بيروت ـ جورج شاهين
أكد الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، الخميس، أن قرار الاتحاد الأوروبي بوضع "حزب الله" على لائحة الإرهاب، لا يعني الأمم المتحدة، وهو يعني الدول الأوروبية وحدها.
وقالت مصادر مطلعة، التقت بلامبلي الخميس، لـ"العرب اليوم"، إن الدول الأوروبية تعمل في القوات الدولية تحت راية الأمم المتحدة، ولا علاقة للاتحاد الأوروبي بعملها، ولذلك فإن الحديث عن انعكاسات وضع "حزب الله" على لائحة الاتحاد للإرهاب، لا علاقة له بالأمم المتحدة ومهامها في حفظ السلام والأمن الدوليين.
وقال بلامبلي، ردًا على سؤال أنه لا يخشى على "اليونيفيل" بعد قرار الاتحاد الاوروبي، إن "اليونيفل" تمثل الأمم المتحدة وأكثر من 30 دولة، وأعتقد أن الجميع مستفيد من الاستقرار في الجنوب الذي تضمنه القوات الدولية.
وقد زار بلامبلي، الخميس، رئيس "الكتائب" أمين الجميل، حيث عرض معه التطورات بعد لحظات من زيارة قامت بها ممثلة الاتحاد الأوروبي انجيليكا ايخهورست إلى الجميل، حيث وضعته في الظروف التي رافقت صدور القرار الأوروبي، معتبرة أن "من مصلحة لبنان مراعاة أحكام القرار بانتظار المراجعة المنتظرة في الأشهر الستة المقبلة"، فيما أكد بلامبلي بعد لقائه الجميل، أن اللقاء تناول الوضع السياسي وموضوع النازحين السوريين والجهود الدولية في هذا الإطار ومن بينها مساعدات مخصصة للحكومة اللبنانية وللبلديات وللمجتمعات المضيفة، وأن الأمم المتحدة بحاجة إلى شريك فعال في لبنان، وليس لحكومة تصريف أعمال، وذلك ممكن من خلال الإسراع في تشكيل حكومة جامعة وقادرة ومدعومة من كل المكونات السياسية.
وأعلنت السفيرة ايخهورست، إثر اللقاء مع الجميل، "زرت الجميّل وعرضنا للقرار الذي سينشر الجمعة رسميًا في النشرة الرسمية للاتحاد الأوروبي، وسيصار إلى إبلاغه وقف الأصول، وشرحت مندرجات هذا القرار الذي يشكل رسالة سياسية واضحة وهي رفض أي عمل إرهابي على الأراضي الأوروبية، كما بحثنا سويًا في استمرار العمل لصالح لبنان والشعب اللبناني، والتعاون على مواجهة كل الاستحقاقات، وأن تعاون الاتحاد مع لبنان سيستمر، وسنواصل العمل بقوة أكبر لسلام وازدهار بلدكم، ومن المهم استمرار كل الدعم للرئيس المكلف تمام سلام، وتشكيل حكومة جامعة تجسد تطلعات اللبنانيين وتضم كل الأحزاب السياسية، وهذا رهن التشكيلة التي سيطرحها الرئيس المكلف، لكن أؤكد أن لا فيتو أوروبي على أي مكون سياسي."
ونفت السفيرة ايخهورست، ردًا على سؤال المعلومات المتداولة بشأن تلقيها أي تهديد شخصي، وقالت إنها لا تخشى من أي عمليات تستهدف القوات الدولية في الجنوب، فيما أدرجت لقاءها مع الوزير محمد فنيش ومسؤولين في "حزب الله"، بعد ظهر الخميس، في إطار اللقاءات المستمرة لهدف متابعة الملفات وبحثها، بالإضافة إلى أن اللقاء هذه المرة يتضمن شرحًا للقرار الأوروبي.
وكان بلامبلي قد لبى الأربعاء، دعوة النائب بهية الحريري إلى مائدة إفطار في دارة الحريري في مجدليون، ترافقه مستشارته السياسية شانتال سركيس، في حضور مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، ورئيس بلدية صيدا محمد السعودي، ومنسق عام "تيار المستقبل" في الجنوب ناصر حمود، ورئيس "جمعية تجار صيدا وضواحيها" علي الشريف، وعدنان الزيباوي، ومصطفى الحريري، ونزار الرواس وعقيلته ليلى، والمديرة التنفيذية لمؤسسة الحريري روبينا ابو زينب، ومسؤولة الشؤون التربوية والثقافية هبة أبو علفا.
وسبق الإفطار اجتماع بين بلامبلي والحريري والفاعليات الصيداوية المشاركة، جرى خلاله التطرق إلى الأوضاع العامة والوضع في صيدا في أعقاب الأحداث الأخيرة، وقال بلامبلي، "جئت إلى صيدا لأرى بنفسي كيف هي الأوضاع في الوقت الحاضر، وكانت لدي لقاءات، والآن التقيت رئيس البلدية والسيدة بهية الحريري، والمهم هو عودة الهدوء إلى مدينة صيدا، والحمد لله وهذا مهم جدًا، ونشكر كل الذين ساهموا في ذلك، والتقيت أيضًا قائد منطقة الجنوب العسكرية، ونحن نتمنى لكل أهل صيدا وكل المهتمين أن يستطيعوا أن يبنوا على هذا الهدوء الذي عاد إلى المدينة، وأيضًا رأيت إعادة الإعمار السريع في منطقة عبرا بالذات، وذلك بفضل الذين ساعدوا في ذلك، لأن هذا مهم جدًا، لكن يجب ان يكون هناك إعادة بناء معنوي في المدينة، واعتقد أن هذا يتم حسبما سمعته من رئيس البلدية".
وردًا على سؤال من انعكاس قرار الاتحاد الأوروبي على جنود قوات الأمم المتحدة الموجودة في جنوب لبنان، قال بلامبلي، "قوات الأمم المتحدة تنتمي إلى أكثر من 35 دولة، وتمثل أكثر من 190 دولة في الأمم المتحدة ككل، وهم يقومون بأعمال تخدم الجميع في الجنوب وفي لبنان وفي المنطقة، ولا أعتقد أنها ستتأثر بقرار من هذا النوع وهذا المهم، فقرارات الاتحاد الأوروبي هي للاتحاد الأوروبي وليس للأمم المتحدة".
أرسل تعليقك