مصاطب العلم في الأقصى حلقات تعليم ومراكز تجمّع لإفشال مخطّطات التهويد
آخر تحديث GMT13:39:58
 العرب اليوم -

مصاطب العلم في الأقصى حلقات تعليم ومراكز تجمّع لإفشال مخطّطات التهويد

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مصاطب العلم في الأقصى حلقات تعليم ومراكز تجمّع لإفشال مخطّطات التهويد

رام الله - يو.بي.آي

مع إشراقة كل صباح تضج ساحات المسجد الأقصى بمئات الفلسطينيين ذكوراً وإناثاً من فئات عمرية متنوعة ينضمون الى حلقات علم مختلفة، تسعى لإحياء الدور العلمي لقبلة المسلمين الأولى، إلى جانب تحقيق حالة تواجد لمواجهة أية اقتحامات متوقعة من الجيش الإسرائيلي أو المتشدّدين اليهود. ويطلَق على الحلقات التعليمية اسم "مصاطب العلم" وهي مشروع يزخر بزخم من التراث التاريخي والعراقة تعود جذورها لـ30 مصطبة علمية في العهد العثماني، قبل أن تتوقف ليعاد تفعيلها كلما استشعر الفلسطينيون حالة خطر يحدق بالمسجد الذي يحظى بتقديس كبير لدى المسلمين في العالم. وقال حكمت نعامنة، مدير مؤسسة عمارة الأقصى والمقدّسات القائمة على المشروع، ليونايتد برس إنترناشونال، إن "إحياء مشروع مصاطب العلم جرى في آذار/مارس 2010، بعد وجود حاجة ملحّة من الفراغ في المسجد الأقصى من الصباح للمغرب يستغلها المتطرفون لاقتحام الأقصى والتخريب به، فتقرر إعادة إحياء المشروع لنشر العلم والرباط والتصدي في آن واحد". وتأخذ مصاطب العلم نمطاً تقليدياً بسيطاً، يتحلّق المشاركون حلقات حول الشيخ أو المدرّس الذي يعطي الدرس في الهواء الطلق تحت ظلال الأشجار ويجلسون على كراسي بلاستيكية أو يفترشون الأرض في ساحات المسجد الأقصى الواسعة. وأوضح نعامنة أن "مشروع مصاب العلم بدأ بـ30 طالباً وطالبة، واليوم يضم أكثر من 600 من الطلبة يتوافدون على المسجد من الأحد إلى الخميس ليدرسوا العلوم المختلفة على أيدي كوادر من المدرّسين والعلماء". ويتنامى الاهتمام بمصاطب العلم وإحيائها كلما استشعر الفلسطينيون تزايد المخاطر التي تستهدف المسجد، وبدا ذلك عندما تم تفعيل هذه الحلقات عام 2001 في بداية ما يعرف بـ"انتفاضة الأقصى" كردّة فعل على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون، قبل أن يتراجع الاهتمام لاحقاً إلى أن تم زيادة التفاعل والإحياء من جديد خلال السنوات الثلاث الماضية. وقال أحد المشرفين الميدانيين على حلقات العلم، طلب عدم ذكر اسمه، ليونايتد برس إنترناشونال، إن مصاطب العلم "تحقق هدفين أساسيين أولهما إحياء دور المسجد الأقصى في الإشعاع المعرفي والديني كما كان في السابق منارة علمية تستقطب طلبة العلم والعلماء، إلى جانب ضمان تواجد أعداد كبيرة لإفشال أي محاولة للمساس بالمسجد من قبل متطرفين يهود يحاولون هدم المسجد وإقامة ما يعرف بهيكل سليمان". وأكّد أن "مصاطب العلم والمشاركين فيه يمثلون قاعدة أساسية لمواجهة أية مخططات تهويد وإفشال الاقتحامات والاعتداءات التي تستهدف المسجد". وتتنوّع الدروس التي يتلقاها طلبة العلم وهم من فئات عمرية مختلفة ومن الجنسين، بين موضوعات العلم الشرعي في الحديث الشريف والسيرة النبوية والتفسير والثقافة الإسلامية والفقه وتنفتح على بعض العلوم الأخرى كاللغة العربية والرسم. ويقول الشاب المقدسي عبد العزيز حسين، ليونايتد برس انترناشونال، إنه حريص على المشاركة في حلقات العلم 3 أيام في الأسبوع، لافتاً إلى أنه يشارك في حلقات عن التفسير والفقه والحديث. وذكر أن مشاركته "تهدف إلى جانب تلقي العلم، الرباط في الأقصى في ظل المخاطر التي تستهدفه خاصة مع الاقتحامات المتكررة للجماعات اليهودية"، مشدّداً على أن "الحديث عن مساعي لتقسيم المسجد بين اليهود والمسلمين وهو أمر لا يمكن القبول به". ويشتكي القائمون على مشروع مصاطب العلم من المضايقات الإسرائيلية، التي وصلت إلى حد منع بعضهم من دخول المسجد الأقصى وتقديمهم للمحاكمة، فضلاً عن ملاحقة المعلّمين والطلبة. وقال نعامنة إن أغلب القائمين على هذا المشروع ممنوعون من الدخول للمسجد، بالإضافة للتضييق عليهم بمحاكمة بعضهم ونفي بعضهم عن القدس، والتشديد على الطلبة الداخلين للمسجد بالتدقيق في بطاقاتهم ومنعهم من الدخول. وأضاف أن "الاحتلال ضاق ذرعاً بمشروع مصاطب العلم ومواقف طلابه وطالباته في التصدي للاقتحامات وإفشال مشاريع التهويد تجاه المسجد الأقصى المبارك"، معتبراً أن "كل ممارسته هي دليل على إفلاسه وفشله في تحقيق أهدافه". وبحسب مؤسسة الأقصى، فإن السلطات الإسرائيلية نفّذت خلال الأسابيع الأخيرة خمس "عمليات سطو" على كراسي طلبة مصاطب العلم، وتحطيم الأقفال وتقطيع السلاسل وحجز كمية أخرى من الكراسي خارج الأقصى ومنعت إدخالها، ما اضطر طلبة العلم الرجال والنساء وكبار السن الى الجلوس على الأرض وافتراش التراب لساعات طويلة خلال برنامجهم التعليمي. ويقوم طلبة المصاطب بدور أساسي في اعتراض اقتحام الجماعات اليهودية المتشدّدة للمسجد الأقصى، من خلال الاحتجاج عبر هتافات التكبير واعتراض الجماعات اليهودية ومنعهم من التقدّم، وهو الأمر الذي سرعان ما يتحوّل إلى مواجهات مع القوات الإسرائيلية المصاحبة لتلك الجماعات.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصاطب العلم في الأقصى حلقات تعليم ومراكز تجمّع لإفشال مخطّطات التهويد مصاطب العلم في الأقصى حلقات تعليم ومراكز تجمّع لإفشال مخطّطات التهويد



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab