أعلن البيت الأبيض في بيان، مساء الخميس، أن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أكدا في اتصال هاتفي على أهمية نزع فتيل التوتر الأخير بين تركيا والعراق.
ويأتي ذلك في وقت اختتم فيه رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني زيارة إلى تركا وصفها بـ"الجيدة"، وأبدى الوفد التركي موافقته المبدئية على سحب قوات بلاده من الأراضي العراقية.
وتأتي هذه التطورات فيما يواصل السياسيون العراقيون وخصوصًا أعضاء الكتل المنضوية في التحالف الوطني المدعوم من الجارة الشرقية ايران تصعيد الأزمة مع الجارة الشمالية تركيا.
وذكر البيت الأبيض، في بيان مساء الخميس، أن بايدن أجرى اتصالًا هاتفيًا بداود أوغلو وبحث معه آخر التطورات المتعلقة بالنزاع الأخير الذي وقع بين تركيا والعراق على خلفية دخول قوات تركية إلى معسكر للتدريب في مدينة الموصل العراقية.
وطالب العراق تركيا بسحب قواتها التي اعتبر وجودها انتهاكًا لسيادته فيما أصرت تركيا على أن دخول الجنود جاء بهدف دعم عملية تدريب قوات البشمركة الكردية والتي تتم منذ عام 2014 في محاولة لحماية سكان الموصل.
وتوافق بايدن وداود أوغلو على وجوب حل هذا النزاع بطريقة تحترم السيادة العراقية وعلى التنسيق الكامل مع التحالف الدولي لمحاربة عصابات داعش الارهابية.
وفي السياق ذاته، اختتم رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، الخميس زيارته الى انقرة بعد لقائه بكبار المسؤولين الاتراك وعاد إلى أربيل، ووصف بارزاني في تصريح مقتضب، نتائج زيارته الى تركيا بـ"الجيدة".
وأجرى البارزاني اجتماع استغرق زهاء الساعة في القصر الجمهوري التركي مع الرئيس رجب طيب اردوغان، توجه بعدها الى قصر جانكايا وعقد اجتماعا مع رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو وتم استقباله برفع علم كردستان الى جانب العلمين العراقي والتركي،مما اثار ازمة اخرى بسبب وضع علم كردستان الى جانب العلم العراقي.
وتأتي زيارة بارزاني إلى تركيا لبحث حلحلة الأزمة بدخول قوات تركية إلى الموصل، وأبدى الوفد التركي موافقته المبدئية على سحب قوات بلاده من الأراضي العراقية.
وذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أحمد جمال في بيان ورد"العرب اليوم"نسخة منه، أن "وزير الخارجية إبراهيم الجعفري اجتمع الخميس بوفد تركي رفيع المستوى في مقر وزارة الخارجية في بغداد، حيث أكد خلال اللقاء موقف العراق بأن وجود القوات التركية هو خرق للسيادة ".
وطالب الوفد التركي الزائر بضرورة انسحاب القوات التركية من الاراضي العراقية، وقد أبدى الطرف التركي موافقته المبدئية واشار الى ان اعلان ذلك سيكون من قبلهم بعد الرجوع الى حكومتهم.
وكان وفد رفيع من تركيا قد وصل بغداد الخميس برئاسة فريدون أوغلو وكيل الخارجية التركية وهاكان فيدان رئيس جهاز المخابرات التركي.
وفيما أبلغ العراق الوفد أن "حل الأزمة ينحصر بسحب القوات التركية من اراضيه"،تحدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قائلا : إن "فكرة سحب بلادنا للجنود المتواجدين في معسكر باطراف مدينة الموصل "غير واردة حالياً". في مؤشر على تحدي الحكومة العراقية المطالبة بشدة سحب هذه القوات.
وكانت وزارة الخارجية أعلنت الخميس مفاتحة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي "لتدارس اتخاذ موقف دولي تجاه الانتهاك التركي للسيادة العراقية وحشد الدعم الدولي لإستصدار قرار من مجلس الأمن يدين هذا الانتهاك".
كما تقدمت الخارجية "بطلب للجامعة العربية من أجل عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث تداعيات هذا الانتهاك واتخاذ موقف عربي تجاهه".
ويأتي إعلان الخارجية بعد انتهاء مهلة 48 ساعة الثلاثاء التي منحتها بغداد لانقرة لسحب قواتها من أطراف مدينة الموصل.
وفي ضوء كل هذه التطورات مابين سلبية وايجابية المواقف تنطلق يوم السبت في ضوء دعوات لسياسيين عراقيين من التحالف الوطني مسيرات ضد دخول القوات التركية إلى الأراضي العراقية.
أرسل تعليقك