أعربت جامعة الدول العربية عن أملها في أن يسهم المؤتمر الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة المقرر في 12 أكتوبر الجاري في القاهرة بتنسيق مصري نرويجي في تحقيق الأهداف المرجوة منه لإعادة إعمار القطاع الذي تعرض لتدمير كبير جراء العدوان الإسرائيلي الأخير .
وقال السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لدى الجامعة العربية رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، في تصريحات له اليوم، "إن المبلغ المستهدف لإعادة الاعمار في غزة يتجاوز 5 مليارات دولار، في حين يستغرق إعادة بناء وتأهيل القطاع نحو عشر سنوات وفق تقديرات وكالة الأونروا ".
ولفت صبيح إلى أنه شارك كممثل للجامعة العربية في اجتماع تنسيقي نظمته وزارة الخارجية المصرية مع الجهات المعنية في إطار الإعداد للمؤتمر ، موضحا أن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة خلفت أزمات كبيرة في قطاعات الصحة والتعليم والزراعة والصناعة ، مشيرًا إلى أن 80% من مصانع غزة دمرت تماما.
وأوضح أن مؤتمر إعادة إعمار غزة سيعقد على مدى يوم واحد بمشاركة عدد من وزراء الخارجية ، وبرئاسة كل من مصر والنرويج ، وحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كما سيشهد مشاركة كل الدول المانحة، والأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ، وممثل الرباعية الدولية توني بلير ، والاتحاد الأوروبي وأيضا بعض الدول الأوروبية والعربية.
ونوه صبيح" بالنجاح الذي حققته مصر في وقف إطلاق النار على غزة ، والذي أسهم في التوجه نحو عملية إعادة الإعمار، وكذلك الاتفاق على أن تتولى حكومة التوافق الوطني الفلسطيني مع الأمم المتحدة تنسيق الإعمار في قطاع غزة وأولوياته "، مشيرًا إلى أن الجانب الفلسطيني أعد دراسة حول الاحتياجات والأولويات في غزة.
مسؤلية الدول المانحة والمجتمع الدولي
ونبه السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لدى الجامعة العربية رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة إلى أن هناك مسؤولية دولية كبيرة تتحملها الدول المانحة والمجتمع الدولي في إعادة إعمار غزة بأسرع وقت ممكن نظرا للظروف القاسية التي يواجهها الشعب الفلسطيني ، فلا يزال هناك جرحى في الشوارع ، والمستشفيات بحاجة لمد يد العون لها بسرعة شديدة.
ونوه بما قدمته الدول العربية من مساعدات للشعب الفلسطيني، بناء على طلب الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي وقرارات مجلس الجامعة، حيث دفعت بكميات كبيرة من المواد الطبية والغذائية وكثير من هذه الاحتياجات، منبهًا في ذات الوقت إلى أن الوضع لا يزال في غاية الخطورة، حيث لا يزال هناك الآلاف دون مساكن، وهناك آلاف من المعوقين خاصة الأطفال.
ولفت إلى ما صرحت به بعض الأطراف من أن إسرائيل لن تعيق مرور ما هو مطلوب للبناء إلى قطاع غزة إذا تم ذلك من خلال حكومة التوافق الفلسطيني والأمم المتحدة، ثم انها أيضًا ستسهل الأمور بين الضفة وغزة ، معتبرا أن هذا الأمر مهم للغاية.
وبشأن المبلغ المستهدف لإعادة الإعمار، قال السفير محمد صبيح:" إن هناك دراسة أعدها الجانب الفلسطيني وفي تقديري أنها تفصيلية بناء على مخرجات مؤتمر إعمار غزة الذي عقد في مدينة شرم الشيخ بعد حرب 2009 وبالتالي من المتوقع أن يكون المطلوب أكثر من 5 مليارات دولار ".
وحول متى ستباشر حكومة التوافق الوطني مهامها في قطاع غزة، قال صبيح:"حكومة التوافق الوطني وبناء على الاتفاق الذي تم التفاهم بشأنه في القاهرة ستكون في غزة مباشرة بعد عيد الاضحى" ، مشيرا إلى أن هناك قوات من الرئاسة الفلسطينية سوف تتولى تأمين كافة المعابر على حدود غزة مع الجانبين المصري والإسرائيلي.
وحول ضمانات عدم تكرار الاحتلال لعدوانه على غزة أثناء الإعمار أو بعده، قال صبيح: "صراحة لا توجد ضمانات"، مشيرًا إلى أن الضمان يأتي من خلال الأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والمجتمع الدولي، وغير ذلك فإسرائيل إن لم ترتدع بقرارات دولية فستبقى تعربد وتكرر تلك الاعتداءات.
ونوه بما قاله الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في خطابه أمام أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والستين، حول الحرب التي شنت على غزة وحجم الضحايا وما خلفته تلك الحرب من دمار شامل وتدمير للبنية التحتية بالكامل من كهرباء ومياه وصرف صحي ومساجد ومستشفيات ومدارس بما فيها مدارس الأمم المتحدة.
أرسل تعليقك