بيروت – جورج شاهين
اعتبر رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط أنه مع تسجيل المجتمع الدولي لأعلى مستوى من التخاذل غير المسبوق حيال الأزمة السوريّة التي تزف كل يوم نبأ استشهاد المئات في مجازر موصوفة يمارسها النظام، فإنه قد اعتاد كذلك التغاضي عن أمور فائقة الأهميّة مثلما يجري في مدينة حمص التي يبدو أنها بمثابة المعركة الفاصلة وستشكل منعطفاً مستقبليّاً على أكثر من صعيد.
وأشار جنبلاط في مقاله الأسبوعي لصحيفة "الأنباء" التي يصدرها حزبه إلى أنه بالإضافة إلى القصف المركز والقتل المنهجي لأبناء المدينة وسكانها، ها هو يدمر السجلات العقارية في حمص التي تشكل وثائقها مرجعاً تاريخياً لمُلّاك المنطقة بحيث يساهم تلف هذه المستندات المهمة في استكمال المخطط الأساسي الذي رسمه النظام وينطلق من خلال تحويل الأكثرية إلى أقليّة وذلك عبر العديد من الخطوات وفي مقدمها القتل والتهجير إلى دول الجوار الذين أصبحوا بالملايين.
وأضاف "ستتيح أيضاً خطوة إحراق السجلات العقاريّة استبدال الملكيّات بأخرى لمنتمين إلى مذاهب أخرى بما يسهّل عمليّة التواصل المذهبي والسياسي بين الساحل ودمشق. وفي هذا الإطار، وُضعت مجازر البيضا وبانياس وسواهما من المناطق السوريّة لتأمين شكل من أشكال الانسيابيّة الجغرافيّة بين مناطق معيّنة وخلق واقع ديموغرافي جديد وإحاطة المدن الكبرى بمجمعات سكنيّة من غير سكانها الأصليين، فيما يبدو أنه مقدمة لاستيراد مجموعات بشرية متجانسة غير سورية من داخل وخارج سورية بهدف محو كل أثر عن الواقع السكاني الأساسي."
وتابع "لذلك، مرة أخرى، لا بد من تسجيل الاستغراب، لا بل الاستهجان، لصمت المجتمع الدولي حيال ما يجري في سورية، ووقوفه مكتوف الأيدي إزاء الانتهاك اليومي لسجل حقوق الإنسان التي لطالما ادّعى حمايتها وصونها، وأيضاً إزاء المساعي الحثيثة التي ترمي إلى تقسيم سورية وشرذمتها مع ما سيتركه ذلك من تداعيات كبيرة على الشرق الأوسط والمنطقة العربيّة برمتها، وسيؤسس لفوضى إقليميّة وحروب ونزاعات طائفيّة ومذهبيّة."
أخيراً، إن سياسة الانكفاء الدولي لم تعد خياراً لأن تكلفتها باتت مرتفعة ومرتفعة جداً وهي أدّت وتؤدّي إلى استمرار النزيف اليومي وإلى خيانة طموحات الشعب السوري وهو الذي ناضل سلميّاً طوال شهور مطالباً بحقوقه المشروعة في الحرية والكرامة والديمقراطية والعيش الكريم والتخلص من نظام الاستبداد والقتل، فكان أن جوبه بالحديد والنار والرصاص والقذائف والقصف والتدمير والتهجير والاعتقال والقتل. فإلى متى؟
أرسل تعليقك