بيروت ـ جورج شاهين
زار رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، الأربعاء، البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وأعضاء مجلس المطارنة الموارنة، في المقر الصيفي للبطريرك الماروني في الديمان.
ورافق ميقاتي في الزيارة، الوزراء حسان دياب، وليد الداعوق، أحمد كرامي، ورئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر، فيما سبق وصوله بدقائق الوزير نقولا نحاس، ومستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق خليل الهرواي.
واستهل رئيس الحكومة زيارة الديمان، بلقاء البطريرك الراعي مع مجلس المطارنة، على هامش اجتماعهم الشهري في حضور السفير البابوي غبريال كاتشيا، فيما رحب البطريرك الراعي بالرئيس ميقاتي، وقال له، "نحن نشعر معك بالمهام الجسام التي تتحملها، ونحيي صبرك الطويل وجهدك، إننا قلقون معك على مصير الوطن في هذه الظروف الصعبة، ولعدم تشكيل حكومة تواكب التطورات"، في حين عبر الرئيس ميقاتي عن سروره أن يكون مع السادة الوزراء في الديمان، الأربعاء، وشكر البطريرك الراعي على زيارته إلى طرابلس، والتي أكدت أن "اللبنانيين جميعًا مصيرهم واحد، وما يصيب فئة من اللبنانيين يصيبهم جميعًا، والطرابلسيون قدروا جدًا هذه الزيارة، وإننا نمر في ظروف صعبة في المنطقة، ولكن يمكننا حتما مواجهتها والتصدي لمضاعفاتها بتحصين جبهتها الداخلية وإعادة الاعتبار لسياسة النأي بالنفس التي اعتمدناها وتكرست لاحقًا بإعلان بعبدًا، والحوار بين اللبنانيين أساسي لحل القضايا الخلافية، ولكي نترك لأبنائنا وأحفادنا وطنًا مسالمًا لا يتعرض للحروب كل عشرات السنين".
وتحدث السفير البابوي، فأشار إلى أن "الرسالة التي وجهها البابا ودعا فيها إلى الصلاة والصوم ،السبت المقبل، من أجل السلام في سورية والشرق الأوسط، وأن البابا متأثر جدًا بما يراه من مشاهد القتل والعنف الذي يصيب الأبرياء، ويجب أن تتضافر كل الجهود من أجل إيجاد حل سلمي في سورية".
وقد التأم مجلس المطارنة، الأربعاء، في اجتماعه الشهري برئاسة البطريرك الراعي، ومشاركة الكردينال مار نصرالله بطرس صفير، والرؤساء العامّين للرهبانيات المارونية، وقد تدارسوا شؤونًا كنسيّة ووطنيّة، وفي ختام الاجتماع أصدروا بيانًا ثمنوا فيه نداء البابا فرنسيس الذي وجّهه إلى الكنيسة والعالم، ظهر الأحد الماضي، في صلاة التبشير الملائكي، لتخصيص السبت المقبل، ليلة عيد ميلاد السيّدة مريم العذراء، للصلاة والصوم والتوبة من أجل السلام في سورية وبلدان الشّرق الأوسط وفي العالم، ويوجّهون النداء معه إلى الأسرة الدوليّة لبذل كلّ الجهود لاعتماد سبيل اللّقاء والحوار والتفاوض من أجل إحلال السلام وتوطيده لخير الشعب السوري وشعوب المنطقة.
وأطلع البطريرك الراعي على نتائج المؤتمر المنعقد في الأردنّ، بدعوة من الملك عبدالله الثاني، بعنوان "التحديات التي تواجه المسيحيين العرب"، وقد شارك فيه الكردينال توران ممثلاً الكرسي الرسولي، والكردينال مكّاري، وبعض بطاركة الشرق وعدد كبير من الشخصيّات المسيحية والإسلامية الدينية والعامة.
وقال البيان، "إنّ ما يجري في المنطقة من حروب واضطرابات، وما يعرفه لبنان من أحداث أمنيّة وشلل في المؤسّسات الدستوريّة والحياة الوطنيّة قد أثّر سلبًا على الحركة السياحيّة والحياة الاقتصاديّة عمومًا، وعلى الرغم من ذلك شهد لبنان في الأشهر الأخيرة عودة عدد لا بأس به من أبنائه المنتشرين لقضاء عطلتهم الصيفية في ربوعه، ومشاهدة الأهل والأصدقاء، كما قامت مدن وبلدات عديدة بتنظيم مهرجانات وحفلات فنّية حرّكت الحياة الاجتماعيّة في معظم المناطق، ويرى الآباء في كلّ ذلك علامات حيويّة لدى الشَّعب اللّبناني الذي تعوّد أن يتحدّى الصعوبات لزرع الفرح والأمل، وهم يشكرون جميع الذين ساهموا في هذه الحركة المباركة، ويشجّعونهم على التمسّك بوطنهم ومتابعة جهودهم كي يستعيد هذا الوطن حياته الطبيعية، ولقد هال الآباء ما شهده لبنان، خلال الأسابيع الأخيرة، من أحداث أمنية متنوّعة وخطرة، ولا سيّما التفجيرات التي هزّت ضاحية بيروت الجنوبية ومدينة طرابلس، كانت نتيجتها ما يفوق السبعين ضحية بريئة ومئات الجرحى والمصابين، والتي دمّرت عددًا كبيرًا من المساكن والمحال التجارية، ووضعت البلاد على حافة فتنة مذهبية وحرب أهلية، وثمّن الآباء الزيارة التي قام بها البطريرك إلى المكانَين المستهدفَين لتقديم التعازي إلى أهل الضحايا".
أرسل تعليقك