بيروت ـ جورج شاهين
اعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع ان الاقتراح الروسي حول الكيماوي السوري "ما زال نظرياً رغم مسارعة السوريين الى الترحيب به في موقف لا يمكن الركون إليه نتيجة عدم صدقية النظام في سورية"، ملاحظاً "ان المشروع الفرنسي الذي قُدم الى مجلس الامن تحت البند السابع يخضع للكثير من الأخذ والرد بين الدول الخمس الكبرى، الامر الذي يعني ان ما من شيء محسوم على هذا المستوى".
واعتبر جعجع في حديث الى صحيفة "الراي" الكويتية يُنشر غداً الخميس "ان الاقتراح الروسي جدي ولم يأتِ بهدف إيجاد مخرج للرئيس باراك أوباما، واذا سلك طريقه الى التنفيذ سيكون امراً مهماً ويؤدي الى حصيلة لا بأس بها من النتائج التي كانت ستفضي اليها الضربة العسكرية".
وقال: "لا يمكن التقليل من أهمية دفْع النظام السوري الى التخلي عن اسلحته الكيماوية، ولن يكون ممكناً المراوغة في هذا الشأن مع الاميركيين والبريطانيين والفرنسيين، رغم اعتقادنا ان النظام السوري سيحاول المماطلة واللف والدوران والتمييع وما شابه".
ورداً على سؤال، اشار الى انه "اذا جرى توافق دولي في مجلس الامن على إلزام النظام السوري بتسليم الكيماوي وتدميره وانصياع الاسد، فسيكون الامر انتصاراً كبيراً للمعارضة السورية، لانه قد يكون كافياً لتغيير موازين القوى في سورية لمصلحة المعارضة".
واضاف: "في تقديري ان الاقتراح الروسي جاء نتيجة جدية الضربة الاميركية، لأنه في حال حصلت الضربة كان يمكن ان تؤدي الى تغيير لا رجوع عنه في موازين القوى. فمشروع اوباما الذي قُدم الى الكونغرس الاميركي لا يتحدث عن ضربة لأيام بل لشهرين قابلة للتمديد الى شهر ثالث، وتالياً فان الضربة كانت جدية ولو محدودة، فتغيير الوضع في سورية لم يكن يحتاج الى اكثر من ذلك، وهذا يعني ان ضعف النظام في سورية من جهة وامكان انهياره تحت وطأة الضربة العسكرية من جهة اخرى دفع الروس الى تقديم اقتراحهم".
ورداً على سؤال، رأى الدكتور جعجع "ان كل ما يحدث الآن، سواء لجهة الضربة العسكرية المفترضة او لجهة اقتراح تسليم الكيماوي وتدميره او اي شيء آخر، يعكس قناعة اميركية - روسية بانه حان الوقت لإنهاء الأزمة السورية وفق معادلة بديهية تقضي برحيل الاسد وجماعته عن السلطة، وذهاب بعض مَن في النظام والمعارضة الحقيقية، وليس الطارئين على المعارضة كـ"جبهة النصرة" وسواها، الى جنيف - 2 للتفاوض برعاية دولية تفضي الى خريطة طريق يصار الى تنفيذها برعاية وقوة دوليتين"، مضيفاً: "في تقديري انه اذا استمرت الأزمة السورية ستة ايام او ستة اشهر اضافية او اكثر فالحل أصبح معروفاً، ومَن يعارضه حتى الآن هو الأسد، وتالياً فان الاقتناع يتزايد بضرورة رحيله إفساحاً امام هذا الحل. فالضربة العسكرية لم تكن محض عقابية لاستخدام الاسد السلاح الكيماوي بل لفرض وقائع جديدة تدفعه الى الرحيل وتالياً إزاحة العقبة في وجه إنهاء الازمة عبر جنيف - 2".
وتابع: "نظام الاسد غير قابل للاستمرار بخلاف كل المظاهر ورغم دعمه البالغ الكلفة من ايران لاعتبارات اكثر من استراتيجية تحول دون تخليها عنه. اما الروس، فمن مصلحتهم التوصل الى تسوية قبل انهيار نظام الاسد ولحفظ مكانة لهم في البديل عنه. فالاحداث على الارض ليست في مصلحة استمرار النظام، اضافة الى ان الاقتراح الروسي ينطوي على اعتراف ضمني باستخدام الاسد الاسلحة الكيماوية، وتالياً فان الروس يدركون ان الاسد بات ورقة محروقة ومن مصلحتهم المشاركة في قيام النظام البديل عبر جنيف - 2".
وعن اعتبار البعض ان الاقتراح في شأن الكيماوي وإخراجه من المعادلة يشكل تخلياً اميركياً عن المعارضة السورية خدمة لامن اسرائيل، قال: "المعارضة السورية ليست بيد اميركا بل هي معارضة لها حلفاء في العالم العربي على رأسهم المملكة العربية السعودية، الامارات، قطر والكويت وغيرها، اضافة الى تركيا. ثانياً ان الكيماوي السوري لم يشكل يوماً تهديداً لاسرائيل بدليل عدم استخدامه في اوقات الحشرة كحرب يوليو 2006 واجتياح الـ 1982 لمناطق من لبنان، فهو لم يُستخدم يوماً ضد اسرائيل بل استُخدم ضد الشعب السوري وكان هناك 1400 قتيل في خمس دقائق ..اذاً كيماوي الاسد لا يشكل خطراً على اسرائيل بل على الديموقراطية".
أرسل تعليقك