بيروت ـ جورج شاهين
شن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله اعنف هجوم على رئيس "تيار المستقبل" رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وكشف انه عرض على الحزب تحييد السلاح وحفظه مقابل القبول به مجدداً رئيساً للحكومة، "ولكننا ما قبلنا بك، لأننا نريد رئيس حكومة لبنانيا، لديه وقت للجلوس مع الوزراء والنواب". وجدد السيد نصر الله تهديد إسرائيل ومن يقف وراءها فقال " لن نسكت عن أي اعتداء على لبنان وكل ما نحتاجه موجود عندنا ولسنا بحاجة لنقله من سورية او إيران"
وتناول نصرالله وفي كلمة له في الذكرى السنوية للقادة الشهداء بعد ظهر السبت، الشق الداخلي اللبناني، فقال مشيرا الى ماا سماه "ذكرى عزيزة مرت قبل يومين، وهي ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه"، رافضا التوقف عند الكلام الذي قيل في هذه المناسبة، متوقفا عند مقطع واحد من خطاب رئيس تيار المستقبل "لانني أشعر بواجب اخلاقي ولانني شعرت بإهانة الرئيس رفيق الحريري".
وعن الوضع الداخلي لفت الى "ذكرى عزيزة جرت قبل يومين، وهي ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه"، رافضا التوقف عند الكلام الذي قيل في هذه المناسبة، متوقفا عند مقطع واحد من خطاب رئيس تيار المستقبل "لانني أشعر بواجب اخلاقي ولانني شعرت بإهانة الرئيس رفيق الحريري".
ونقل كلام الرئيس سعد الحريري حول سلاح المقاومة واستعداد "حزب الله" "لتقديم تنازلات للحفاظ على سلاحه الى الرئيس نجيب ميقاتي والعماد ميشال عون وتمرير المحكمة في الحكومة، وان يتناسى مواقف جنبلاط المتشددة".
وقال معلقا حول الاتهام برشوة الرئيس نجيب ميقاتي، مشيرا الى ان "التنازل عن حصة حزب الله في الحكومة كانت من حصة حركة أمل، وكانت هذه الخطوة بانقاص الحصة الشيعية لحساب الحصة السنية هو لتكريم وتقدير لبيت وطني كبير ولاتاحة الفرصة لهذا البيت وهو بيت الرئيس عمر كرامي المشاركة في الحكومة".
أضاف: "هذا البيت الكرامي اثبت مواقفه الوطنية والاحساس بالاخلاص، وهذا ما أثبته الرئيس عمر كرامي يوم حصول حادثة كادت تودي بحياة نجله الوزير فيصل كرامي".
وتساءل: "هل هذه رشوة ان يأتي وزير من بيت كرامي الى الحكومة؟"
وعن قضية تمرير تمويل المحمة قال: "عندما نتعاطى مع حكومةالرئيس ميقاتي فاننا في وارد انها حكومة لن تطعن بالمقاومة"، نافيا وجود خلاف في الحكومة كما أشيع مؤخرا.
وعن الاتهام بمجاراة العماد عون في قانون الانتخاب قال: "هل مجاراة حلفائنا ومراعاة مصالحنا عيب". وأكد انه على "استعداد تقديم العيون ورموش العيون للحلفاء".
وعن قانون اللقاء الارثوذكسي قال: "نحن مقتنعون به وان كانت اولويتنا لبنان دائرة واحدة مع النسبية".
وأشار الى "حسم العماد عون خياراته العام 2006 في وقت كان غيره يراهن على هزيمة المقاومة".
وقال: "في معركة تموز كانت معركة وجود او لا وجود، وهناك دول وقوى اصطفت لسحق حزب الله".
وتابع: "كل من وقف معنا في حرب تموز هو حليف وموقفه اخلاقي".
وعن اتهامنا بتناسي مواقف النائب وليد جنبلاط تجاه سوريا وايران قال: "لماذا هذا التحريض، وهل تريد (مخاطبا سعد الحريري) ان نتقاتل مع وليد جنبلاط؟"
أضاف: "النائب وليد جنبلاط ومنذ العام 2008 اتخذ موقف واضح من المقاومة وسلاحها وكان ذلك قبل احداث سورية".
وتابع: "ان الحريص على البلد وعلى عدم اقتتال اللبنانيين لا يحكي هذا الكلام".
واعتبر ان "الخلاف حول الموقف من سورية لا يعني نقل الخلافات الى لبنان، فليؤيد كل طرف من يريد، ولكن عدم نقل الصراع الى لبنان لانه ليس من مصلحة لبنان".
وسخر من مقولة تقديم رشوة للرئيس الشهيد رفيق الحريري "الذي جلسنا معه وتفاهمنا وتناقشنا حول أمور كثيرة ومنها المقاومة، وهو قال ماذا تريدون فقلنا له المقاومة قبل كل شيء لاننا ما نزال نعتبر ان لبنان في دائرة الخطر، فأبدى موافقته، لا بل قال اكثر من ذلك، اذ أكد انه مع المقاومة وسلاحها ليس بمجرد الانسحاب من شبعا بل مع بقاء المقاومة وسلاحها الى حين حصول سلام عادل وشامل وقلت يومها له: انت تقول سلام عادل وشامل وانا اقول عنه تسوية".
تابع: "الرئيس رفيق الحريري كان يدور الزوايا، وأكثر من ذلك قال لنا اذا حصل سلام عادل وشامل سآتي لعندك يا سيد وأقول لك ان كل العرب والفلسطينيين صالحوا فماذا نفعل بالسلاح، واذا يومها يا سيد قلت لي لن أسلم سلاحي فانا أقدم استقالتي وأغادر لبنان ولن اختلف مع المقاومة".
وخاطب سعد الحريري قائلا: "هذا أبوك فهل اعطيناه رشوة؟"
وتابع: "بعد استشهاده أتيت الينا وتحدثنا وقلت لنا يوم التحالف الرباعي في الانتخابات ولسنا نادمين، انك تتعهد ما تعهد به والدك، لاننا في ذاك التحالف أردنا تجنب فتنة".
وأعلن ان "الرئيس رفيق الحريري طلب مني كتابة ما قاله لنا حول المقاومة، لكنني رفضت ذلك كتابة. واكتفيت بالكلام الشفهي"، وقال نصرالله معلقا: "لو كنا نعلم بالغيب".
وأعاد بالذاكرة حادثة اللقاء مع الوزيرين التركي والقطري حول تشكيل الحكومة ومصير المحكمة ومنها انهاء ظاهرة انتشار السلاح والجزر الامنية على كافة الاراضي اللبنانية وانه "ليس المقصود سلاح حزب الله".
وكرر مخاطبته لسعد الحريري قائلا: "انت من قبلت بتحييد سلاح المقاومة يومها لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي ترأستها". وسأله: "من الذي دفع رشوة وأخذ رشوة".
وأكد ان "السلاح الذي لم يكن الا لمقاومة اسرائيل لا يستحق التضحية من أجله ان المقاومة هي التي تحمي لبنان، وهي على طريق فلسطين، وهذا فخر للبنان".
وقال: "انتم تعترفون لنا بتقديم تنازلات كرمى للحفاظ على السلاح فكيف يكون ذلك للوصول بنا الى السلطة".
وأعلن: "نحن نؤمن بقيام الدولة وتطبيق الطائف وتطوير النظام، ونحن نؤمن بالشراكة الوطنية والمناصفة الحقيقية، وقد قبلنا باللقاء الارثوذكسي وسنصوت له اذا عرض على التصويت".
وقال: "ان لا أحد سواء طائفة او حزب يمكنه ان يحكم لبنان لوحده، من هنا فان مشروعنا هو الا نحكم لبنان، بل نؤمن بالشراكة الوطنية ونريده بلدا آمنا، مستقرا، يحافظ على وحدته الوطنية".
وذكر ان "ما نتطلع اليه هو العيش بكرامة في هذا البلد، والرهان على الله وسواعد ابنائه وشرفائه وهم كثر، وان يكون لبنان قادرا على الاستفادة من الخيرات من جباله ومياهه وبحره دون خوف أو منة من أحد".
وقال نصرالله في عودته الى ذكرى "القادة الشهداء" فقال ان إحياء هذه الذكرى "مناسبة لنجدد العزم ونحفظ الوصية ونبقى رجال الموقف". وأضاف: "هؤلاء القادة كانوا وما زالوا شهودا على مسيرة المقاومة"، واصفا الشهيد الموسوي ب"أنه خط ترسيخ المقاومة، والشهيد عماد الشاهد على مرحلة التطور الكمي والنوعي والإنجازات والإنتصارات".
وشدد على ان "المشروع هو المقاومة في مدرسة القادة الشهداء لأن الخطر الأكبر الذي سيتهدد المنطقة، هي إسرائيل ومشروعها الصهيوني، أما عند التفكير في عقلية الزواريب يصبح الخطر هذا الحزب أو ذاك".
وأضاف: "ان الخيار المنطقي والعقلاني هو خيار المقاومة الشعبية ومنها المقاومة المسلحة، لذلك آمن شهداؤنا القادة بمشروع المقاومة وأخلصوا له، وقدموا له شبابهم وحياتهم وجهودهم، عاشوا من أجله واستشهدوا في هذا الطريق".
واردف: "لقد أوصونا بذلك ونحن من حفظ الوصية". وقال: "أكثر من أي وقت مضى يقف مشروع المقاومة في لبنان على ثبات وحقائق وانجازات وانتصارات، وليس على أحلام وبهلوانيات وخطابات، في لبنان كانت المقاومة من اصلب وأنصع وأوضح الوقائع التي اسقطت مشاريع كبرى، وغيرت معادلات استراتيجية".
وأكد نصرالله ان "المقاومة حررت بالدم القاني وعلى طريق هذه الإنجازات سنكمل طريقنا وصولا الى النصر الحاسم".
وشرح ومن شعار هذا العام "على طريق فلسطين" فقال: "سيستغرب البعض وسيسأل عن معنى فلسطين، ونقول إذا نظرنا الى وضع المنطقة يكون السؤال منطقيا في ظل هذا الخطاب المتوتر والتحريضي والفتاوي والشتائم المتبادلة".
وذكر ان "المقاومة في لبنان بكل فصائلها ومن ضمنها حزب الله شكلت سندا قويا لصمود الشعب الفلسطيني، ولو قدر للمشروع الإسرائيلي-الاميركي أن ينجح عام 1982 لقضي على أي إمكانية لتحرير فلسطين". وقال: "بين المقاومة في لبنان وفلسطين وحدة روح ومعركة وهم ومصير، والمقاومة في لبنان ساندت ودعمت المقاومة في فلسطين ماديا ومعنويا".
وتحدث عن "نجاح تجربة المقاومة في لبنان عندما تلقوا الدعم، وإن كانوا هم من قدم التضحيات وصنع النصر عام 2000، وكذلك فعل شعب فلسطين"، وتحدث عن "أدوار للشهيد عماد مغنية من مسؤوليات التواصل والدعم والجهد المشترك بين المقاومتين". وطالب "كل من دعم المقاومة في لبنان أن يدعم المقاومة في فلسطين من إيران الى سوريا".
ونوه "بدور الشهيد حسام نويس في إعادة إعمار لبنان"، ورأى ان "كل شهداء المقاومة في لبنان هم شهداء على طريق فلسطين والذين كانت تربطهم بفلسطين وشعبها وبمقدساتها علاقة الإيمان والإخلاص والحب والعاطفة والهم الكبير". وتمنى "العافية للعالم العربي والخروج من أزماته الحادة التي يراهن عليها العدو الإسرائيلي".
وأشار الى "زيادة الفرص في التقارير الاستراتيجية الإسرائيلية في إمكان إشعال العالم العربي بفتنة ومشاكله الداخلية". ولفت الى "حراك البحرين السلمي"، منوها "بقدرة شعب البحرين على التحرك السلمي"، متمنيا "العبور لأهل البحرين من خلال طاولة الحوار الوصول الى النتيجة التي تليق بهم".
وعن الوضع الراهن الإسرائيلي، أشار الى "وجود تهويل كبير على لبنان واللبنانيين من قبل أطراف القوى السياسية والإعلامية باحتمال قيام إسرائيل بعمل عسكري على لبنان"، مبديا أسفه أن "هذا التهويل كان لبنانيا وليس إسرائيليا". وكرر اتهامه "لقوى لبنانية ووسائل إعلام لبنانية وعربية بهذا التهويل".
ورفض التطرق الى الإتهام البلغاري لـ"حزب الله"، آسفا "للتوظيف السيء لبعض الأطراف حول مسارعتهم لاتهام حزب الله وإجراء المحاكمة لنا، وتمنوا وضعنا على لائحة الإرهاب، وتحضروا لإسقاط الحكومة واستلامها بعد ذلك". وقال: "الأسوأ في كل ما قيل هو الترويج للتهويل الإسرائيلي نيابة عنه. الإسرائيلي عندما يريد الإعتداء على لبنان لا يحتاج الى حجة أو ذريعة لأنه يفعل ذلك كما فعل سابقا عام 1982 تمهيدا لاجتياح لبنان".
أضاف: "في الساعات الأولى لحادثة بلغاريا اتهم نتنياهو حزب الله، وقبلها حصلت أحداث في جورجيا والهند، حصل الإتهام ولم يحصل اجتياح عسكري إسرائيلي. إسرائيل لا تذهب الى حرب كرد فعل إنما العدوان الكبير عندما يكون نتاج مشروع ومصالح وخطط، ونطالب بالخروج من منطق التذرع بقيام إسرائيل بعدوان على لبنان".
وأشار نصرالله، الى وجود محطات كهرباء في اسرائيل اذا ضربت فانها تغرق اسرائيل في الظلام، وخاصة محطة الكهرباء في وسط اسرائيل.
وشدد قائلا: "نحن اليوم والدماء الزكية للسيد عباس والدماء الطاهرة للشيخ راغب والدماء العزيزة للحج عماد، نحن أقوى وأشد عزما على مواجهة العدوان وحفظ الوصية".
وأعلن ان "الحساب المفتوح سيبقى مفتوحا
أرسل تعليقك