كشف مصدر أمني مطلع، الأحد، أن السلطات العراقية تقوم بـ"صفقة سياسية"، مع الحكومة السعودية ضمن صفقة التقارب بين بغداد والرياض، والتي ستسفر عن تسليمهم 57 سجينًا سعوديًا محكوم عليهم في قضايا تتعلق بالإرهاب.
وقال المصدر لـ "العرب اليوم "، إن "السلطات العراقية ستسلم 57 سجينًا سعوديًا محكومًا بالإرهاب إلى السعودية"، وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن من بين السجناء الذين سيتم تسليمهم مسؤول مفارز بغداد في تنظيم داعش، موضحًا أنه "حسب اعترافاته فأنه قام باغتيال ١٤٠ شخصًا على أساس طائفي".
ولمّح المصدر إلى أن تسليم المتهمين يأتي ضمن صفقة التقارب بين بغداد والرياض والتي أسفرت عن فتح سفارة الأخيرة في العاصمة العراقية، بدورها أعلنت النائبة عن ائتلاف دولة القانون نهلة الهبابي، الأحد، عن صفقات تجري لتهريب السجناء السعودين من السجون العراقية، محذرة من تخاذل وزير العدل حيدر الزاملي.
وقالت الهبابي في تصريحات صحفية، إن إلقاء القبض من قبل الحكومة على المتهمين السعودين وصدور حكم الإعدام بحقهم أثبت إدانتهم، على العكس فإن العراقيين في السجون السعودية هم أبرياء وذنبهم الوحيد أنهم بدو عاشوا في المناطق الحدودية بين العراق والسعودية، وصدر بحقهم الإعدام والمؤبد.
وأشارت إلى أنها سبق وأن طالبت رئيس الجمهورية فؤاد معصوم بالإسراع في تنفيذ أحكام الإعدام، كما أكدت أن التأخير في تنفيذ الإعدامات سيعرض السجون إلى محاولات ترهيب للمتهمين، كما حصل في السابق من هروب عدد كبير من أفراد القاعدة، مرجحة أن تكون هناك صفقات سياسية بتدخل السفير السعودي في بغداد ثامر السبهان؛ لإخراج المتهمين، بالإضافة إلى ضغط من مجلس النواب.
واعتبرت أنه إذا كانت أوراق المتهمين كاملة ولا تنقصها أي نوع من الختومات والأدلة فإن ذلك يعد "خاذل" من قبل وزير العدل حيدر الزاملي، داعية الرئيس معصوم إلى "المضي بقرارات الإعدام".
من جهتها كشفت صحيفة الرياض السعودية، الأحد، عن أسماء 57 سجينًا سعوديًا في العراق، فيما حذرت مصادر مُطلعة من محاولات لتبادلهم بـ"صفقة سياسية".
ونقلت صحيفة الرياض السعودية عن السبهان قوله في تصريح أطلعت عليه "العرب اليوم "، إن أعداد السجناء السعوديين في السجون التابعة لوزارة العدل العراقية قرابة 57 سجينًا، مبينًا: "أننا لم نتأكد حتى الآن من أي معلومات ولا من وضع المساجين بسبب عدم مقابلة أحد من وزارة العدل، على الرغم من الطلب بذلك".
وأعرب السبهان عن أمله أن يتم ذلك بالوقت القريب العاجل"، مشيرًا إلى أن السفارة حاليًا تسعى لتكليف مكاتب محاماة ذات كفاءة ومصداقية لمتابعة السجناء وقضاياهم.
وأكد أن كل المعلومات التي تردنا عن طريق الصحافة أو مصادر غير رسمية، داعيًا إلى أن يكون هناك تبادل معلومات بهذا الشأن من وزارة العدل نفسها حتى تكون المعلومات من مصدرها الصحيح، ونستطيع التواصل مع السجناء حسب الأنظمة الخاصة بذلك.
وتابع السبهان: "سيتم مناقشة تبادل السجناء بين البلدين في لقاءات قادمة"، من جانبها حذرت مصادر مُطلعة، من الخطوات التي يقوم بها السبهان، مشيرة إلى أنه "يحاول جاهداً لمنع تنفيذ أحكام الإعدام بحق السعوديين السبعة اللذين تمت المصادقة على أحكام إعدامهم".
ونشرت صحيفة الرياض أسماء سجناء الذين يبلغ عددهم 59 سجينا سعوديا في العراق، وبينت أن من بين هؤلاء اثنان من السجناء أطلق سراحهم قبل عام ونصف تقريباً وهم نايف غازي الحربي وأحمد سالم البناقي، إضافة الى سجين ثالث توفي في شهر 9 من عام 2014م بالسجون العراقية وهو ناصر مبارك.
وتابعت الصحيفة أن هناك عدد من الأسماء صدرت بحقهم حكم الإعدام كونهم متهمين بقضايا إرهاب وهم بدر عوفان الشمري، وعبدالله محمد محمود سيدات، علي سالم، فهد خلف العنزي، عبدالرحمن مسعود، بتال عميش، وعبدالرحمن محمد القحطاني، علي حسن علي، محمد عبدالله، وجارالله سليم جارالله"، موضحة أن سبعة منهم تم مصادقة إحكام الإعدام عليهم قبل اسبوعين ولم يتم التنفيذ حتى الآن.
وأثار تنفيذ إعدام السلطات العراقية للسعودي عبد الله عزام القحطاني، "غضب" السفير السعودي في العراق ثامر السبهان، الذي تعهد بحسب مصادر مقربة، بـ"تبرئة" سبعة سعوديين محكومون بالإعدام.
وقالت المصادر في حديث لـ"العرب اليوم "، إن السفير السعودي لدى بغداد ثامر السبهان أقام الدنيا ولم يقعدها على الحكومة والعراقية ووزارة العدل بسبب تنفيذ حكم الإعدام بحق السعودي عبد الله عزام القحطاني، الذي حكم عليه بالإعدام منذ العام 2009 لقتله عدد من صائغي الذهب وتورطه بتفجير مبانِ ووزارات في العراق.
وأضافت المصادر التي اشترطت عدم الكشف عن أسمه، أن السبهان أبدى امتعاضه الشديد نتيجة تنفيذ حكم الإعدام بدون علمه"، مشيرة إلى أن "السبهان تعهد بإعادة محاكمة سبعة سعوديين تمت المصادقة على تنفيذ عقوبة الإعدام بحقهم خلال الفترة المقبلة.
وكانت مصادر مُطلعة كشفت الاثنين الماضي، عن تبليغ العراق السفارة السعودية "رسميًا" بتنفيذ حكم الإعدام بالسعودي عبد الله عزام القحطاني بتهمة الإرهاب، مشيرة إلى أن القحطاني متورط بقتل صائغي ذهب في بغداد، وكذلك تفجير عدد من الوزارات والمباني، فيما أكدت أن هناك سبعة سعوديين آخرين، تمت مصادقة أحكامهم.
أرسل تعليقك