بيروت – جورج شاهين
شن رئيس “تيار المرده” النائب سليمان فرنجية هجوماً عنيفاً على حليفه رئيس كتلة التغيير والإصلاح وزعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال عون وقال "إنه يريدجنا أتباعاً له ولا نتبلغ قراراته ومواقفه سوى من وسائل الإعلام. واعتبر أنه سيكون مع تعيين صهر العماد عون العميد شامل روكز قائداً للجيش بدلاً من التمديد للعماد الحالي جان قهوجي لكن تعيين روكز مستحيل طالما أن عون لا يستطيع أن يؤمن له الأكثرية لتعيينه.
وشدد فرنجية على حصته في الحكومة التي لن يعطيها لأحد وعلى الثلث المعطل في الحكومة العتيدة “لأننا من دونه لا نستطيع إيقاف أي قرار غير وطني، ونحن لا نقبل بأن يقرر أحد عنا ويقرر مصيرنا”، كاشفاً أن “حزب الله” و”حركة أمل” هما من يفاوضان باسمه في المفاوضات الجارية مع الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة، لأنهما تباحثا معه في الموضوع”. وأضاف: “إذا سالنا الجنرال عون راينا فليفاوض باسمنا وإذا لم يسالنا كيف لنا أن نفوضه”، نافياً أن تكون هناك قطيعة مع “التيار الوطني الحر” ومشدداً على العلاقة الجيدة مع شخص العماد عون “نحن معه في كتلة واحدة، ونوابنا يشاركون في الاجتماعات لكن كل قراراته نسمعها عبر وسائل الإعلام”.
فرنجية، وفي حديث لـ”اذاعة النور” التي يديرها ويشرف عليها "حزب الله"في ذكرى حرب تموز/يوليو، أكّد أنه “لن يتنازل عن حصة المرده في الحكومة، ولن يعطيها لأحد، “التيار الوطني الحر” يعتبر بعضهم حلفاء له مثل “حزب الله” و”حركة امل” وآخرون يعتبرهم من الأتباع ونحن ممكن أن نكون من بينهم”، وأضاف: “نحن بحياتنا لم نكن اتباعاً لأحد، وهذه هي المشكلة، لكني أكن كل التقدير والاحترام لشخص الجنرال عون، نحن حلفاء ونبقى معا وهو يتقدمنا طالما هو في نفس قناعاتنا السياسية”.
ودعم فرنجية وصول الجنرال شامل روكز إلى قيادة الجيش، لافتاً إلى أنه لو خير بين روكز وقهوجي لاختار روكز غير أن هناك صعوبة في تأمين الأكثرية لتعيين قائد للجيش “إذا استطاع الجنرال عون تشكيل أكثرية لأي قائد جيش نحن معه، نريد قائد جيش غير متآمر علينا، ونحن نرى بالعماد قهوجي شخصية وطنية غير متأمرة على المقاومة، وأعود وأكرر إذا كان الخيار بين التمديد للجنرال قهوجي والفراغ أو مع قائد جيش متأمر علينا وعلى المقاومة، أنا مع الجنرال قهوجي”. ووصف فرنجية قرار سعد الحريري التمديد للعماد قهوجي ومن ثم تراجعه عنه، بأنه قرار متسرع “فالحريري عودنا منذ كان في الرئاسة بل منذ بدء حياته السياسية أن يتسرع، يتكلم، يراجع، فيتراجع”. وجاهر فرنجية بصداقته للرئيس ميقاتي الذي “لم يتآمر ضدنا وأنا أحترمه رغم الضغوط التي مورست عليه بالموضوع السوري”. ولفت فرنجية إلى أن العلاقة مقطوعة مع رئيس الجمهورية “الذي تأمر على المقاومة في بعض المرات”.
أما عن موقف بكركي الأخير حول السلاح قال فرنجية: “موقف بكركي مبدئي من السلاح في كل لبنان وإذا أرادت نزع السلاح من كل لبنان فنحن معها، أما سلاح المقاومة فليجدوا حلاً له، وإذا تعهدت بكركي باستعادة الأرض والتحرير، فلا مشكلة لدينا”.
وردا على سؤال عن العلاقة مع النائب وليد جنبلاط، قال فرنجيّة إن علاقته مع وليد بك مقطوعة. أما مع رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” الدكتور سمير جعجع فلا علاقة. وأكّد فرنجيّة أن موقفه من “المقاومة” “هو موقف مبدئي منذ البداية لأنه يعتبر أن القضية محقة”، مشيراً إلى أنه ينظر“ إلى الأفق البعيد الذي يقول بأن “المقاومة” ومشروعها سينتصران”. وأضاف: أن سلاح المقاومة هو لحماية هذا المشروع، حتى لو كان هناك أدوات في الداخل مرتبطة بالخارج وحاولت ضرب هذا المشروع فإن هذا السلاح سيتحرك لحماية المشروع، لافتا إلى أن المشروع القومي العربي، وليس الطائفي، هو الذي يحمي المسيحيين، وأن المقاومة ليست مشروعاً طائفياً.
وأشار فرنجية إلى أن كل ما تخططه أميركا هو مخيف خاصة التفتيت، فالتوسيع بالمعنى السياسي لا يخيف، إنما التفتيت يوصل إلى خلق رهانات عند بعض الأقليات، ويبدأون التصرف على هذا الأساس، وبعد ذلك يبدأ الغرب بالتسويات التي تكون على حساب الأقليات، ومصلحتنا نحن المسيحيين في هذا الشرق أن لا ندخل في مشاريع التفتيت لأننا أقليات، وصحيح أن التوسيع ليس من مصلحة الأقليات، خاصة إذا كان طائفياً فهو خطر جداً، واعتبر أن المشاريع الطائفية هي خطرة”.
وحول نظرته إلى الحوادث في المنطقة قال فرنجية: “كل ما يفكرون به هو ضرب نفوذ إيران في المنطقة، الذي يلخص بدعم القضية الفلسطينية، ودعم المقاومات العربية، ومن يريد نزع النفوذ الإيراني عليه تبني الفضايا العربية بطريقة صحيحة، ودعم المقاومة”، مشيراً إلى فشل مشروع ضرب سورية وتفتيتها. وأضاف: “أن المخطط لم ينته إلى الأن لقد قطعنا أكثر من نصف الطريق، باعتراف الخصم قبل الحليف، ويبقى النصف الأخر غير أننا ارتحنا بفعل التوازن الدولي الذي بات موجوداً، وهو يميل أكثر إلى مصلحتنا وليس إلى مصلحة الخصم، والأمور أصبحت واضحة في سورية فالدولة والجيش متماسكان”.
وأضاف فرنجيّة: “أن النظام السوري قد “نظف” من الفساد الموجود فيه، وقد تحدثت مع الرئيس الأسد وسالته عن الوضع تبعاً للأخبار، أجاب حصل أن البعض فسر إرسال بعض التعزيزات إلى حلب هو بداية المعركة، وعلى كل حال كل شي في وقته”، لافتاً إلى أن المعارضة السورية التي تقاتل النظام مدعومة عالمياً ولديها أسلحة ومجاهدون وجيوش، وأن الحرب التي حصلت على سورية أكبر بكثير من الحرب على بعض الدول العربية المجاورة”.
ونفى فرنجية علمه أن تكون اللاذقية قد قصفت ” فالأميركان قالوا أنها قصفت، والسوريون نفوا، وأنا بالتالي لا أعلم، ولكن اتخوف من أن هذه الخبرية قد تكون أشبه بالخبر الذي نشر حول قصف المطار الدولي وفي اليوم التالي قصف جبل قاصون إذاً هذا الخبر قد يكون تمهيداً لعملية ما، وأكد فرنجية أن شخصية الرئيس الأسد هي نصف المعركة”.
وعن الوضع الأمني في زغرتا وتصريح اللواء ريفي الشهير حول تسليح جبل محسن من زغرتا قال فرنجية:” منذ شهرين كان ريفي مديراً عاماً، وإذا كانت لديه هذه المعلومات لماذا بقي صامتاً، وإذا كنا نرسل سلاحاً إلى جبل محسن لكنا أعلنا ذلك، لا شيء عندنا نخفيه. طرابلس هي مدينة عربية ومقاومة وعندما لم يجدوا طريقة لتطويعها، قالوا لها هؤلاء شيعة جاؤوا كي يقتلوكم، والأمر المسيء جداً أننا بتنا متهمين بأننا نداوي الجرحى من أبناء جبل محسن، هل مداواة الجريح أصبح اتهام، وهل المطلوب ذبحهم كي نكون مع المشروع الأخر، نقول نحن مع المشروع العربي ولسنا مع المشروع الطائفي”.
وفي الشان الحكومي قال فرنجية: “من الأفضل أن تشكل حكومة، وأي خيار سيء سينعكس على الشارع، فلنبقى خلافاتنا في المؤسسات أفضل، فالخلاف هو فقط على النظرة إلى لبنان وتكوينه، هناك بعض السياسيين لا يتأثرون بالبعض المتهور، وحتى القرار الدولي لديه أناس متهورون، وما يهم أميركا هو مشكل في لبنان، لخلق الفوضى وضرب مشروع المقاومة وتحويل سلاحها إلى الداخل”. وأشار فرنجية إلى أن “تشكيل حكومة من لون واحد سيؤدي إلى وضع أسوأ من عدم تشكيلها”.
أرسل تعليقك