المقدسيون لن يدخلوا الأقصى عبر بوابات الاحتلال
آخر تحديث GMT20:37:50
 العرب اليوم -

المقدسيون لن يدخلوا الأقصى عبر بوابات الاحتلال

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المقدسيون لن يدخلوا الأقصى عبر بوابات الاحتلال

المقدسيون
القدس - العرب اليوم

صلّى المقدسيون أمس واليوم، على الأسفلت في الشوارع والطرق والأزقة القريبة والمؤدية والمحيطة بالمسجد الأقصى، رفضا للبوابات الالكترونية وبوابات التفتيش التي وضعتها أجهزة أمن الاحتلال على مداخل وأبواب المسجد الأقصى، وتركيبها كاميرات مراقبة متطورة.

هذا الصباح، رفض حراس المسجد الأقصى الدخول إليه عبر البوابات الالكترونية، كما صلّى المواطنون الفجر في محيطه، وتمت الدعوة من قبل نشطاء مقدسيين، إلى شد الرحال بأعداد كبيرة لإقامة الصلوات على أبواب المسجد، وخاصة صلاتي المغرب والعشاء.

فتح الجنود بإيعاز من قادتهم في المستوى السياسي والأمني -مكتب رئيس حكومة نتنياهو-، وبالتدريج كما ادّعوا، أبواب المسجد الأقصى، بعد إغلاقه لما يقارب 53 ساعة، من السابعة من صباح الجمعة 14 تموز الجاري وهي لحظات استشهاد الشبان جبارين ومقتل شرطيين إسرائيليين، وحتى ساعات ظهر الأحد 16 تموز الجاري، وهي المرة الأولى منذ العام 1969 التي يغلق فيها المسجد الأقصى ويمنع فيه الأذان.

لكن فتح المسجد بهذه الطريقة لم يقبله المقدسيون، وردوا عليه بالصلاة في أقرب النقاط التي وضع الاحتلال فيها حواجز حديدية، ووصلوا على بعد أمتار قليلة من تلك البوابات، رغم التواجد المكثف لشرطة وجنود الاحتلال.

باب الأسباط كان العنوان الأكبر لمئات المصلين المقدسيين، الذين افترشوا الأرض في الحر الشديد، متحدّين مئات الجنود وضباط الأمن الاسرائيليين، الذين وقفوا يتابعون إصرار الأهالي في الدفاع عن مقدساتهم، ولم تخلو صلاة واحدة أو تجمع واحد من اعتداء وبطش الاحتلال وجنوده الذين أصابوا عددا من المقدسيين بجروح بعد الاعتداء عليهم بالغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والعصي والضرب بالأيدي، كما احتجزوا واعتقلوا عددا من الشبان بطريقة وحشية، في حين اندلعت مواجهات في حارتي باب حطة والسعدية الملاصقتين للمسجد الأقصى، وفي العديد من أحياء وبلدات القدس المحتلة.

يتم من خلال البوابات الفحص الالكتروني لأجساد المواطنين، حيث يضع الشخص المعادن وما يتعلق بها على طاولة توضع على جانب البوابة، ثم يطلب منه الجندي المرور، ويتم الطلب منه إعادة المرور في حال أطلقت البوابة الالكترونية رنينا يدل على وجود معدن في جيوبه أو ثيابه.

ويهدف الاحتلال عبر بواباته الالكترونية إلى إذلال المصلين والمواطنين خلال دخولهم وخروجهم إلى الأقصى، وتوجيه رسالة للعرب والمسلمين أنه صاحب السيادة المطلقة على الأقصى ويحق له التصرف في نواحيه، لكن المقدسيين ردوا عليه بالرفض، حتى يعود الوضع إلى ما كان عليه قبل البوابات الالكترونية وحواجز التفتيش.

الليلة الماضية، هتف المئات من المقدسيين في وجه الجنود وبواباتهم واجراءاتهم العنصرية والقمعية، وعلت التكبيرات في محيط الأقصى، وأغنيات ثورية ترفض الاحتلال وتؤكد البقاء في القدس وأحقية الفلسطينيين والعرب والمسلمين بالمسجد، دون أن تخلو تلك التجمعات الشبابية العفوية من توجيه رسائل للقادة العرب والمسلمين بضرورة أخذ موقف جدي والتحرك السريع لإنقاذ الأقصى من التدنيس والتقسيم المُراد له.

ورغم أن الاحتلال يدرك جيدا حساسية المساس بالمسجد الأقصى، والذي منه انتشرت شرارة "الانتفاضة الثانية" في 28 أيلول 2000، بعد أن قام وزير جيش الاحتلال آنذاك أريئيل شارون باستباحة المسجد برفقة 3 آلاف جندي، ما أشعل مواجهات عنيفة أصيب خلالها العشرات من الشبان بالرصاص والغاز، إضافة إلى إصابة العشرات من جنود وشرطة الاحتلال، وفي اليوم التالي استمرت المواجهات واشتدت حدتها، ما أدى إلى استشهاد ستة شبان في ساحات المسجد الأقصى، إلا أن الاحتلال يستمر ويُمعن في التنكيل بالمقدسيين والتضييق على حركة الدخول إلى الأقصى، والسماح للمستوطنين المتطرفين بتدنيس ساحاته، وهو ما يشعل بين فترة وأخرى مواجهات في ساحاته ومحيطه والبلدة القديمة.

رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو صرح أمس لصحيفة "معاريف" العبرية، بأن إزالة البوابات الالكترونية لن يتم من خلاله، وأن الأقصى سيفتح أمام "الزوار" الإسرائيليين خلال الأيام القادمة، في إشارة إلى تماديه في إحكام السيطرة على الأقصى. ولم تمضِ ساعات على تصريحه حتى فتحت الأبواب أمام المتطرفين اليهود الذين اقتحموا المسجد في ساعات الصباح الأولى من هذا اليوم، فيما قام الاحتلال بمنع المزيد من حراس الأقصى من دخوله حتى إشعار آخر.

وبحسب صحيفة "إسرائيل هيوم"، فإن الشرطة الإسرائيلية طلبت تركيب بوابات الكترونية منذ العام 2014، وهو ما يؤكد الترصد والنية المسبقة لدى الاحتلال لمحاولة تغيير الوضع القائم، وجر المنطقة إلى مواجهات جديدة لم يتعلم من خلالها الاحتلال أن المساس بالمقدسات والقدس لن يكون هيّناً، وأن آلاف الشهداء الذين ارتقوا دفاعا عنه، سيعاودون وبالآلاف.

ـ

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المقدسيون لن يدخلوا الأقصى عبر بوابات الاحتلال المقدسيون لن يدخلوا الأقصى عبر بوابات الاحتلال



الملكة رانيا بعباءة بستايل شرقي تراثي تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:12 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

سوريا بين الفوضى والمجهول وسط تصاعد العنف
 العرب اليوم - سوريا بين الفوضى والمجهول وسط تصاعد العنف

GMT 09:43 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

نيكول سابا تعلق على دورها في "وتقابل حبيب"
 العرب اليوم - نيكول سابا تعلق على دورها في "وتقابل حبيب"

GMT 02:20 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

إسرائيل تقطع خط مياه استراتيجيا عن شمال غزة

GMT 23:29 2025 الأحد ,09 آذار/ مارس

القمة وما بعدها.. أسلوب التفاوض الترامبى!

GMT 02:14 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

انقطاع الاتصالات والإنترنت في جنوب سوريا

GMT 01:37 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

تحطم طائرة بموقف سيارات قرب مطار بنسلفانيا

GMT 02:08 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

تسجيل هزة أرضية شرق ميسان

GMT 23:29 2025 الأحد ,09 آذار/ مارس

«الترامبية» فى إفطار منير فخرى عبد النور
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab