الإيزيديون العراقيون يصلون من أجل فرصة العودة إلى ديارهم
آخر تحديث GMT20:22:46
 العرب اليوم -

الإيزيديون العراقيون يصلون من أجل فرصة العودة إلى ديارهم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الإيزيديون العراقيون يصلون من أجل فرصة العودة إلى ديارهم

الإيزيديون العراقيون
لاليش - أ.ف.ب

يغمض الفتى ازدان عمر عينيه ويتمنى امنية ثم يقوم بقذف قطعة قماش على مذبح الحجر في داخل مزار لاليش احد اكثر المعابد قدسية لدى الطائفة الايزيدية في شمال العراق.

ويعود هذا التقليد، الى قرون بعيدة، ففي الاوقات السعيدة يتمنى زوار هذه المكان المقدس امنيات لجلب الحظ في الزواج او في موسم الحصاد، لكن هذا الشاب البالغ من العمر 14 عاما يصلي حتى تتمكن اسرته من العودة الى ديارها.

واسرته واحدة من عشرات الاسر الايزيدية الذين فروا من سنجار في شمال غرب العراق اثر هجوم تنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف على المنطقة.

وقال هذا المراهق لفرانس برس "جئت الى هنا حتى اؤدي الصلاة من اجل ان ينتهي هذا الظلم، وحتى يتمكن الايزيديون العودة الى ديارهم في سنجار".

ويحتاج عمر الى قطعة قماش يضعها على صخرة المذبح المرتفعة، حتى يضمن ان تحقق امنياته، وعليه ان يرميها بدقة حتى تصيب هدفه لتستقر على اعلى المذبح".

ويقع لاليش في منطقة جبلية على بعد 60 لكم شمال شرق مدينة الموصل التي استولى عليها المسلحون فيما لاتزال البلدات والقرى الايزيدية بعيدة عن انتباه هؤلاء الجهاديون.

ويضم معبدها قبر احد اكثر الرجال قدسية بالنسبة لهم، وهو قبر الشيخ عدي، ويتطلب من كل ازيدي زيارة هذا المقام مرة واحدة على الاقل في حياته.

وبينما يتجولون في المعبد، عمر واصدقائه الثلاثة يحرص الثلاثة على عدم المشي على الحجر الذي تتجزء دوائره المظلمة.

ويميلون باتجاها احداها، من اجل تقبيل القماش الاسود الذي يغطي معبد الشيخ بدر وهو رجل دين ازيدي مقدس اخر.

وبعد ذلك، ينزلون من درج وهو ممنوع لغير الايزيدين، حيث يشربون المياه من النبع المقدس.

وفي قاعة المعبد الرئيسية تصلي امرأة وهي ترتدي حجاب ابيض فضفاض بيأس من اجل العودة الى منزلها.

وتقول في تلاوة دعائها، "يا شيخ عدي، ارجوك حررنا ، حرر الناس في سنجار".

وقد اعطى هذا المقام ملاذا امنا لكلا الرجال والنساء (خدام الايمان) من الذين فروا من الهجوم الدموي الذي شنه عناصر الدولة الاسلامية على سنجار، التي تضم معبدا مقدسا هناك.

وقال فاضل خلف وهو يمسك مسبحته ويقول بعصبية "انشاء الله سوف سنعود الى ديارنا يوما ما، ونعود الى معبدنا هناك".

واضاف "الجهاديون طردونا من سنجار، لكنهم اذا جاؤوا الى هناك، فانا افضل الموت من اجل الدفاع عن هذا المعبد على مغادرة العراق".

بدوها، تردد سينار فارس (20 عاما) وهي خادمة في المعبد، كلمات خلف بكل ثقة.

وقالت "سنعود يوما ما الى ديارنا بكل تاكيد". واضافت ان "نساء مثلها تطوعن من اجل العمل في المعبد، موع مواصلة حياتهم الطبيعية".

واضافت "نحن نتزوج ونذهب الى المدرسة".

وعلى مسافة قريبة من المعبد تقع بلدة شيخان حيث يسكن مؤسس المركز الثقافي الايزيدي عيدو بابا شيخ وهو يقول ان معتقدنا اسيء فهمه بشكل واسع.

واوضح ان الايزيدية هي ديانة توحيدية، ويكنون الاحترام بشكل كبير للملائكة.

والشيطان باعتقادهم هو في اعلى رتبة الملائكة لكنهم يرون ان ذكر اسمه يعد تجديفا.

واضاف متحدثا لفرانس برس "نحن نعتقد ان كل الاشياء، جيدة كانت ام سيئة تاتي من الله، لذلك نحن لا نعتقد بان زعيم الملائكة يمكن ان يكون سيئا".

ويبلغ هذا الرجل الذي يرتدي بدلة غربية 57 عاما وهو الاخ الاصغر لثاني اكبر زعيم للطائفة بابا شيخ، والذي ياتي بعد امير الطائفة تحسين سعيد بيك الذي يعيش في المانيا.

وفي جواب له حول جذور الديانة الايزيدية يقول عيدو ان "هناك حسابين رئيسين، الاول اسطوري، والثاني، تاريخي".

واوضح "الاول ان الايزيدية كانت موجودة منذ بداية الزمن، والثاني، هو انها تعود الى الاف السنين قبل عصر الاسلام".

وقال عيدو ان "شيخ عدي الذي عاش في القرن الثاني عشر، احيا العقيدة الايزيدية وطقوسها".

واضاف انه "ليس من المعروف من اي بلد هو، لكن البعض يقول انه من قرية قرب بعلبك في شرق لبنان".

ويتلى قداس الايزيدية باللغة الكردية، لكن ليس لديهم كتاب مقدس.

ويعمل مجموعة من الاكاديميين في جامعة دهوك في شمال العراق على تسجيل تقاليدهم التي نقلت شفاهية جيلا بعد جيل.

ورد عيدو على سؤال حول شعوره، ازاء النزوح الجماعي الذي تعرضوا له في سنجار "لقد عانينا كثيرا من مثل هذه الهجمات على مر القرون".

واضاف "نحن نحمل الايمان في قلوبنا، اينما كنا، حتى لو دفعنا ذلك لمغادرة العراق، سنبقى على ايماننا".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإيزيديون العراقيون يصلون من أجل فرصة العودة إلى ديارهم الإيزيديون العراقيون يصلون من أجل فرصة العودة إلى ديارهم



GMT 13:01 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مجلس الأمن يدين الهجمات ضد قوات "يونيفيل" في لبنان

GMT 02:36 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الإمارات تدين تصريحات سموتريتش بشأن التوسع في الضفة الغربية

GMT 09:51 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تؤكد مقتل قيادي بارز من «حزب الله» في غارة على لبنان

GMT 09:44 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن إطلاق رشقة صاروخية كبيرة على شمال إسرائيل

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab