أكد محللون سياسيون واقتصاديون يونانيون أن القمة الثلاثية التي تجمع الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء اليونان أليكسيس تسيبراس ورئيس قبرص نيكوس انستاسياديس المقرر انعقادها غدا /الأربعاء/ بالعاصمة اليونانية أثينا سوف تعزز الاستقرار والأمن والنمو الاقتصادي بمنطقة شرق البحر المتوسط وجنوبه.
وقال المحللون- في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط – إن الزعماء الثلاثة سوف يبحثون العديد من القضايا الهامة في مقدمتها سبل تعزيز الشراكة الاقتصادية والاستفادة من الفرص الاقتصادية المتاحة بالدول الثلاثة وتحويل الاكتشافات الغازية بالبحر المتوسط الى فرص للتنمية والرخاء الاقتصادي بدلا من النزاعات إضافة إلى تهديدات الإرهاب وتطورات الأوضاع بمنطقة الشرق الأوسط وقضايا العراق وفلسطين وليبيا وسوريا.
وقال اليكساندرس كامينوس رئيس مركز الدراسات الأوروبية بأثينا إن انعقاد القمة الثلاثية للمرة الثالثة يجسد توفر الإرادة السياسية لزعماء مصر واليونان وقبرص لبناء شراكة استراتيجية على أساس المصالح المشتركة ومواجهة التداعيات الناجمة عن حالة عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف أن التحديات التي تجابه الدول الثلاث وفي مقدمتها الإرهاب والهجرة غير الشرعية وحالة عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ستدفع الدول الثلاث إلى مواصلة الشراكة الاستراتيجية، منوها إلى أن تلك الدول تلعب دورا هاما في مواجهة تدفق اللاجئين القادمين من الدول الإفريقية والشرق الأوسط إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وأشار إلى أن اكتشافات الغاز الأخيرة في المياه الإقليمية المصرية يتيح المزيد من الفرص للتعاون والتكامل بين الدول الثلاث في مجال الطاقة، فضلاً عن مجالات التعاون الأخرى كالنقل البحري والبري والسياحة.
ومن جانبه قالت صوفيا كونتورا خبيرة العلاقات الدولة بمؤسسة سالونيك للدراسات الاستراتيجية باليونان أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة الثلاثية بأثينا ستوفر زخما إيجابيا للتعاون الثلاثي وخاصة عقب عودة الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي لمصر، منوهة إلى أن مصر تعتبر دولة ذات ثقل كبير في منطقة الشرق الأوسط وركيزة الاستقرار في منطقة شرق البحر المتوسط.
وشددت على أن مواصلة الشراكة الاستراتيجية بين الدول الثلاث تستلزم ضرورة التوصل السريع لترسيم الحدود البحرية بين دول المنطقة استنادًا إلى معاهدة الأمم المتحدة لقانون البحار.
وأشادت باتفاقيات التعاون التي وقعت بين مصر واليونان في ختام اجتماعات منتدى الأعمال المصري اليوناني بأثينا مساء اليوم والتي تضمنت اتفاقية للتعاون بين البلدين في مجال النقل الجوي ومذكرتي تفاهم بين مينائي الإسكندرية وكافالا وبين مينائي دمياط والكسنروبوليس اليونانى.
وفي السياق ذاته قالت الخبيرة الاقتصادية اليونانية كولينا ترينس أن التعاون الاستراتيجي بين مصر واليونان وقبرص سوف يحقق مكاسب للأطراف الثلاثة منوهة إلى أن اليونان وقبرص أبديتا اهتماما ببحث إمكانية الاستثمار في منطقة محور قناة السويس بينما تسعى مصر إلى الاستفادة من خبرة اليونان في إدارة الموانئ والربط بين موانئ البلدين لخدمة التجارة العالمية.
وأشارت إلى أن التعاون بين الدول الثلاث يهدف إلى تعظيم المصالح المشتركة وتحقيق التعايش السلمي ومواجهة التحديات المشتركة، منوهة إلى أن ما تحظى به الدول الثلاث من موارد وثروات، لاسيما في مجال الطاقة، يدفعها إلى تحقيق المزيد من التقارب والتكامل الاقتصادي لاستغلال تلك الثروات.
واستبعدت تأثر التعاون الاقتصادي بين الدول الثلاث بالتداعيات الناجمة عن الأزمة الاقتصادية اليونانية متوقعة خروج اليونان من أزمتها قريبا رغم الضغوط الأوروبية التي تواجهها.
أرسل تعليقك