الجزائر- خالد علواش
شددت بريطانيا على ضرورة تعزيز تعاونها الأمني مع الجزائر في إطار شراكة استراتيجية لمكافحة آفة الإرهاب التي تهدد العالم بأسره، وجدد السفير البريطاني في الجزائر مارتين روبير، السبت، عزم بلاده على المضي قدما لترسيخ التعاون الأمني مع الجزائر، مذكرا بالاتفاق المبرم بين "ديفيد كامرون والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أواخر كانون الثاني/يناير الماضي خلال الزيارة التي قام بها إلى الجزائر الوزير الأول البريطاني على إقامة شراكة أمنية جديدة بين البلدين".
وأوضح السفير البريطاني على هامش ندوة صحافية أقامها لورد ريشارد ريسبي المبعوث الخاص للوزير الأول البريطاني المكلف بترقية العلاقات الاقتصادية مع الجزائر أن اعتداء "تيقنتورين عزز قناعة البلدين بضرورة التعاون الوثيق في مكافحة الإرهاب".
وأشار إلى أن بلاده تعتبر الجزائر "بلدا مستقرا و آمنا" مفندا أن بريطانيا غيّرت تصورها حول الجزائر بعد اعتداء تيقنتورين رغم أن هذا الاعتداء خلف خمسة قتلى في صفوف موظفي المجمع البريطاني بريتش بتروليوم، و قد تأكد تقارب الرؤى حول مكافحة الارهاب من خلال الحوار الاستراتيجي في المجال الأمني الذي باشره البلدان منذ الاعتداء الارهابي الذي استهدف في يناير/ كانون الثاني الماضي الموقع الغازي لتيقنتورين أقصى الجنوب الشرقي الجزائري.
وقال مارتين روبير حديثه في هذا الإطار مؤكدا أن "كل بلدان العالم تشهد أعمالا ارهابية بما في ذلك الولايات المتحدة و بريطانيا و فرنسا و أن الارهاب لا يخص الجزائر لوحدها، من جهة أخرى أعلن لورد ريسبي عن الزيارة التي سيقوم بها قريبا الى الجزائر رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان البريطاني الذي يقوم بتحقيق عن الوضع الأمني في منطقة الساحل مع الإشارة إلى أنه من المرتقب أن يتوجه رئيس هذه اللجنة أيضا إلى مالي في إطار هذا التحقيق.
وأكد على التوافق في وجهات النظر بين الجزائر وبريطانيا بشأن مكافحة الإرهاب لاسيما بشأن مسألة عدم دفع الفديات للإرهابيين، وفي هذا الخصوص أوضح السفير البريطاني أن "المملكة المتحدة والجزائر تتقاسمان التصور نفسه بشأن مسألة عدم دفع الفديات وهي مسألة نتعاون بخصوصها بشكل وثيق على الصعيد الدولي" مشيراً إلى أن المسألة ستناقش خلال قمة ال8 المقبلة المقررة في شهر حزيران/يونيو المقبل في لندن. كما ساهمت الزيارة التي قام بها إلى الجزائر رئيس الأركان العامة للقوات البرية البريطانية الفريق الأول بيتر وال في تدعيم هذا التعاون.
وأعرب روبر عن أمل بلاده في تنظيم المناقشات الثانية التي تمت المبادرة بها في إطار هذا الحوار بعد صيف 2013 علما بأن اللقاء الأول انعقد في شهر نيسان/أبريل الماضي في لندن، وتكتسي هذه اللقاءات أهمية على أكثر من صعيد حيث تسمح بإعداد تحليل مشترك بشأن التهديدات في منطقة الساحل وتحديد المجالات الضرورية لهذا التعاون لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب.
أرسل تعليقك