بيروت – جورج شاهين
أبدت سفيرة الولايات المتحدة مورا كونيلي الاثنين قلقها من أن "الأزمة السياسية الحالية تشكل خطراً على مؤسسات الدولة"، وخشيتها من أن "ينحدر هذا المنحى بلبنان إلى مسار خطير"، واعتبرت كونيلي أن "الخطوة الأولى لحماية لبنان تتمثل في "تأليف حكومة تتمتع بالاحترام والكفاءة"، داعية إلى "العمل على إقرار قانون مقبول للانتخاب يتيح إجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن عملياً".
وفي أعنف هجوم شنته إلى الآن على "حزب الله"، قالت كونيللي "لقد أظهر حزب الله تكراراً ازدراءه قواعد السلوك الدولية، وهو ما أثبته أخيراً التصنيف الأوروبي. لكنّ حزب الله يظهر في الوقت الراهن ازدراءً بقواعد اللعبة اللبنانية". ورأت أن "انتهاكه لإعلان بعبدا يقوّض الدولة اللبنانية، ويهدد بنقل لبنان من موقع التعامل مع التداعيات غير المباشرة للوضع في سورية، إلى التورط المباشر في نزاع سوري أوسع".
كلام كونيللي جاء في كلمة لها في حفل الغداء التكريمي الذي أقامته غرفة التجارة اللبنانية الأميركية في مطعم EAU DE VIE في فندق "انتركونتيننتل فينيسيا"، على شرف السفيرة الأميركية، بمناسبة انتهاء عملها في لبنان، بحضور وزير المال محمد الصفدي ووزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس ووزير السياحة فادي عبود ووزير الصناعة فريج صابونجيان والوزير السابق سامي حداد وسفير لبنان في واشنطن أنطوان شديد.
وحضر كذلك رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي روجيه نسناس وعدد من رؤساء الهيئات الاقتصادية والغرف، بينهم رئيس اللجنة التنفيذية لاتحاد المصارف العربية جوزف طربيه ورئيس اتحاد رجال الأعمال المتوسطي جاك صراف ورئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس ورئيس غرفة التجارة الدولية وجيه البزري ونقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر ورئيس جمعية رجال الأعمال اللبنانية الهولندية محمد سنو.
وألقى رئيس غرفة التجارة الأميركية اللبنانية سليم الزعني كلمة أشاد فيها بـ"الجهود الدؤوبة التي بذلتها السفيرة كونيلي لتعزيز العلاقة بين القطاع الخاص اللبناني والسفارة الأميركية، ولزيادة التبادل التجاري بين لبنان والولايات المتحدة"، ملاحظاً أن "هذه الجهود ظاهرة بوضوح وأكدها تقدم الولايات المتحدة إلى مرتبة الشريك التجاري الأول للبنان".
وذكّر الزعني بأن "العلاقات التي تربط لبنان بالولايات المتحدة تاريخية، وتعود إلى القرن التاسع عشر"، لكنه أشار إلى أن ما يميز هذه العلاقات عن تلك القائمة بين الولايات المتحدة والدول الأخرى في منطقة الشرق الأوسط "هو العمل الذي يقوم به القطاع الخاص في كلا البلدين لتعزيز هذه العلاقات".
وشدد الزعني على أن هذه العلاقات "في نمو متواصل لأن البلدين يتشاركان في شكل أساسي بعض أهم القيم القائمة على حرية المعتقد وحرية الفكر وحرية التجارة".
وخلص الزعني إلى أن "العلاقات بين البلدين، رغم كونها واسعة، تستند بشكل قوي وراسخ على العلاقات بين الشعبين".
ثم تحدثت كونيلي فأشادت بجهود الغرفة لتعزيز التبادل التجاري بين لبنان والولايات المتحدة. ولاحظت أن "لبنان يتمتع بإمكانات ضخمة"، مشيرة إلى أن وجود شركات أميركية كبيرة تعمل في لبنان يشكل "دليلاً قوياً على أن الشركات الأميركية تؤمن بإمكانات لبنان". وشددت على أن لبنان "يتشارك مع الولايات المتحدة قيماً وتطلعات كثيرة".
وأبرزت كونيلي أهمية توافر "مناخ من الشفافية والتنافس العادل"، مشيرة إلى أن من شأن هذا المناخ أن "يتيح مشاركة أكبر للشركات الأميركية في المناقصات".
وتابعت "في العام 2009، وقبل تسلمي مهامي في لبنان، كانت قيمة الصادرات الأميركية للبنان تقدّر بقرابة 1,7 مليار دولار، أما في العام الماضي فتجاوزت 2,3 مليار دولار، أي بزيادة بلغت 35 في المائة، مما عزز موقع الولايات المتحدة كشريك تجاري أول للبنان". وحيّت كونيلي جهود غرفة التجارة الأميركية اللبنانية في هذا الإطار، وكذلك جهود الفريق التجاري في السفارة.
وأسفت لاستمرار وجود "عوائق تؤثر سلباً على قدرة الشركات الأميركية" على الاستثمار في لبنان، ومنها "البيروقراطية والفساد وعدم توافر القدر الكافي من حماية حقوق الملكية الفكرية (...) واستمرار ارتفاع أكلاف الإنتاج بشكل غير مقبول، نظراً إلى الكلفة العالية للكهرباء، أو إلى بطء سرعة الإنترنت".
وشددت على "وجوب أن يكون الإصلاح ومكافحة الفساد وإزالة العوائق أمام الاستثمار، في رأس أولويات مجتمع الأعمال في لبنان". ولاحظت أن "عملية الإصلاح في هذا المجال تتقدم ببطء، في حين أن لبنان واقتصاده يحتاجان إلى إجراءات عاجلة".
وعددت كونيلي بعض أوجه الدعم والمساعدة التي تقدمها الولايات المتحدة إلى لبنان من خلال "الوكالة الأميركية للتنمية الدولية" وغيرها من البرامج.
وقالت كونيلي "أغادر لبنان وأنا قلقة لكون الأزمة السياسية الحالية تشكل خطراً على مؤسسات الدولة، وذلك لتحقيق مصالح حزب الله وراعيه الإيراني بالدرجة الأولى، وأخشى أن ينحدر هذا المنحى بلبنان إلى مسار خطير". وأضافت "لقد أظهر حزب الله تكراراً ازدراءه بقواعد السلوك الدولية، وهو ما أثبته أخيراً التصنيف الأوروبي. لكنّ حزب الله يظهر في الوقت الراهن ازدراءً بقواعد اللعبة اللبنانية".
ورأت أن "انتهاكه لإعلان بعبدا يقوّض الدولة اللبنانية، ويهدد بنقل لبنان من موقع التعامل مع التداعيات غير المباشرة للوضع في سوريا، إلى التورط المباشر في نزاع سوري أوسع".
واعتبرت كونيلي أن "الخطوة الأولى لحماية لبنان تتمثل في "تأليف حكومة تتمتع بالاحترام والكفاءة". وأضافت أن ثمة خطوة أخرى "تتمثل في العمل على إقرار قانون مقبول للانتخاب يتيح إجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن عملياً".
وخلصت كونيلي إلى تأكيد التزام الولايات المتحدة "سيادة لبنان واستقلاله واستقراره".
أرسل تعليقك