بيروت – جورج شاهين
شيعت بلدة مزرعة الشوف، بعد ظهر الأحد، الجندي المغوار جاد البعيني، الذي قضى في حادثة بقعاتا السبت في مأتم شعبي حاشد شارك فيه وفد عسكري من قيادة الجيش وممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي النقيب جورج فاضل، رئيس "حزب التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب، وعائلة الفقيد وحشد من أهالي المنطقة.
وألقى وهّاب كلمة، توجه فيها إلى أهل الفقيد، مشددا على وحدة الطائفة الدرزية والجبل وأمنه واستقراره، ودعا إلى تهدئة النفوس، وإلى أن "تأخذ التحقيقات مجراها القانوني لمعاقبة القاتل".
كما ألقى ممثل قائد الجيش كلمة حيا فيها "روح الشهيد البطل"، منوها به لما حازه من شهادات تقدير أثناء قيامه بمهامه العسكرية.
وألقى جهاد ذبيان كلمة باسم البلدة، كما تحدث معين البعيني باسم العائلة، اللذان أكدا ضرورة التهدئة ووحدة الجبل "واستقراره الذي دفع ثمنه المغدور جاد البعيني غاليا". كذلك رثى الشاعر نزيه أبو الزور الفقيد، معددا صفاته ومزاياه.
وخلال التأبين توجه عم الفقيد، أبو علي يوسف البعيني، بكلمة إلى "المشايخ الأجلاء"، شدد فيها على وحدة الطائفة، داعياً المشايخ إلى "التدخل لدرء أبناء الطائفة عن أتون المشاحنات السياسية التي لن تؤدي إلا إلى زهق أرواح أبنائنا".
وبعد الصلاة على الجثمان، ووري في الثرى في مدافن البلدة، ثم تقبلت العائلة التعازي.
وقال أبناء المنطقة وشهود عيان إن حادثة بقعاتا الذي ذهب ضحيتها جاد، وأصيب خلالها أيضا شقيقه التوأم وصديقهما كفاح هاني، أرخت بظلالها على المنطقة، حيث انتشرت وحدات من الجيش في الساحات العامة وعلى مفارق الطرقات.
وأكد رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان أن "ما حصل في بقعاتا هو حادث فردي مؤسف ومدان يستحق الاستنكار، وقد اتصل بي الزعيم الدرزي رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط البارحة ليلا، وإننا نعمل سويا لتطويق كل ذيول هذا الحادث لأننا متفقون على أن لا نسمح لبذور الفتنة للدخول إلى الوضع الدرزي وإلى الجبل، الجبل سيبقى محصنا، لن نسمح للفتنة بأي شكل من الأشكال أن تدخل إلى صفوف أبناء الجبل. صحيح في السياسة هناك تباين في وجهات النظر ومواقف متعددة، إنما أمن الجبل والناس فوق أي اعتبار".
وعلى صعيد سياسي آخر استقبل النائب طلال أرسلان، في السرايا الأرسلانية في الشويفات، وفودا شعبية، وتحدث للصحافيين عن الوضع الحكومي وقال "هناك تشاور حاصل في البلد بين الأفرقاء كلهم، إن كان 8 آذار أو 14 آذار أو من في الوسط والتشاور مستمر، وبالنسبة لي إني أتشاور مع حلفائنا في هذا الموضوع بشأن تسمية رئيس الحكومة وإن التسمية حتى الآن لا زالت غير واضحة، وإني لن ألتزم بتسمية أي رئيس حكومة إلا بعد التشاور مع وليد جنبلاط في الموضوع".
أضاف: "نتمنى أن يحصل تفاهم في الحد الأدنى بشأن مسألة الحكومة، لأن الناس أصبحت في أَمَسّ الحاجة لهذا الموضوع، إنما هذا في الوضع السياسي اللبناني العام يبقى في إطار التمنيات. أتمنى من الجميع الالتزام بشخصية سياسية مُعَيّنة يُتَّفَق عليها لتأليف الحكومة بأقل خسائر ممكنة. آسف حسب ما تَبَيَّن حتى الآن أننا من الممكن أن نتوصل إلى اسم لرئاسة الحكومة، لكن مسألة تأليف الحكومة ستكون طويلة".
أرسل تعليقك