القاهرة – عمرو والي
قال عدد من الخبراء وأساتذة السياسية في مصر إن الحل لمواجهة العمليات الإرهابية التي تحدث بشكل يومي في سيناء بعدما تزايدت حدة الهجمات على الدوريات الأمنية والمدنيين خلال الفترة الأخيرة وأسفرت عن مقتل العديد من جنود الشرطة والجيش، هو تنميتها وإعمارها من خلال توطين السكان بالإضافة إلى تدمير البؤر الإجرامية كافة في سيناء، وإعادة جسور الثقة بين المواطن السيناوي والدولة، مشيرين إلى أنها بقعة غالية على المصريين كافة.
وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور حسن نافعة لـ"العرب اليوم " ضرورة التحرك في مشروع تنموي لأرض سيناء يشمل ثلاث محاور الأول منه النطاق العسكري ويتضمن البدء في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتدمير البنية التحتية للإرهاب في شبه جزيرة سيناء بالكامل.
وأضَاف نافعة أن المحور الثاني سياسي ويتضمن البدء فى اتخاذ الإجراءات اللازمة لبناء جسور الثقة بين أهالي سيناء والمؤسسات الرسمية، وتصفية الملفات العالقة بما يضمن إزالة رواسب النظام السابق ويقيم العدالة ويحقق الأمن للجميع.
ولفت إلى أن المحور الثالث تنموي ويتضمن البدء في اتخاذ الإجراءات اللازمة للإسراع بمعدلات التنمية في سيناء بما يضمن تنمية متوازنة في مختلف أجزاء ومناطق شبه جزيرة سيناء، والقضاء الكامل على ظاهرة البطالة، بخاصة في صفوف الشباب، وإحداث نقلة نوعية في بنيتها الديموغرافية بما يؤدي إلى زيادة كبيرة في كثافتها السكانية بطريقة تتفق ومتطلبات الأمن الوطني.
وقال القيادي بحزب الدستور جورج إسحاق لـ " العرب اليوم " إن الشعب السيناوي عانى بشدة ولسنوات طويلة ويستحق خلال الفترة المقبلة النظر إليه بعين الاعتبار من خلال تنمية قدراته الاقتصادية ليعيش مثل باقي مواطنين الجمهورية .
وأضاف إسحاق أنه من الضروري تعديل بنود اتفاق كامب ديفيد لأن الأوضاع أصبحت خطيرة حاليا، خصوصا مع الهجمات التي أصبحت تستهدف المدنيين والعسكريين .
وأوضح سكرتير عام حزب الوفد فؤاد بدراوي لـ"العرب اليوم" أن سيناء تبقى هي البقعة الغالية من أرض الوطن ومن الضروري البدء في تنميتها فوراً عبر خطة تجمع الأطياف السياسية المختلفة.
وأضاف بدراوي أنه من الضروري أن تشمل هذه الخطة تسكين المواطنين فيها خلال 5 سنوات ليصل الأعداد بها لما يقارب 5 ملايين مصري بشرط توفير الإقامة والمدارس والصحة والتعليم، لأنه لا يمكن أن تظل هكذا دون إعمار.ويرى الخبير العسكري اللواء حسام سويلم في تصريحات لـ " العرب اليوم " أن الجيش المصري يعي جيدا كيف يتعامل في مثل هذه الظروف العصيبة من خلال اتخاذ خطوات جادة عبر غلق الأنفاق، بخاصة التي كانت تستخدم في ضخ البترول المسروق من مصر إلى قطاع غزة.
وأضاف" مقاومة الإرهاب تحتاج إلى كثير من الوقت"، مؤكدًا أن مواجهة الإرهاب في سيناء لا يتمثل في بعد سياسي فقط، أو أمني فقط أو اجتماعي فقط بل يتطلب الحل من الثلاثة أوجه، متمثلين في تنمية سيناء وتعميرها وزيادة الكثافة السكانية.
ولفت إلى أن الأحداث في سيناء هدفها إعطاء انطباع للعالم بأن الوضع خارج السيطرة المصرية وأن أمن إسرائيل في خطر وبالتالي يمكن اتخاذها كذريعة نحو التدخل الدولي فيها.
أرسل تعليقك