بيروت ـ جورج شاهين
جال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني اليوم، على موقعي تفجيري طرابلس في مسجدي التقوى والسلام، وموقع التفجير السابق في الرويس في الضاحية الجنوبية من بيروت في مبادرة هي الأولى من نوعها والتي لم يقم بها المفتي من قبل.
ففي زيارته الأولى الى طرابلس تفقد المفتي قباني دار الإفتاء في طرابلس قبل ان يتفقد الموقعين وقال: ان المصيبة تجمعنا، وتفجيريّ طرابلس يدلان على بصمات من قاموا بهما لأنه لا يهمهم لا دين ولا قيم ويقتلون عباد الله في المساجد.
وشدد المفتي قباني في كلمة له من دار الفتوى في طرابلس على ان "البعض ومنهم دول العالم الكبرى مصرّون على زجّ لبنان في منظومة التقاتل في الصراع العربي"، وقال:"عندما فجروا الضاحية ظنوا انهم سيهيّجون الشيعة على السنة ولما فجّروا طرابلس ظنوا ان السنة سيقاتلون الشيعة، لكن الحكمة تجلّت في ابناء طرابلس الحكماء"، متابعاً انه على "السياسيين ان يدركوا جيداً ان الدين يسير في الأمام وهم وراءه".
وان الحكمة خيّبت امل من وضع هذه التفجيرات"، مشيراً الى ان من وضع تفجير الضاحية هو نفسه من وضع تفجيريّ طرابلس لأن المخطط واضح، وهو ضرب المناطق الاسلامية ببعضها، داعياً الى اللجوء الى التفاهم والتعاون".
وطالب المفتي الرئيس المكلف تمام سلام ان "يسارع الى تشكيل حكومة وطنية تبعد الخلاف عن الشارع"، لافتاً الى ان "سبب كل ما يحصل والذي اعطى اجواء التفجير يعود الى فريقيّ 8 و 14 آذار لأن خطاباتهم تتضمن التحدي والانتقام"، داعياً الى "حوار ايجابي".
وفي الضاحية الجنوبية كان رئيس مجلس الشورى في حزب الله الشيخ السيد ابراهيم امين السيد في إستقباله واعدت له منصة رفعت فوقها عبارة "من الضاحية الجريحة الى أهلنا في طرابلس الجريمة واحدة".
وبعد كلمة للسيد امين السيد رحب فيها بالمفتي، جدد المفتي "التحذير من إشعال نار الفوضى البناءة في لبنان عبر تقاتل اللبنانيين وخصوصا ما بين السنة والشيعة ،لأنها اقصر واسهل الطرق، وهو يتمنى ان تكون اصعبها".
وقال قباني: المطلوب حالا من الرئيس المكلف ان" يشكل حكومة جامعة وطنية وليختلف الجميع داخل الغرف ومجلس الوزراء بدل الشارع". واعتبر ان الخطاب المتعجرف ينبغي ان ينتهي عنه السياسيون ووقف إستخدامم الناس كضحايا لهم".
واكد على "أهمية مواجهة المجرمين الساعين الى الفتنة والعودة الى اعتبار ان فلسطين هي وجهتنا وهي امانة في اعناقنا بدل التقاتل بين اللبنانيين والعرب". وجدد "الدعوة الى الحوار بين الجميع قبل ان يذهب لبنان الى ابعد ما حصل اليوم"، كما اكد على "التفاهم مع المسيحيين لأنهم مستهدفون ايضا، فالبلد لنا جميعا"، محذرا من "الأيادي التي تستهدف الكنائس ليقال ان المسيحيين لا يستطيعون العيش بين المسلمين ومواجهة كل الخطط التي استهدفت المسيحيين في العراق ومصر وسوريا".
وذكر قباني ب"المشروع الأميركي القديم لنقل المسيحيين من لبنان أثناء الحرب الطويلة على لبنان وفيه"، محذرا من "مشاريع تحيي هذه السيناريوهات الخطيرة من اجل خير لبنان".
أرسل تعليقك