الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
دعا النائب الأول للرئيس السوداني، على عثمان طه، مواطني دارفور إلي توافر مناخ السلام الملائم لقيام مشاريع التنمية والبناء والأعمار، جاء ذلك، لدى مخاطبته، السبت، في الخرطوم احتفال السلطة الإقليمية لدارفور بتدشين المشروعات التأسيسية للمرحلة الأولى لإستراتجية تنمية دارفور.وأشار طه إلى أن هذه المشاريع تؤكد جدية الحكومة في إحلال السلام في الإقليم المضطرب منذ العام 2003 ، مبينًا أن هذه المشروعات تجد المتابعة الشخصية من رئيس الجمهورية عمر البشير، لأهميتها ودورها المتوقع في تطوير دارفور.
وقال رئيس السلطة الإقليمية لدارفور، دكتور التجانى سيسى، إن تدشين مشروعات التنمية يمثل الخطوة الأولى للسلام الشامل في الإقليم، فيما وجه والى شمال دارفور ممثل ولاة دارفور الـ 5، عثمان يوسف، كبر الدعوة للحركات غير الموقعة على اتفاقات السلام بالانخراط في مسيرة السلام، ووقف نزيف الدم، والتوجه نحو تنمية وتطوير دارفور.
وأكد وزير الدولة في مجلس الوزراء، أحمد فضل، أن كل ولايات دارفور ستنعم بخدمات التعليم والصحة والكهرباء والطرق وحاجات القرى الطوعية، وأضاف في تصريحات لـ"العرب اليوم" أن وثيقة الدوحة للسلام في دارفور في محور الاعمار والتنمية والخدمات انطلقت، وهذا يعد البداية العملية لثمار الاتفاق الذي سيتواصل حتى تكتمل المشروعات كلها تلبيةً لتطلعات أهل الإقليم، وكشف فضل أن الحكومة رصدت 800 مليون دولارًا، وفاءًا لالتزامها بذلك عند توقيع اتفاق السلام.
وكشفت السلطة الإقليمية لـ دارفور عن أسس قيام هذه المشروعات، من بينها درجة تأثير المنطقة المختارة بعوامل النزوح ودرجة استتباب الأمن واستدامته والكثافة السكانية، ومراعاة الموقع الجغرافي للمنطقة بمنظور انفتاح ومستوي الخدمات المماثلة في المواقع المجاورة وتوفر الموارد الطبيعية ورغبة النازحين العائدين في بقائهم في المنطقة. وقالت السلطة إن المناطق التي تحظى بخدمات مماثلة بتمويل من حكومات دارفور والمنظمات لن تشملها هذه المشاريع، وأضافت أن المعايير المطلوبة تم تطبيقها على 64 محلية في الإقليم، صنفت منها 162 منطقة كمناطق تنطبق عليها ضوابط السلطة الإقليمية الخاصة بقيام هذه المشروعات.
وتستضيف العاصمة القطرية الدوحة في 8 أيلول/سبتمبر المقبل، اجتماع مجلس إدارة صندوق تنمية دارفور برئاسة دولة قطر لبحث تنفيذ إستراتيجية التنمية في الإقليم، وقال وزير الدولة برئاسة الجمهورية السودانية مسؤول ملف دارفور، دكتور أمين حسن عمر، إن حكومة بلاده ملتزمة بإعمار وتنمية الإقليم، مضيفًا أن تنسيقاً محكمًا يتم بين الحكومة والوساطة القطرية في هذا الشأن، مشيدًا بالدور المحوري الذي قامت به قطر في المراحل كلها تجاه عملية السلام في دارفور، ويقول الصحافي أحمد محمد علي حسين، إن الصراع الذي بدأ في الإقليم منذ العام 2003، أثر بشكل كبير على حياة المواطنين، وجعل الآلاف منهم يعيشون في معسكرات النزوح في الداخل والخارج، يضاف إلى ذلك أن مشاريع التنمية تعطلت، كما أن المشروعات القائمة تأثرت بالصراع، وأضاف في تصريحات لـ"العرب اليوم" أن محاولات الحكومة لتحقيق قدر من التنمية المطلوبة ظلت تصطدم بعمليات العنف وهجمات الحركات المسلحة على مشروعات الطرق والعمل الزراعي والصحي، وأكد أن المشروعات التي تم تدشينها اليوم يمكن أن تحدث نقلة لسكان الإقليم، لكنه أكد أنه من الضروري أن يتوافر لتنفيذها الاستقرار والسلام حتى تكتمل.
أرسل تعليقك