إسلام آباد ـ أ.ف.ب
طلب الرئيس الافغاني حميد كرزاي الاثنين من باكستان، التي تؤيد تاريخيا حركة طالبان الافغانية، ان تساعده على اجراء حوار مباشر مع هذه الحركة لانهاء الحرب المستمرة في بلاده منذ اثني عشر عاما.
وهذه اول زيارة الى باكستان خلال ثمانية عشر شهرا يقوم بها الرئيس كرزاي الذي يتهم باستمرار اسلام اباد بتقويض استقرار بلاده من خلال دعم حركة طالبان التي تقاتل القوات الوطنية الافغانية الضعيفة وحلفاءها في الحلف الاطلسي.
وقال كرزاي في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف ان افغانستان تأمل في ان تدعم باكستان "عملية السلام الافغانية وتؤمن امكانيات او فرصة لاجراء مفاوضات بين المجلس الافغاني الاعلى من اجل السلام وحركة طالبان".
والمجلس الافغاني الاعلى من اجل السلام هيئة حكومية انشأها كرزاي مهمتها اقناع حركة طالبان بالمجيء الى طاولة المفاوضات. ويرافق عدد كبير من اعضائها الرئيس الافغاني الاثنين الى اسلام اباد.
واجاب نواز شريف ان "باكستان ستواصل بكل الوسائل الممكنة تسهيل جهود المجموعة الدولية لانجاز هذا الهدف النبيل ... نعتقد ان ذلك امر ملح لانهاء النزاع والاضطراب" في المنطقة.
ودعا شريف ايضا الى مزيد من التبادل بين اقتصادي البلدين.
وكان يفترض ان يبقى كرزاي بضع ساعات في باكستان على ان يعود بعد الظهر الى كابول. لكن بعد لقاءات اولية قرر الرئيس الافغاني احد الرجال الاكثر تهديدا في العالم، تمديد زيارته وهذا دليل ربما على تواصل جيد مع شريف.
واوضح المتحدث باسم الخارجية الباكستانية احمد شودري "لقد ذهب الى موري" المنطقة الجبلية القريبة من اسلام اباد. وقال مسؤول حكومي باكستاني اخر طلب عدم كشف اسمه "لقد مدد اقامته وسيمضي ليلته في موري" حيث يجتمع مجددا بشريف الثلاثاء.
وطالبان افغانستان الذين كانوا في سدة الحكم في كابول بين 1996 و2001 ابدوا انفتاحا في الاشهر الماضية لاجراء مفاوضات سلام واكدوا انهم لا يريدون "احتكار" السلطة بعد انسحاب غالبية جنود الحلف الاطلسي وقوامهم 87 الف جندي المقرر في نهاية 2014. لكن المتمردين يرفضون التحاور مباشرة مع كرزاي لانهم يتهمونه بانه دمية بايدي الاميركيين خصوصا وانه ينهي ولايته الرئاسية قريبا وانه بحسب الدستور لا يستطيع الترشح لولاية ثالثة خلال الانتخابات الرئاسية في نيسان/ابريل المقبل.
وكان المجلس الاعلى للسلام ذكر انه سيطلب من باكستان الافراج عن اهم مسؤول طالباني افغاني في السجون الباكستانية، وهو الملا عبد الغني برادار المساعد السابق للملا عمر، القائد الاعلى لطالبان.
واذا كانت اسلام اباد قريبة تاريخيا من حركة طالبان، فهي متحالفة ايضا منذ 2001 بصورة رسمية مع الاميركيين اعداء الحركة، وعلى هذا الاساس اعتقلت عددا كبيرا من المتمردين الافغان اللاجئين على اراضيها.
وبناء على طلب كابول، افرجت باكستان حتى الان عن 26 عنصرا من طالبان الافغانية. ويعتبر المسؤولون الافغان ان عمليات الافراج هذه تتيح تأكيد نياتها الحسنة للمتمردين وتأمل في ان يقنع هؤلاء المعتقلون السابقون قيادة طالبان بالانضمام الى مفاوضات السلام.
لكن عددا كبيرا من المحللين يعتبرون ان الافراج عن هؤلاء المعتقلين لن يؤثر على عملية المصالحة في افغانستان، لان عناصر طالبان الذين افرج عنهم سيعودون الى ساحة القتال وان اسلام اباد لم تفرج عن كبار الموقوفين مثل الملا برادار.
واعتبر برهان قاسم العضو في "شبكة محللي افغانستان" ان كرزاي "يريد قناته الخاصة للاتصال بالمتمردين، على ان تكون مستقلة عن الولايات المتحدة".
واضاف ان "محاولات الاتجاه نحو باكستان ليست جديدة لكن محاولات مماثلة فشلت في السابق".
ولم تتوقع صحيفة "دون" الباكستانية الواسعة الانتشار الاثنين حصول اي تقدم في المفاوضات لأن الاطار ليس مؤاتيا مع اقتراب نهاية فترة رئاسة كرزاي، وتشكيل حكومة جديدة في اسلام اباد التي ما زال عليها تحديد سياستها حيال افغانستان والتغيير الذي سيشمل هذا الخريف قائد الجيش الباكستاني، اقوى مؤسسات البلاد.
وخلصت الصحيفة الى القول "استعدوا لبقاء الامور على حالها".
أرسل تعليقك