بيروت – جورج شاهين
استأنفت السيدة بهية الحريري شقية الرئيس الراحل رفيق الحريري وعضو كتلة نواب المستقبل حملة سياسية واسعة على مستوى لبنان لتوضيح مواقف التيار من الأحداث ولا سيما أحداث صيدا ولتشكر المتضامنين معه كما قالت لرئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل الذي زارها في مجدلون شرق صيدا بعد الأحداث الأليمة في عبرا.
وقالت مصادر مطلعة لـ "العرب اليوم" إن جولة النائب بهية الحريري على المسؤولين والقيادات السياسية شغلت المراقبين السياسيين الذين تتبعوا حركة نائب صيدا الفريدة من نوعها باهتمام بالغ.
ومع أن طابع الزيارات محصور بتوجيه الدعوات الرسمية إلى حفل إفطار كبير تقيمه الحريري للمؤسسة العسكرية السبت المقبل في مجمع البيال، إلا أن الوجه الآخر للجولة يتسم بأهمية خاصة لكونه يتصل بتوضيح موقف تيار المستقبل إزاء حملة التشويه التي استهدفته أثناء وبعد حادثة عبرا حيث وضع التيار وفق ما أكدت أوساطها في خانة مستهدفي الجيش ومؤيدي الشيخ أحمد الأسير على رغم أن المذكرة التي أعدها نائبا صيدا، الحريري والرئيس فؤاد السنيورة وسلمت إلى رئيس الجمهورية حددت بوضوح تام موقف التيار وطالبت بتحقيق شفاف وعادل، ليس استهدافا للمؤسسة العسكرية التي تشهد المواقف التاريخية للتيار على مدى احترامها وإجلالها وتقدير دورها الوطني، إنما لإلقاء الضوء على بعض الثغرات في حوادث عبرا تمهيدا لتجنبها وتلافيها من منطلق الحرص التام على الجيش وقيادته وتصحيح المسار، خصوصا في ضوء الهواجس الواسعة التي طرحت في البيئة الصيداوية وغير الممكن تجاوزها أو التعامي عنها.
وأضافت الأوساط أن نائب صيدا حرصت في لقاءاتها مع القيادات السياسية والروحية في مختلف الانتماءات على تقديم الشكر على المساندة بعد أحداث عبرا وتوجيه الدعوة إلى إفطار تقيمه تكريما للجيش اللبناني في عيده الوطني مؤكدة ضرورة التمسك بالثوابت الوطنية والعلاقة الجيدة مع الدولة وخصوصا مع اجهزتها الأمنية والعسكرية والقضائية.
وأشارت إلى أن الحريري ستنهي جولتها بإفطار البيال حيث ستوجه كلمة وصفت بالمهمة جدا تتضمن دعما مطلقا للجيش اللبناني وقيادته الحكيمة وردا على حملة التشويه التي استهدفت تيار المستقبل بتصويره داعما للأسير على أن تحدد موقف التيار مما جرى ويجري في هذا الإطار.
وكشفت الأوساط أن النائب الحريري ستعقد الخميس اجتماعا في الامانة العامة لقوى 14 آذار في الأشرفية. وأرجئ الاجتماع الدوري للأمانة العامة الى الاسبوع المقبل.
استقبل الرئيس أمين الجميّل في دارته في بكفيا النائب السيدة بهية الحريري وكانت مناسبة للتداول في الوضع السياسي والمعوقات التي تعترض تأليف الحكومة والمبادرات المتاحة للخروج من دوامة الوضع الراهن. وأكد اللقاء تضامنه مع الرئيس المكلف تمام سلام في جهوده لتشكيل الحكومة. كما تمّ استعراض قرار الاتحاد الأوروبي الذي شكل إرباكاً إضافياً أمام التأليف. كما شرحت النائب الحريري الحملة المدنية التي تعمل على إطلاقها. وحضر اللقاء النائب سامي الجميّل ونائب رئيس الحزب سجعان قزي وعضو المكتب السياسي جوزف نهرا ورئيس مجلس الاعلام جورج يزبك.
وتخلل اللقاء بين الجميل والنائب الحريري اتصال هاتفي بين الرئيس الجميّل والرئيس سعد الحريري الذي تناول المستجدات الراهنة من جوانبها المختلفة. واستمر الاتصال حسب معلومات "العرب اليوم" قرابة ثلث ساعة جرى خلاله استعراض للتطورات الأمنية والسياسية بعدما تمنى الرئيس الجميل ان تتوفر للحريري ظروف العودة إلى لبنان "لتكون بيننا" في أفضل الظروف و"الاستمرار في تحمل مسؤولياتنا الوطنية".
وقالت مصادر إطلعت على القضايا التي تباحث فيها الرجلان لـ"العرب اليوم" أن الحوار تركز على ثلاثة عناوين أساسية، الأول، الوضع السياسي العام وتأثيرات ما يجري في سورية والمنطقة على الوضع الداخلي ولا سيما أزمة النازحين وما تركته من ترددات سلبية على المستويات الاقتصادية والأمنية والبطالة نتيجة المزاحمة غير الشرعية للعمالة واليد العاملة اللبنانية ومصير المؤسسات الضغيرة المهددة بالإفلاس نتيجة وجود يد عاملة بكلفة ضئيلة.
وأكد الجميل والحريري ضرورة أن يشارك العالم في كلفة تحمل حجم النازحين في لبنان على المستويات كافة ودعم توجه رئيس الجمهورية الى عقد مؤتمر دولي يوزع الأعباء ويخففها عن كاهل لبنان. كما اتفقا على دعم الجيش في كل ما يحتاجه من عديد وعدة لكونه الضمان الأقوى لوحدة اللبنانيين وملاذهم الوحيد في حماية المؤسسات وحفظ امن الناس على مساحة الوطن بالنظر الى الأعباء الملقاة على عاتقه.
والثاني، الوضع السياسي في البلاد ولا سيما الحكومي، وأجريا سوية قراءة للعقبات التي حالت دون تشكيل الحكومة والآلية الواجب اعتمادها للخروج من مأزق التأليف. وأكد ضرورة أن يعمل اللبنانيون لفك الأسر عن حكومة جديدة تدير شؤون البلاد وتنهي حالات الفراغ في السلطة التنفيذية أو الشلل الذي أصاب ولحق بالكثير من مشاريع القوانين والمشاريع الاستثمارية التي تحتاجها البلاد نتيجة جمود العمل الحكومي وشل اعمال مجلس الوزراء.
ولوحظ أن الاتفاق كان تاما على دعم الرئيس تمام سلام المكلف تشكيل الحكومة في مهمته، في ما لم يتم الاتفاق على شكل الحكومة بين قائل بحكومة حيادية وما ينادي به الرئيس الجميل من حكومة إنقاذ تمثل الجميع لتحكم باسم الجميع.
الثالث، أوضاع قوى 14 آذار والعلاقات القائمة بين أطرافها، فشدد الطرفان أن التضحيات الكبرى التي بذلت حتى اليوم تدفع باتجاه تعزيز التعاون بين مختلف أقطاب هذه القوى وقواها الحية في المجالات النقابية والسياسية والإقتصادية والعمالية بما فيها تلك التي تبقي العلاقات قائمة بين مختلف مكوناتها والتفاهم على القواسم المشتركة وهي كثيرة، وأكدا على الدور الذي تطله به القيادات السيادية في هذه المرحلة بالذات.
وتم التوافق على سلسلة مبادرات مدنية وشبابية تحيي النخوة في نفوس الشباب وتوحدهم بشأن عناوين وقضايا إنسانية ووطنية تشكل هموما وطنية عامة تعني اللبنانيين جميعا.
النائب بهية الحريري أشارت بعد اللقاء إلى أن زيارتها الرئيس الجميّل هي لشكره على الموقف التضامني مع صيدا وأهلها في محنتها الأخيرة، والتي كان لها التقدير الكبير لدى أهل المدينة. وفي الواقع تقاسمت مع الرئيس الجميل الهواجس التي تحاصر الهوية الوطنية وبحثنا في المخارج الممكنة للآزمة الراهنة. ودعت الحريري إلى خطاب يعكس هواجس اللبنانيين وبخاصة الشباب منهم. ونحن نلتقي دوما مع الرئيس الجميل على خير البلد ومستقبله.
ورداً على سؤال، جددت الحريري دعمها للرئيس المكلف تمام سلام لكنها اعتبرت أن التأليف دونه مطبات وأملت أن ينجح الرئيس المكلف بتذليلها أو تجاوزها بالتعاون مع رئيس الجمهورية والمسؤولين الذين يضعون المصلحة اللبنانية العليا في المرتبة الأولى.
وقالت "إن التمديد لقائد الجيش أصبح بحكم المنتهي ونحن متفاهمون على أهمية تجنب الفراغ واستمرار عمل المؤسسات وهذه قواسم مشتركة تجمع الخط الذي يرأسه الرئيس أمين الجميل والخط الذي ينتهجه الرئيس سعد رفيق الحريري.
أرسل تعليقك