بيروت ـ جورج شاهين
قالت مصادر دبلوماسية واسعة الإطلاع لـ "العرب اليوم" إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري وضع الرئيس سليمان في حصيلة المشاورات الجارية على أكثر من مستوى والتفاهمات التي بوشر العمل من أجلها لترجمة العناوين العريضة التي أنتجتها الأفكار الأميركية والروسية المتبادلة حيال سلاح سورية الكيميائي بقرار من مجلس الأمن الدولي رغم المعارضة الروسية لتكريسها بقرارات صادرة عن هذا المجلس والاكتفاء ببيان غير ملزم عنه كما تصر روسيا إلى اليوم.
وأضافت المصادر"لقد كان لافتا الاتصال المطول الذي أجراه وزير الخارجية الأميركية برئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي استعرض معه نتائج الاتصالات التي أفضت إليها المحادثات الدولية وفي مجلس الأمن الدولي وما بين الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها الأوروبيين.
وقالت هذه المصادر إنه من المهم جدا مواكبة المفاوضات الأميركية الروسية التي ستبدأ الأربعاء ما بين وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري وسط مساع تبذل لسحب الألغام المتوقعة على الطريق.
واعتبرت أن استعجال روسيا بأن توقف الولايات المتحدة استعداداتها للضربة العسكرية ضد سورية والإعلان صراحة عن وقف الخيارات كلها بهذا الشأن له تفسيران على الأقل، أولهما شكوك القيادة الروسية من احتمال ألا تتمكن من فرض رؤيتها كاملة على الجانبين السوري والإيراني. وثانيهما، أنها ليست على استعداد لتكبيل النظام السوري بمهل وشروط مسبقة قد لا تفي بها دمشق لأسباب تتصل بشكل وحجم الصراع وما بلغه من حدة على الأراضي السورية.
وفي المعلومات أن كيري قد يزور منطقة الشرق الأوسط وتحديدا دول الجوار السوري لشرح الموقف الأميركي وأسبابه، وخصوصا إذا ما تحقق تفاهم أميركي روسي بشأن ما رفضت تسميته الولايات المتحدة الأميركية بـ"مباردة روسية مكتملة" معتبرة أن ما قدمته روسيا "مجرد أفكار لا ترقى إلى مكانة المبادرة المتكاملة".
وكشفت مصادر سياسية واسعة الإطلاع لـ"العرب اليوم" أن اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية برئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد عصر الثلاثاء الماضي أن الرئيس سليمان هو من طلب هذا اللقاء بهدف التشاور في الأوضاع المحيطة بالأزمة السورية وما أدت إليه المفاوضات الجارية والتي عكست تأجيلا، أو ربما إلغاء للخيار العسكري ضد سورية وما شهدته أروقة قمة العشرين في سنت بيترسيرغ وصولا إلى التفاهم الجديد المبني على الأفكار المتبادلة بين موسكو وواشنطن بشأن السلاح الكيمائي.
وأكدت المصادر أن اللقاء لم يتناول الملف الحكومي بقدر ما شكل متابعة للنقاش في انعكاسات الأزمة السورية على لبنان ودور حزب الله فيها وسبل مواجهة اي ترددات سلبية يمكن ان تنعكس على الوضع في لبنان من اية جهة امنية او إجتماعية او سياسية.
وعبرت المصادر عن ارتياحها للأجواء التي عكسها اللقاء وخصوصا بما يتصل بتجنيب الساحة اللبنانية أية ترددات. وجدد الرئيس سليمان خلال اللقاء إصراره على النأي بلبنان قدر الإمكان، مؤكدا أنه خصص مختلف اتصالاته الدولية والإقليمية لتجنيب الساحة اللبنانية مثل هذه التداعيات، متمنيا على "حزب الله" أن يلاقيه بخطوات مماثلة لمصلحة لبنان أولا وأخيرا.
وعلى الجانب الدبلوماسي تداول وزير الخارجية والمغتربين في الحكومة اللبنانية المستقيلة عدنان منصور مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال اتصال هاتفي جرى بينهما عصر الأربعاء في آخر مستجدات الأزمة السورية ونتائج محادثاته مع المسؤولين الروس في موسكو. كما تناول الحديث المبادرة الروسية والتي نوه بها الوزير السوري، مشيرا إلى أنها "كشفت المواقف الحقيقية للدول".
وجرى التطرق إلى التطورات الميدانية حيث أكد الوزير المعلم أن "التقدم مستمر على الأرض وأن معنويات المواطنين السوريين عالية جدا".
وأكد الوزير منصور أهمية المبادرة الروسية، مكررا موقفه الذي كان أعلنه مرارا ومنذ بداية الأحداث في سورية من "أن الحل السياسي والحوار هما السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة السورية".
أرسل تعليقك