اعلن رئيس الحكومة الباكستانية نواز شريف الثلاثاء ان بلاده "غير متعجلة" لاتخاذ قرار حول مشاركتها في التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين وحلفائهم في اليمن، قبل جولة من النشاط الدبلوماسي حول الازمة بمشاركة ايران وتركيا.
وقال شريف في جلسة استثنائية للبرلمان بدأت الاثنين لبحث الازمة اليمنية، انه يعتقد ان الجهود الدبلوماسية التي من المقرر ان تبدأ في الايام القليلة المقبلة ستسفر عن نتائج.
وطلبت السعودية من حليفتها باكستان المساهمة بطائرات وسفن وقوات برية في العملية العسكرية التي تشنها ضد الحوثيين في اليمن.
الا ان باكستان لم تستجب حتى الان، ودعت الى التوصل الى حل دبلوماسي، مؤكدة انها لا تريد المشاركة في نزاع من شأنه ان يفاقم الانقسامات المذهبية في العالم الاسلامي.
واكد شريف ان اي تدخل باكستاني يتطلب دعم البرلمان، ولذلك عقد جلسة استثنائية لبحث القضية.
وقال للنواب الثلاثاء "لم نطلب عقد هذه الجلسة الاستثنائية للضغط عليكم للحصول على تفويض. خذوا وقتكم، نحن بحاجة الى نصائحكم الصادقة وسنأخذ بجميع آرائكم الجيدة".
وتابع "خذوا وقتكم، لسنا في عجلة من امرنا، اريد من البرلمان ان يبدي رايه في طلبات اصدقائنا"، مشيرا الى انه لا يستطيع ان يشارك النواب بكافة التفاصيل حول الطلب السعودي.
وكان شريف لجأ الى السعودية بعد الاطاحة به في انقلاب عسكري في 1999.
والتقى شريف نظيره التركي احمد داود اوغلو في انقرة الجمعة، وقال بعد اللقاء ان الدولتين تريدان حلا سلميا للازمة اليمنية.
وستجري تركيا وايران وباكستان مزيدا من المحادثات حول الازمة، وزار بالفعل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان طهران الثلاثاء.
كما اعلن ان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف سيتوجه الاربعاء الى سلطنة عُمان ثم الى باكستان لمناقشة الوضع في اليمن في هذين البلدين.
وقال شريف للبرلمان انه يتوقع نتائج مثمرة من هذه الجهود الدبلوماسية. وقال "نحن في الحقيقة ننتظر اجابة، اعتقد انها ستصلنا غدا"، مشيرا الى ان تركيا قد ترسل وزير خارجيتها او تبلغ باكستان بالنتيجة عبر الهاتف.
وتابع "سنرى ما باستطاعتنا فعله بعد ذلك. قد نكون بحاجة لزيارة دول اسلامية سويا".
وفي وقت متاخر من الثلاثاء وصل الى اسلام اباد وفد مصري يضم وزير الدفاع الفريق اول صدقي صبحي وعقد اجتماعات مع قادة الجيش الباكستاني، بحسب بيان للجيش الباكستاني.
والثلاثاء قامت البحرية الباكستانية باجلاء 146 شخصا اخرين من مواطنيها من اليمن، اضافة الى 36 اجنبيا. وكان تم اخراج مئات الباكستانيين من اليمن خلال الاسبوعين الماضيين خوفا على سلامتهم.
وتحاول اسلام آباد تجنب اغضاب حليفها السعودي من جهة والجارة ايران التي تعارض بشدة الحملة العسكرية.
والثلاثاء قال وزير الدفاع الباكستاني خواجا اصف ان نحو الف جندي باكستاني يتمركزون الان في السعودية، الا ان ذلك لا علاقة له بعملية اليمن.
واضاف ان بعض هؤلاء "اطباء وبعضهم الاخر فنيون. وهم موزعون".
ويدين غالبية سكان باكستان بالمذهب السني من الاسلام، مثل السعودية. ولا تتعدى نسبة الشيعة في باكستان 20% من عدد السكان، كما ان الحكومة لا تريد اثارة الخلافات المذهبية داخل البلاد.
وتعالت بعض الاصوات في باكستان معربة عن قلقها بشان الانضمام الى العملية العسكرية في اليمن في حين يعاني الجيش الباكستاني من ضغوط بسبب القتال الذي يخوضه ضد حركة طالبان.
ا ف ب
أرسل تعليقك