توقع رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك الجمعة حصول "توافق اوروبي" بشأن ازمة المهاجرين، بعد ان طلب مساعدة تركيا للحد من التدفق الهائل لهؤلاء المهاجرين الساعين للوصول الى اوروبا باي ثمن.
وقال توسك في رسالة الدعوة للمشاركة في القمة بين الاتحاد الاوروبي وتركيا المتوقعة الاثنين في بروكسل "للمرة الاولى منذ بدء ازمة المهاجرين بامكاني ان ارى بوادر توافق اوروبي. انه توافق على استراتيجية شاملة، في حال تم تنفيذها بشكل دقيق، يمكن ان تساعد في استيعاب التدفق، والعمل على حل الازمة".
وقال توسك في هذا الاطار انه "متفائل بحذر".
والتقى توسك الجمعة في اسطنبول الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لحثه على بذل المزيد لابطاء حركة الهجرة من تركيا باتجاه اوروبا.
كما التقى توسك الجمعة في بلغراد رئيس الحكومة الصربية الكسندر فوشيتس. وقالت السلطات الصربية في بيان حول هذا اللقاء انه "تم التشديد على ضرورة حصول تغيير في السياسة الاوروبية ازاء المهاجرين".
وانهى توسك الجمعة جولة بدأها الاثنين في فيينا شملت البلدان التي يمر فيها المهاجرون، وزار بالفعل سلوفينيا وكرواتيا ومقدونيا واليونان وصربيا وتركيا.
واضاف توسك في رسالته "ان الدول الواقعة على طريق البلقان الغربي، وبينها الدول غير الاعضاء في الاتحاد الاوروبي، مستعدة جميعها ومصممة على العودة الى التطبيق الشامل للقرارات المشتركة ومنها اتفاقية شنغن".
-انقاذ شنغن-
وفي رسالته هذه تطرق توسك الى "خريطة الطريق" التي نشرتها قبل ساعات المفوضية الاوروبية بشأن العودة الى "العمل الطبيعي" داخل فضاء شنغن، وانهاء كل عمليات التدقيق التي اقيمت على الحدود الداخلية لبلدان هذا الفضاء.
وقدم الاتحاد الاوروبي الجمعة خطة طارئة تهدف الى الحفاظ على حرية التنقل في فضاء شنغن الذي شهد رقما قياسيا في عدد طلبات اللجوء.
وقالت المفوضية الأوروبية في بيان "الهدف هو ازالة اجراءات التدقيق على الحدود الداخلية بحلول كانون الاول/ديسمبر حتى نتمكن من العودة الى تفعيل فضاء شنغن بصورة طبيعية بحلول نهاية 2016"، علما أن ثماني دول أعادت اجراءات التفتيش والتدقيق بشكل موقت على حدودها منذ ايلول/سبتمبر، للحد من عدد الوافدين اليها مع تصاعد ازمة المهاجرين.
وأضافت المفوضية ان "إنشاء فضاء شنغن من دون حدود داخلية منح امتيازات كبيرة للمواطنين الاوروبيين والشركات، لكن هذا النظام تعرض في الاشهر الاخيرة لامتحان قاس بسبب ازمة الهجرة".
وفشلت دول الاتحاد الاوروبي حتى الان في التوصل الى خطة واضحة شاملة لمواجهة التدفق المتواصل للمهاجرين. وتفيد المفوضية العليا للاجئين ان اكثر من 130 الف شخص وصلوا الى اوروبا منذ مطلع السنة الحالية.
وقدم اكثر من 1،25 مليون اجنبي معظمهم من السوريين والافغان والعراقيين العام الماضي طلبات لجوء في الاتحاد الاوروبي، فسجلوا بذلك اعلى مستوى ورقما يفوق الضعف بالمقارنة مع 2014 (+123%)، كما اعلن الجمعة المكتب الاوروبي للاحصاءات (يوروستات).
-تركيا مفتاح الحل-
واضافت المفوضية الجمعة "هناك حاجة ملحة الى سد الثغرات التي سجلت اخيرا في حماية الحدود الخارجية (للاتحاد الاوروبي) في اليونان" التي شهدت عبور اكثر من 868 الف شخص في 2015.
وتقول اثينا ان حوالى 32 الف مهاجر ولاجىء موجودون حاليا على الاراضي اليونانية.
وقال رئيس الحكومة اليونانية الكسيس تسيبراس في مقابلة مع صحيفة بيلد الالمانية تنشر السبت ان اليونان ترفض "احتجاز" لاجئين على اراضيها بينما هم "يريدون اكمال طريقهم" الى شمال غرب اوروبا.
وكان توسك حاول الخميس من اثينا ثني المهاجرين الاقتصاديين على مواصلة السعي لدخول اوروبا. وقال موجها كلامه لهم "لا تأتوا الى اوروبا، ولا تثقوا بالمهربين ولا تجازفوا بحياتكم واموالكم. كل هذا لن يفيدكم بشيء".
والتقى توسك الخميس في اسطنبول رئيس الحكومة احمد داود اوغلو، وشدد بعد اللقاء على اهمية التعاون التركي الاوروبي حول هذه الازمة.
واعلن وزير الخارجية التركي مولود جاوش اوغلو الجمعة من اثينا ان بلاده مستعدة لاعادة استقبال طالبي لجوء يتم ترحيلهم من اليونان شرط الا يكونوا من سوريا، وذلك قبل ثلاثة ايام من موعد القمة الحاسمة بين الاتحاد الاوروبي وتركيا بشأن ازمة المهاجرين.
وقال الوزير التركي في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره اليوناني نيكوس كوتزياس "بدأنا درس امكانية اعادة استقبال طالبي لجوء خصوصا من دول المغرب وباكستان وافغانستان".
وتابع "لدينا اتفاق اعادة استقبال موقع مع اليونان وبلغاريا ودول اخرى ونعمل على توقيع اتفاقات مماثلة مع دول اخرى".
واوضح الوزير التركي ان نحو "860 طلب اعادة استقبال من اليونان سلمت الى تركيا وتم قبول 99% منها".
على الارض لا يزال الاف المهاجرين عالقين في اليونان على الحدود مع مقدونيا.
وقالت ستيلا نانو من المفوضية العليا للاجئين ان توافد المهاجرين يتواصل وهم "يريدون الوصول الى الحدود ويخشون عدم تمكنهم من الانتقال الى مقدونيا".
واعلنت المفوضية ايضا ان نحو ثلاثة الاف شخص من السوريين والعراقيين والايرانيين والافغان كانوا متجمعين الجمعة في مرفأ بيرايوس في اليونان في ظروف صعبة.
ا ف ب
أرسل تعليقك