القدس المحتلة - العرب اليوم
اعتصم في باحة كنيسة القيامة في القدس المحتلة ظهر اليوم حشد من أبناء الطوائف المسيحية في المدينة استنكارا للجرائم الوحشية التي يقوم بها تنظيم داعش الإرهابي بحق المسيحيين في شمال سورية وتنديدا بالممارسات اللاإنسانية الأخرى التي يرتكبها إرهابيو داعش وباقي التنظيمات الأخرى في سورية والعراق ومصر وغيرها من الأماكن .
وقال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في كلمة ألقاها باسم الحضور “إننا ندين ونستنكر هذه الجرائم التي تقشعر لها الأبدان والتي ترتكبها تنظيمات إرهابية لا تؤمن إلا بالذبح والقتل والتنكيل واستهداف الكرامة الإنسانية”.
وأضاف المطران حنا “إن ذبح المسيحيين على أيدي التنظيمات الإرهابية في سورية وغيرها من الأماكن يشكل وصمة عار في جبين الإنسانية فهذه الإعدامات الجماعية والتهديد بحرق الأطفال وذبح الناس الأبرياء إنما هي رسالة تهديد ووعيد من داعش ومن أولئك الذين يدعمونه.. إنها رسالة لكل المسيحيين بأن ..احملوا حقائبكم وغادروا هذه المنطقة”.
وشدد المطران حنا على تمسك المسيحيين بأرضهم وأوطانهم ورفض رسائل الرعب التي يبثها التنظيم الإرهابي وقال “إنها ظاهرة غير مسبوقة نرفضها جملة وتفصيلا والمسيحيون سيبقون في ديارهم وأوطانهم فهم ليسوا بضاعة مستوردة من هنا ومن هناك أو عناصر غريبة ودخيلة على منطقتنا العربية بل هم هنا منذ ألفي عام واستهدافهم بهذه الوحشية جريمة نكراء بحق الإنسانية وبحق تاريخ وتراث وهوية منطقتنا التي لم تعرف هكذا ممارسات عبر تاريخها الطويل”.
وأعرب المطران حنا عن إدانته لتمويل بعض دول الخليج ودول الغرب لهذا التنظيم الإرهابي وقال “من المؤسف أن هناك أموالا نفطية تغذي داعش وهي أموال ملوثة بدماء الأبرياء من أبناء أمتنا العربية كما أن هناك قوى عالمية معروفة تقدم خدماتها للتنظيم الإرهابي وتوفر له كل ما هو مطلوب لكي يقوم بجرائمه بحق الإنسانية وبحق مشرقنا العربي بكل مكوناته”.
وتساءل المطران حنا “هل النفط الموجود عندكم أعطي لكم لكي تستعملوه في الدمار والقتل والموت ولماذا حولتم هذه الثروة إلى آلة موت وعنف وإرهاب وقتل بدل من أن تكون آلة بناء ورقي وتقدم” مضيفا “أين الغرب الذي يتغنى بحقوق الإنسان من هذه الجرائم التي ترتكب بحق المسيحيين وغيرهم من المواطنين حتى أصبحت مشاهد الذبح والقتل والإعدام والموت مشاهد يومية”.
وأعرب المطران حنا عن تضامن كنائس القدس ومسيحييها مع إخوانهم المظلومين المعذبين والمطرودين من ديارهم وقال “إننا ندين جرائم داعش بحق كل المواطنين بغض النظر عن انتمائهم الديني وأنتم تلاحظون ما يحدث في أرضنا المقدسة من اعتداءات اسرائيلية على الكنائس والمساجد ومن استهداف للشعب الفلسطيني فالإرهاب حيثما كان وحيثما وجد هو مرفوض من قبلنا”.
ورفعت الصلوات والأدعية بباحة كنيسة القيامة ترحما على الشهداء وتضامنا مع المسيحيين المنكوبين وغيرهم من المواطنين في منطقتنا العربية .
وكان مجلس الأمن الدولي أدان الأربعاء الماضي الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي بحق المدنيين في قرى ريف الحسكة وقال في بيان “ندين بشدة خطف أكثر من مئة شخص من قبل تنظيم داعش الإرهابي في الثالث والعشرين من الشهر الجاري شمال شرق سورية وكذلك تدمير وتدنيس المواقع الدينية”.
يذكر أن إرهابيي تنظيم داعش شنوا قبل عدة أيام هجوما مسلحا على أهالي قرى تل هرمز وتل شاميرام وتل رمان وتل نصرى والاغيبش وتوما يلدا والحاووز في الريف الغربي للحسكة واختطفوا عشرات الأشخاص وأحرقوا كنيسة تل هرمز التاريخية التي تعد من أقدم الكنائس في سورية وأحرقوا وقتلوا عددا من المواطنين وخطفوا أعدادا أخرى من الأبرياء العزل
أرسل تعليقك