجات النزوح عبر المعابر الحدودية".
وأضاف: "أمّا على المستوى السياسي الداخلي، فقد أجرَينا سلسلة اتصالات مع كلّ الأفرقاء السياسيّين في لبنان، وتوصَّلنا إلى نتائج مطمئنة بما يعني حفظ الاستقرار الداخلي.أستبعد أيّ عدوان إسرائيلي على لبنان، لأنّ حرب العام 2006 شكّلت درساً لإسرائيل التي تعلم أننا على جهوزية كاملة للتصدّي لأيّ عدوان".
وعن ملف اللاجئين السوريين والعبء الكبير الذي يتكبّده لبنان قال: "لدينا ورشة عمل بالتعاون والتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية ومع منظمة "UNHCR"، ونتابع الملف بشقَّيه الأمني والسياسي. لقد فاق عدد النازحين في الفترة السابقة المليون نازح، لكنّ العدد تراجع الآن، نتيجة التدابير المتّخذة لجهة حركة الدخول من سوريا. وقد أنشأ وزير الداخلية مروان شربل خليّة عمل بتوصية من المجلس الأعلى للدفاع لمتابعة ملف النازحين، والخليّة تقوم بعملها على أكمل وجه. ونحن من جهتنا، تبقى عيوننا ساهرة، ونأخذ في الحسبان إمكان حصول تجاوزات تحت ستار النازحين، ونتَّخذ كلّ الإجراءات اللازمة التي تساعد على إمساك الحدود إلى حدٍّ كبير".
وعن ملاحقة الشبكات الإرهابية قال اللواءابراهيم: "نتقدّم على مسار ملاحقة الخلايا الإرهابية، لكنّ الوضع الأمني في لبنان لا يزال مفتوحاً على كلّ الاحتمالات، والاغتيالات جزء من المخاطر الأمنية التي نتوقّعها. الجميع مستهدف لأنّ اغتيال أيّ شخصية اليوم سيساعد على ضرب الاستقرار، وسيعطي المردود المطلوب للجهة التي تقوم بهذه الأعمال. وحتى الآن، لم يصل التحقيق إلى الربط بين تفجيرَي الضاحية الجنوبية وطرابلس".
وأستبعد أن "تُفبرك الأجهزة الأمنية المعلومات، إنما يمكن أن تصل إليها معلومات خاطئة، وفي المفهوم الأمني، مهما كانت المعلومة سخيفة لا يمكن إغفالها أو إهمالها. والجهاز الذي قصَدته دار الفتوى في بيانها، هو جهاز أمن الدولة، لكن حتى الآن لم تُثبت التحقيقات تورّط الأشخاص الثلاثة الموقوفين على خلفية تفجيرَي طرابلس".
أرسل تعليقك