مدينة المكلا اليمنية تستعيد نمط الحياة الطبيعية
آخر تحديث GMT16:12:05
 العرب اليوم -

مدينة المكلا اليمنية تستعيد نمط الحياة الطبيعية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مدينة المكلا اليمنية تستعيد نمط الحياة الطبيعية

مارة امام ديوان الزكاة في المكلا
المكلا - العرب اليوم

بدأت مدينة المكلا في جنوب شرق اليمن تستعيد نمط الحياة الطبيعية بعدما طردت القوات الحكومية مدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، عناصر تنظيم القاعدة الذين سيطروا عليها لزهاء عام، عاش خلاله السكان في ظل الخوف وقيود اجتماعية متشددة.

ولا تزال شوارع المدينة الساحلية التي يقطنها قرابة مئتي الف نسمة، وهي مركز محافظة حضرموت، تضم شواهد على القوانين التي فرضها التنظيم والشعارات التي رفعها وأرغم السكان على الالتزام بها.

وسيطر الجهاديون على المدينة ومناطق اخرى في ساحل حضرموت مطلع نيسان/ابريل 2015. ومنذ 24 نيسان/ابريل، تخلو المكلا وجوارها من اي وجود علني لهم بعد عملية واسعة للقوات الحكومية شاركت فيها قوات خاصة سعودية واماراتية منضوية في التحالف الذي تقوده الرياض منذ آذار/مارس 2015 دعما للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ضد الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح.

ويقول مجاهد الحيقي (22 عاما)، وهو احد سكان وسط المكلا، عن الفترة التي سيطرت فيها القاعدة، "كان عاما عشنا فيه الخوف والرعب".

ويوضح لوكالة فرانس برس انه، اضافة الى الخوف من الاعتقال والدمار الناتج عن الحرب، "كان خوفنا ايضا من استقطاب ابناء حارتنا لتجنيدهم الى صفوفه والتأثير عليهم داخل المساجد".

وتشير لميس الحامدي من سكان المكلا، الى ان عناصر تنظيم القاعدة "قاموا بالتضييق على الحريات (...) وضيقوا الخناق من خلال الاعتقالات ومضايقة النساء في الشوارع".

وفرض الجهاديون على النساء "ارتداء الزي الشرعي، ووزعوا منشورات في الطرق تحدد هذا الزي، وتم الزام جميع متاجر الملابس بالتعليمات الشرعية" خصوصا لجهة بيع العباءات والرداء الطويل.

ولا تزال في المدينة شعارات رفعها الجهاديون، منها "صوني ايتها المؤمنة الشريفة جسمك الطاهر من اعتداء الاعين الباغية وحصّنيه بالاحتشام".

- منع الموسيقى والافلام -

وفرض عناصر القاعدة هذه القواعد بالقوة والترهيب.

ففي مطلع كانون الثاني/يناير، اقدم مسلحون من التنظيم على رجم امرأة حتى الموت بتهمة الزنى والقوادة في المكلا. وفي آب/اغسطس، قاموا بجلد عشرة رجال بتهمة الكفر وشرب الكحول وتعاطي المخدرات في بلدة الشحر القريبة من المكلا، والتي كانت ايضا تحت سيطرتهم.

كما حظر التنظيم نبتة القات المخدرة في المكلا، ودمر مزارات واضرحة اسلامية قديمة، ما اثار غضب السكان.

وترى الحامدي ان هذه الاعمال لا سيما منها الاعدامات، كانت تهدف الى "بث الرعب والخوف في المجتمع"، وان العديد من السكان اضطروا للقبول بالامر الواقع "خوفا من الاعتقال".

وبحسب روايات الشهود، كانت عمليات الاعتقال تتم في الشارع من دون اي مسوغ، وغالبا ما اوقف رجال لمجرد رؤيتهم برفقة امرأة.

ويقول صالح نصر "كانون يقومون باعتقال الشخص لمجرد انه يسير مع امرأة"، قبل ان يتبين لهم احيانا انها "شقيقته او زوجته او قريبة له".

كذلك منع الجهاديون المظاهر الاحتفالية، خصوصا الموسيقى والافلام.

وتقول علوية السقاف "بلغ حجم الخناق الذي فرضته القاعدة على اهالي المكلا، الى حد منع الاغاني في الاعراس والمناسبات. فقد اصدروا تعميما على صالات الافراح بمنع الاغاني ومنع الرقصات الشعبية للرجال".

ويؤكد عيسى غالب الذي يملك مقهى للانترنت ان عناصر القاعدة طلبوا منه "مسح جميع الافلام والاغاني من الاجهزة كي لا تكون في متناول الزبون، واستبدلوها بأشرطة عن عملياتهم العسكرية والجماعات المتطرفة الاخرى في افغانستان والعراق وسوريا".

ويعتبر تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" اقوى فروع القاعدة عالميا، وهو متجذر منذ اعوام في اليمن، ويتعرض منذ سنوات لغارات اميركية تنفذها طائرات من دون طيار، تستهدف قيادييه وعناصره.

وافاد الجهاديون من تنظيم القاعدة ومن تنظيم الدولة الاسلامية، من النزاع بين الحكومة اليمنية والمتمردين، لتعزيز نفوذهم في جنوب البلاد.

وعلى رغم التضييق الذي فرضه التنظيم على السكان، الا ان العديد منهم يقولون ان الجهاديين امّنوا استمرار الخدمات العامة كالماء والكهرباء.

وبرر التنظيم في بيان مؤرخ في 25 نيسان/ابريل، انسحابه من المكلا وساحل حضرموت بسعيه لتجنيب المناطق الدمار.

وقال "اننا لم ننسحب الا تفويتا للفرصة على العدو في نقل المعركة الى بيوتكم واسواقكم وطرقكم ومساجدكم (...) آثرنا ان نحارب عدونا كما نحن لا كما يريد هو".

واعتبر التنظيم ان الناس، في ظل سيطرته على المكلا وساحل حضرموت، رأوا "سماحة الاسلام وعدل الشريعة (...) وازدهرت الحركة الاقتصادية، وفتحت ابواب الخير وبدأت عجلة التنمية تدور بشكل لم يسبق له مثيل"، متوجها لسكان المكلا بالقول "لن نتخلى عنكم وعن نصرتكم".

ويقر الطالب عبد الجبار باجبير الذي يقطن بلدة الشحر شرق المكلا، بان "عناصر القاعدة كانوا يقومون بتقديم خدمات للسكان والاهتمام بتوفير الخدمات الاساسية كالكهرباء والمياه، وهم نجحوا في ذلك".

ويضيف "لكننا كنا نخاف من تبعات مشروعهم وفكرهم الضال".

ا فب

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدينة المكلا اليمنية تستعيد نمط الحياة الطبيعية مدينة المكلا اليمنية تستعيد نمط الحياة الطبيعية



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:43 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
 العرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بشكتاش يواصل انتصاراته فى الدوري الأوروبي بفوز صعب ضد مالمو

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع سعر البيتكوين لـ75 ألف دولار

GMT 16:36 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن تحديات حياتها الفنية ودور عائلتها في دعمها

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:41 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يتسبب فى وقف منصات النفط والغاز فى أمريكا

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف عبدالباقي يردّ على أخبار منافسته مع تامر حسني

GMT 14:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يمر عبر جزر كايمان وتوقعات بوصوله إلى غرب كوبا

GMT 14:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف حركة الطيران في مطار بن جوريون عقب سقوط صاروخ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab