بيروت ـ جورج شاهين
نجا رئيس بلدية عرسال علي الحجيري من محاولة اغتيال كانت تدبر له على طريق اللبوة – عرسال في طريق عودته من رأس بعلبك حيث أجريت عملية التبادل الكبيرة بين عشائر بعلبك وآل المقداد الشيعة من جهة، وأهالي عرسال من جهة أخرى فكادت تتحول المصالحة التي رعاها الجيش اللبناني إلى فتنة أخرى.
بدأ الحادث في الثالثة من بعد ظهر الأحد عندما نصب مسلحون يستقلون أربع سيارات جيب كمينا لموكب الحجيري الذي كان متجها من رأس بعلبك إلى بلدته عرسال، وأطلقوا النار على سيارته والموكب فأصيب برصاصة هامشية في رأسه وقتل أحد مرافقيه محمد حسن الحجيري الملقب ب"دخان"
وأصيب أحمد خالد الحجيري الملقب بـ"القطشة" إصابة حرجة، كما أصيب علي الفليطي الملقب بـ"علي زهوي" إصابة طفيفة في يده. وغادر رئيس البلدية والفليطي المستشفى بعد تلقيهما العلاج اللازم، فيما أُفيد بأن رجال الكمين تمكنوا من خطف السوري محمد عباس.
وعم الغضب بلدة عرسال فور شيوع نبأ الكمين، وعمد عدد من الشبان إلى إطلاق النار بغزارة في الهواء استنكارا لما حدث، ليهدأ الوضع بعدما وصل الحجيري إلى بلدته من مستشفى الريان حيث أخضع لتضميد جروحه.
وأصدرت قيادة الجيش- مديرية التوجيه مساء الأحد بيانا أوضحت فيه أن موكب سيارات يستقله أشخاص من أهالي بلدة عرسال على طريق بعلبك-الهرمل تعرض لإطلاق نار من قبل مجموعة من المسلحين قرابة الساعة 15,00، مما أدى إلى إصابة أربعة بجروح مختلفة، ما لبث أن فارق الحياة أحدهم متأثرا بجروحه، مشيرا إلى أن مسلحين آخرين أقدموا على خطف شخصين من التابعية السورية كانوا ضمن الموكب الذكور.
وأشار بيان الجيش إلى أن وحداته المنتشرة في مناطق البقاع جميعها، وخصوصا في منطقة البقاع الشمالي، تدابير استثنائية لمنع تفاقم الأوضاع، بما في ذلك إقامة حواجز ثابتة ومتحركة وتسيير دوريات، كما باشرت الوحدات تنفيذ عمليات بحث وتحر واسعة لتحديد هوية المرتكبين وتوقيفهم وإحالتهم إلى القضاء المختص .
وتابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الأحد مع المسؤولين الأمنيين المعنيين ملابسات حادثة اللبوة وتطوراتها وتفاصيلها وطلب اتخاذ أقصى التدابير لضبط الوضع والقبض على الفاعلين وإحالتهم إلى القضاء المختص.
واعتبر الرئيس سليمان أن اللجوء إلى مثل هذه الأساليب في وقت كانت قضية الإفراج عن المخطوفين تشهد تقدماً، يزيد الأمور تعقيداً ويخلق مشكلات جديدة تراكم قضية المخطوفين ولا تؤدي إلى حلها.
وتابع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الحادث الأمني الذي وقع بعد ظهر الأحد في منطقة اللبوة في البقاع الشمالي عبر سلسة من الاتصالات مع كل من وزير الدفاع الوطني فايز غصن، ووزير الداخلية والبلديات مروان شربل ورئيس الأركان في الجيش اللبناني اللواء الركن وليد سلمان ووجهاء وفاعليات بلدة عرسال.
وشدد الرئيس ميقاتي على ضرورة التعاون بين أبناء المنطقة لمعالجة تداعيات الحادث ومنع أي محاولات لافتعال فتنة بين أبناء المنطقة، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية تقوم بواجبها في العمل على توقيف المعتدين وإحالتهم على القضاء .
ودعا رئيس الوزراء المكلف تمام سلام الجيش والقوى الأمنية إلى التعامل مع هذا العمل بأقصى درجات الحزم وملاحقة الفاعلين وسوقهم إلى العدالة، بعدما أطلعه وزير الداخلية مروان شربل على تفاصيل الحادث الذي تعرض له موكب رئيس بلدية عرسال محمد الحجيري في بلدة اللبوة البقاعية.
وقال الرئيس سلام في تصريح له "في الوقت الذي كانت تبذل فيه الجهود لتبادل مخطوفين وإجراء مصالحة بين عائلات عرسال واللبوة، جاء هذا الكمين الذي تعرض له رئيس بلدية عرسال ومرافقوه ليكشف مرة جديدة هشاشة الواقع القائم في منطقة البقاع ودقته، والحاجة الملحة لتضافر جهود الأطراف السياسية والأهلية للتصدي لمحاولات الفتنة وهز الاستقرار والسلم الأهلين".
وأضاف سلام "إننا إذ نهنئ رئيس بلدية عرسال بسلامته ونترحم على الضحية التي سقطت في الكمين، نتمنى الشفاء العاجل للمصابين، ونستنكر أشد الاستنكار هذا العمل المدفوع بنوايا خبيثة على البقاع وأهله، وندعو العقلاء جميعهم من أبناء هذه المنطقة إلى التزام الحكمة وعدم توفير أي جهد لتفويت الفرصة على الراغبين في العبث بأمنهم وأمن البلاد".
وأجرى الرئيس سعد الحريري عصر الأحد اتصالا بقائد الجيش العماد جان قهوجي وتداول معه بالهجوم الذي تعرض له موكب رئيس بلدية عرسال علي الحجيري في البقاع الأحد، مشددا على وجوب اتخاذ الإجراءات الكفيلة بملاحقة المعتدين، معتبرا أن هذا الحادث يقع في إطار المحاولات المستمرة لجر البلاد إلى مزيد من الاحتقان.
كما أجرى الحريري اتصالا برئيس بلدية عرسال علي الحجيري الذي وضعه في تفاصيل الهجوم الذي تعرض له، وأكد استنكاره لهذا الاعتداء ومشددا على أهمية عدم الانجرار إلى ما يريده الداعون إلى الفتنة والعاملون على إشعالها.
وكانت عملية مبادلة المخطوفين بين آل المقداد وأهالي عرسال قد تمت في مركز مخابرات الجيش في رأس بعلبك، في حضور المقدم ملحم حدشيتي وضباط مخابرات الجيش في المنطقة.
وانتقل الجميع عقب عملية التبادل إلى مطعم رأس بعلبك حيث عقد مؤتمر صحافي تحدث فيه حسان بشراوي الذي شكر "قيادة الجيش وجهاز المخابرات وكل من ساهم في سورية في عملية الإفراج وعلى رأسهم محمد عباس في بلدة فليطا السورية والذي أعاد اللحمة إلى أبناء المنطقة".
واستنكر رئيس بلدية عرسال علي الحجيري عملية الخطف، ووصفها بأنها " باب للفتنة والشر، وأي إنسان سيخطف سنرفع عنه الغطاء كائنا من كان".
وتوجه غازي المقداد لأهل عرسال بالقول "الذي يربطنا معهم صلة رحم ومصاهرة ونقول لهم إن يوسف المخطوف في بيت أهله. لقد دفنا فتنة".
وأمل الشيخ محمد عباس من بلدة فليطا والذي ساهم في عملية الإفراج "ألا تتكرر عملية الخطف كي لا تحصل فتنة، ونسأل الله أن يبعد الفتن".
وكانت كلمة ليوسف المقداد قال فيها "طلبوا فدية وضربوني في اليوم الأول. وسمعتهم يقولون ليقاتلوا بعضهم البعض"، ووجه الشكر لقيادة الجيش.
وأكد رئيس بلدية رأس بعلبك هشام العرجا "بقاء رأس بعلبك بلدا للمحبة والانفتاح والتسامح وسيبقى قلبنا مفتوحا للجميع". وشكر دمر المقداد قيادة الجيش والمخابرات على ما بذلوه أما دمر المقداد فشكر قيادة الجيش والمخابرات.
وكان المخطوف المفرج عنه يوسف المقداد وصل إلى منزل رئيس بلدية عرسال علي الحجيري، وسط إطلاق نار وتوزيع الحلوى.
وقال المقداد "كنت مختطفا في منطقة سهل رنكوس السورية وتعرضت للضرب، وأشكر مشايخ بلدة فليطا إسهامهم في عملية الإفراج عني. وأشكر جميع من أسهم في إطلاق سراحي، وسألني الخاطفون إذا كانت لي علاقة بحزب الله، وكان هدفهم خلق فتنة بين أبناء عرسال وبلدات الجوار."
بينما دعا رئيس بلدية عرسال علي الحجيري إلى "عدم تغطية الزعران ووقف أعمال الخطف"، مرحبا بالإفراج عن المقداد.
وتم تسليم المخطوفين الـ 13 من بلدة عرسال، من قبل آل المقداد، واستلام يوسف المقداد، في مركز مخابرات الجيش اللبناني في رأس بعلبك.
واستغرب عدد من أهالي بلدة عرسال ما ذكرته بعض وسائل الإعلام من أن أحد الجرحى ينتمي إلى "جبهة النصرة"، مؤكدين عدم صحة ذلك، وقال أحدهم إن المقصود بما تردد هو مسؤول في عشيرته.
أرسل تعليقك