بيروت ـ جورج شاهين
بدأ السفير التركي رينان أوزيلديز جولاته على المسؤولين اللبنانيين في أول يوم بعد عودته إلى بيروت، للاطلاع على آخر التطورات المتعلقة بشأن خطف الطيارين التركيين اللذان خطفا فجر الجمعة على طريق مطار بيروت الدولي.
والتقى وزير الداخلية والبلديات، العميد مروان شربل، في الحادية عشرة قبل ظهر السبت، في منزله في الحازمية وعرض معه سلسلة المستجدات وما أدت إليه التحقيقات التي تجريها السلطات اللبنانية بحثًا عن مصير الطيار التركي ومساعده.
وبعد اللقاء، قال شربل للصحافيين "اغتنم هذه المناسبة لأعيد كل اللبنانيين، وبدلاً من أن نفرح بالعيد، انشغلنا بموضوع آخر. الدولة اللبنانية تستنكر أي عمل خطف من هذا النوع على الأراضي اللبنانية، وهذا ما أبلغته إلى السفير التركي، تكلمنا عن حماية الأتراك في لبنان، فنحن مجبرون على حماية الجميع وحتى اللبنانيين، وهذا يتم بمساعدة الأجهزة اللبنانية والسياسيين الذين من المفترض أن تكون خطاباتهم هادئة لتمرير المرحلة الصعبة التي نمر بها".
وأضاف "تكلمنا أيضًا عن مسألة خطف التركيين، والتحقيق يكمل في هذا الشأن، وعندما نعرف مكان وجودهم لن نقصر وسنأتي بهم. لبنان يرفض الخطف، ولن نقول بأن هذا مقابل ذاك أو سنتبادل هذا مع ذاك. نحن كدولة لبنانية نعمل بكل قوانا لتحريرهما ونتمنى على كل شخص يؤثر على تحرير اللبنانيين التسعة المخطوفين في اعزاز بمن فيهم الدولة التركية مساعدتنا ونشكرها على الموضوع".
وعما إذا كان هناك ارتباطًا بين العمليتين، أشار أنه "لم يتبين بعد في التحقيق هذا الموضوع، نحن ندرك أن الخطف الذي يتم هو أحيانًا لأسباب متعددة، ويمكن أن يكون السبب الذي ذكرتموه واحدًا منهم، لكن لا يمكنني أن أجزم أن هذا مقابل ذاك، ولكن ربما ضارة نافعة وننهي هذا الموضوع وتنتهي مشكلة التسعة الموجودين في اعزاز".
وعن المجموعة الخاطفة، ذكر أن "هناك أسماء وهمية ليست موجودة لدينا في السجلات، لا تهمنا المجموعة، بل يهمنا أن نعرف أين هما التركيان؟، وأنهما لم يتعرضا لأي سوء".
وبشأن ما تردد أنهما في مكانين منفصلين، قال شربل "من قال ذلك؟. إذا كانت الصحف أو وسائل الإعلام تعرف فلتخبرنا، التحقيق لم ينته ولا زلنا نعمل، الجميع يتعاون معنا، كل الأحزاب، لنعرف أين هما".
وأشار أن الأتراك لم يغادروا لبنان بعد عملية الخطف، وأكد أنه "من يغادر هو من أتى لمدة معينة إلى لبنان، هناك بعض الأتراك لا زال هنا والمواكبة الأمنية هي نوع من الحماية، ونحن مستعدون، من أجل السياحة في لبنان، لتأمين الحماية لأي شخص يشعر بأنه يمكن أن يكون معرضًا للخطر".
وعن انسحاب الكتيبة التركية العاملة في الجنوب، قال "سيتم الحديث عن هذا الموضوع، وإن شاء الله لا يسحب الأتراك قواتهم من اليونيفيل، لأنهم يقومون بدور مهم جدًا في جنوب لبنان، وأهالي الجنوب يحبونهم ويعرفون بأن علاقتهم طيبة معهم". واتصل شربل برئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ووضعه في أجواء اللقاء.
و زار السفير التركي قبل ذلك منزل رئيس "كتلة المستقبل النيابية" الرئيس فؤاد السنيورة، عند العاشرة والنصف من صباح السبت، في منزله في بلس. وبحث معه "تداعيات ومخاطر جريمة الخطف التي تعرض لها الطيار التركي ومساعده، وما تطرحه هذه الجريمة من احتمالات ومخاطر على المستويين السياسي والاقتصادي".
وأعرب السنيورة عن استنكاره لهذه الجريمة، طالبًا أن "ينقل إلى المسؤولين الأتراك موقف تيار المستقبل بإدانة هذه الجريمة، واعتبارها موجهة ضد لبنان قبل تركيا، وأنها جريمة لا تمثل لبنان، ولا اللبنانيين، وتضر بالاستقرار في لبنان، وهدفها إلحاق الضرر بالعلاقات بين البلدين".
وتمنى أن "لا يتم الربط بين الشعب اللبناني والذين قاموا بهذه الجريمة، وأن ينقل تضامنه مع عائلات المخطوفين التركيين، كما سبق أن تضامن مع عائلات المخطوفين اللبنانيين في اعزاز"، وكذلك "نقل موقفه الرافض والمستنكر لهذه الجريمة إلى المسؤولين الأتراك"، آملا أن "لا تؤثر هذه الجريمة على العلاقات بين البلدين، لأن من ارتكبها هدفه الإضرار بهذه العلاقات".
و أجرى السنيورة مساء الجمعة، اتصالاً هاتفيًا برئيس مجلس النواب نبيه بري تشاورا فيه في "مخاطر جريمة الخطف".
أرسل تعليقك