بغداد ـ نجلاء الطائي
كشف مصدر سياسي مطلع، الخميس، عن قرب زيارة مسؤول أميركي كبير إلى بغداد لمناقشة مشروع الإصلاحات السياسية المرتقبة، لإحداث توازن بين القوى السياسية، وقال المصدر لـ "إرم نيوز" واطلعت عليه "العرب اليوم"، إن "زيارة المسؤول الأميركي وأعضاء من الكونغرس جاءت لمناقشة آليات الإصلاح السياسي التي وعد بها العبادي، التي طالبت بها حركات احتجاجية نزلت للشارع العراقي.
فيما كشفت مصادر مقربة من القوى السنية, أن التحرك الأميركي جاء بعد مطالبات من سياسيين سنة، أبلغوا مسؤولين أميركيين بضرورة تدخل الولايات المتحدة على خط الإصلاحات الموعودة لإحداث توازن مع القوى الموالية لإيران والتي تستعد للقبض على حكومة التكنوقراط من تحت عباءة حسن روحاني الذي من المفترض أن يزور بغداد الشهر الحالي".
وقال رئيس اتحاد القوى العراقية السنية النائب احمد المساري، إن التغيير الوزاري الذي يعتزم رئيس الوزراء حيدر العبادي إجراءه يجب أن يكون فعليًا لا شكليًا ويأتي بطاقم مهني يقود الحكومة، مؤكدًا أهمية التغيير في المنهج وليس في التشكيلة الوزارية، موضحًا أن العبادي لم يطرح بشكل واضح ما اذا كان التغيير الوزاري كليًا أم جزئيًا.
وأضاف أنهم طالبوا العبادي بأجوبة لأربعة أسئلة هي ما هو عدد وزراء التشكيلة الجديدة؟ وما هي آلية التغيير؟ وهل الحكومة حكومة أغلبية أو مشاركة؟ وما هو برنامج الحكومة؟ وسننتظر الإجابة منه في الاجتماع المقبل لكي يتحدد موقف اتحاد القوى من الحكومة المقبلة".
وشدد أن التغيير الوزاري يجب أن يكون فعليًا من حيث النزاهة والكفاءة المهنية لا ان يكون بتغيير الوجوه فقط كما نقلت عنه الوكالة الوطنية للأنباء، ومنذ إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي دعوته إلى إجراء تغيير حكومي لوزارته، تباينت ردود أفعال القوى والكتل السياسية العراقية بين مؤيد ومعارض، مما صعّب المهمة بإجراء التغييرات.
وساد الاختلاف في تصريحات القوى السياسية والحزبية طبقًا لمصالحها وتوجهاتها، فقد نشطت عدة كتل في طرح برامج إصلاحية بدءًا من البرنامج الذي أعلنه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني مرورًا ببرنامج رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر، وقالت الرئاسة العراقية في ختام اجتماعات الرئاسات الثلاث للجمهورية والحكومة والبرلمان مع قادة القوى السياسية في وقت متأخر الليلة الماضية، إن المناقشات في الاجتماع قد جرت في اجواء صريحة وايجابية، وتم التأكيد على ضرورة اجراء تغيير وزاري وفق المعايير المهنية والكفاءة بما يصب في مشروع اصلاح شامل.
وأشارت في بيان صحافي اطلعت "العرب اليوم " على نصه، إلى أنه في هذا الصدد سيقوم رئيس مجلس الوزراء (حيدر العبادي) بعرض مشاوراته ونتائج أعمال اللجنة الخاصة المشكلة في مجلس الوزراء خلال المدة المقبلة على الرئاسات الثلات ورؤساء الكتل السياسية وبالاستئناس بآراء الأكادميين والمختصين والمستقلين بما يفضي إلى إعداد برنامج إصلاحي شامل يصب في خدمة المواطنين ومواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية والسياسية التي تعيق العملية السياسية" من دون تحديد سقف زمني لهذا الإجراء.
وأضافت الرئاسة أن الوضع الأمني قد نوقش أيضًا، "وتمت إدانة التفجيرات المتطرفة التي طالت المدنيين في أنحاء عدة من البلاد والتأكيد على دعم ومؤازرة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في محاربة المجاميع وخاصة داعش والاستعداد لتحرير جميع الأراضي العراقية من دنس المتطرفة، وعقب الاجتماع، أكد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي (احد قوى التحالف الشيعي) عمار الحكيم أن الرئاسات الثلاث والقوى السياسية ستعقد اجتماعًا آخر قريبًا لمناقشة البرنامج الحكومي المرتقب.
وقال في مؤتمر صحافي بعد مشاركته في اجتماع الرئاسات الثلاث مع الكتل السياسية إن المجتمعين اتفقوا على الذهاب إلى اصلاحات شاملة لطمأنة الشارع العراقي، مضيفًا أن المجتمعين أكدوا على أهمية إجراء الإصلاحات في مسارات واضحة المعالم تشمل الجوانب الأمنية والسياسية والاقتصادية والخدمية. وأكد أن سياسة الإصلاحات وعمل فريق العمل في اللجنة المشكلة للأشراف على التغيير الوزاري المرتقب يجب أن لا ينحصر في تغيير الوزراء فقط وانما يتعدى ذلك إلى الوكلاء والمدراء العامين والدرجات الخاصة والهيئات المستقلة ومن ثم عرض الأسماء على مجلس النواب لمنحهم الثقة لمزاولة عملهم بكل ثقة، مشدداً على اعتماد معايير الكفاءة والنزاهة التي يجب ان تتوفر في التغيير الوزاري الجديد.
أما المستشار في رئاسة الجمهورية قحطان الجبوري فقد كشف عن نقاط التوافق والخلاف بين الكتل السياسية بشأن التعديل الوزاري المرتقب. وقال أن الكتل السياسية متفقة على التعديل الوزاري شريطة احترام الدستور والحفاظ على تمثيل المكونات وإعداد برنامج اقتصادي لإنقاذ البلاد من الأزمة الحالية، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن "الكتل مختلفة بشأن آلية التغيير الوزاري والمعايير التي ينبغي اتباعها، وأكد نائب الرئيس الاميركي جو بايدن لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وقوف الولايات المتحدة مع بلاده في أي تحديات يواجهها.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه بايدن مع العبادي، حيث هنأه والشعب العراقي بالانتصارات التي تحرزها قواتنا الأمنية في حربها ضد التنظيمات المتطرفة، معربًا عن تعازيه لضحايا العمليات الإرهابية الأخيرة التي شهدتها مدن عراقية عدة وأوقعت مئات الضحايا بين قتيل وجريح، كما قال مكتب رئيس الوزراء في بيان صحافي اطلعت على نصه "العرب اليوم".
وقد تم خلال الاتصال أيضًا استعراض سبل تعزيز الدعم المقدم لقواتنا في مجالات التدريب والتسليح والدعم الجوي للقوات العراقية في عملياتها العسكرية الحالية ضد تنظيم داعش حيث تم تأكيد وقوف الولايات المتحدة الأميركية مع العراق بوجه أي تحديات محتملة لحدوده وأراضيه، وتناولت المباحثات كذلك "خطط الإصلاح الاقتصادي والمالي وأهمية المساهمة بدعمها والإسراع بتزويد العراق بأفضل الخبرات الدولية للنهوض بمتطلباتها بشكل يتلاءم مع حاجات العراق الآنية والإستراتيجية".
وتعهد بايدن، بحسب البيان، بمواصلة دعم الولايات المتحدة للعراق في سعيه لتحقيق الاستقرار وتقوية اقتصاده"، مؤكدا "التزام الولايات المتحدة بالعمل مع مجموعة الدول الصناعية الغربية السبعة وغيرها من الشركاء الدوليين والمؤسسات المالية الدولية لضمان حصول العراق على الموارد المالية التي يحتاجها لمكافحة داعش، وجدد تأكيده للعبادي على موقف الولايات المتحدة الثابت لسيادة العراق ووحدة أراضيه ولجهوده في إقامة علاقات إيجابية مع دول المنطقة على أساس مبدأ عدم التدخل بموجب اتفاقية الإطار الإستراتيجي.
ويبدأ الممثل الخاص للرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون التحالف الدولي بريت ماكغورك مباحثات مع القادة العراقيين الخميس على رأس وفد عسكري ودبلوماسي.
وسيبحث ماكغورك الذي وصل إلى بغداد مع كبار المسؤولين الحكوميين وقادة قوات الأمن العراقية وممثلين عن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الدعم المتواصل من قبل التحالف للجهود التي يقودها العراق لهزيمة داعش، بالإضافة إلى التطورات الإقليمية الأخرى، كما قالت السفارة الأميركية في بغداد في بيان صحافي.
وكان مكتب العبادي، قال، الأربعاء، إن رئيس الوزراء تلقى اتصالا هاتفيًا من نائب الرئيس الأمريكي جو بايدنن وبحث معه خطط الإصلاح الاقتصادي، والحرب ضد داعش.
أرسل تعليقك