الإيزيديون العراقيون يصلون من أجل فرصة العودة إلى ديارهم
آخر تحديث GMT08:39:11
 العرب اليوم -

الإيزيديون العراقيون يصلون من أجل فرصة العودة إلى ديارهم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الإيزيديون العراقيون يصلون من أجل فرصة العودة إلى ديارهم

الإيزيديون العراقيون
لاليش - أ.ف.ب

يغمض الفتى ازدان عمر عينيه ويتمنى امنية ثم يقوم بقذف قطعة قماش على مذبح الحجر في داخل مزار لاليش احد اكثر المعابد قدسية لدى الطائفة الايزيدية في شمال العراق.

ويعود هذا التقليد، الى قرون بعيدة، ففي الاوقات السعيدة يتمنى زوار هذه المكان المقدس امنيات لجلب الحظ في الزواج او في موسم الحصاد، لكن هذا الشاب البالغ من العمر 14 عاما يصلي حتى تتمكن اسرته من العودة الى ديارها.

واسرته واحدة من عشرات الاسر الايزيدية الذين فروا من سنجار في شمال غرب العراق اثر هجوم تنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف على المنطقة.

وقال هذا المراهق لفرانس برس "جئت الى هنا حتى اؤدي الصلاة من اجل ان ينتهي هذا الظلم، وحتى يتمكن الايزيديون العودة الى ديارهم في سنجار".

ويحتاج عمر الى قطعة قماش يضعها على صخرة المذبح المرتفعة، حتى يضمن ان تحقق امنياته، وعليه ان يرميها بدقة حتى تصيب هدفه لتستقر على اعلى المذبح".

ويقع لاليش في منطقة جبلية على بعد 60 لكم شمال شرق مدينة الموصل التي استولى عليها المسلحون فيما لاتزال البلدات والقرى الايزيدية بعيدة عن انتباه هؤلاء الجهاديون.

ويضم معبدها قبر احد اكثر الرجال قدسية بالنسبة لهم، وهو قبر الشيخ عدي، ويتطلب من كل ازيدي زيارة هذا المقام مرة واحدة على الاقل في حياته.

وبينما يتجولون في المعبد، عمر واصدقائه الثلاثة يحرص الثلاثة على عدم المشي على الحجر الذي تتجزء دوائره المظلمة.

ويميلون باتجاها احداها، من اجل تقبيل القماش الاسود الذي يغطي معبد الشيخ بدر وهو رجل دين ازيدي مقدس اخر.

وبعد ذلك، ينزلون من درج وهو ممنوع لغير الايزيدين، حيث يشربون المياه من النبع المقدس.

وفي قاعة المعبد الرئيسية تصلي امرأة وهي ترتدي حجاب ابيض فضفاض بيأس من اجل العودة الى منزلها.

وتقول في تلاوة دعائها، "يا شيخ عدي، ارجوك حررنا ، حرر الناس في سنجار".

وقد اعطى هذا المقام ملاذا امنا لكلا الرجال والنساء (خدام الايمان) من الذين فروا من الهجوم الدموي الذي شنه عناصر الدولة الاسلامية على سنجار، التي تضم معبدا مقدسا هناك.

وقال فاضل خلف وهو يمسك مسبحته ويقول بعصبية "انشاء الله سوف سنعود الى ديارنا يوما ما، ونعود الى معبدنا هناك".

واضاف "الجهاديون طردونا من سنجار، لكنهم اذا جاؤوا الى هناك، فانا افضل الموت من اجل الدفاع عن هذا المعبد على مغادرة العراق".

بدوها، تردد سينار فارس (20 عاما) وهي خادمة في المعبد، كلمات خلف بكل ثقة.

وقالت "سنعود يوما ما الى ديارنا بكل تاكيد". واضافت ان "نساء مثلها تطوعن من اجل العمل في المعبد، موع مواصلة حياتهم الطبيعية".

واضافت "نحن نتزوج ونذهب الى المدرسة".

وعلى مسافة قريبة من المعبد تقع بلدة شيخان حيث يسكن مؤسس المركز الثقافي الايزيدي عيدو بابا شيخ وهو يقول ان معتقدنا اسيء فهمه بشكل واسع.

واوضح ان الايزيدية هي ديانة توحيدية، ويكنون الاحترام بشكل كبير للملائكة.

والشيطان باعتقادهم هو في اعلى رتبة الملائكة لكنهم يرون ان ذكر اسمه يعد تجديفا.

واضاف متحدثا لفرانس برس "نحن نعتقد ان كل الاشياء، جيدة كانت ام سيئة تاتي من الله، لذلك نحن لا نعتقد بان زعيم الملائكة يمكن ان يكون سيئا".

ويبلغ هذا الرجل الذي يرتدي بدلة غربية 57 عاما وهو الاخ الاصغر لثاني اكبر زعيم للطائفة بابا شيخ، والذي ياتي بعد امير الطائفة تحسين سعيد بيك الذي يعيش في المانيا.

وفي جواب له حول جذور الديانة الايزيدية يقول عيدو ان "هناك حسابين رئيسين، الاول اسطوري، والثاني، تاريخي".

واوضح "الاول ان الايزيدية كانت موجودة منذ بداية الزمن، والثاني، هو انها تعود الى الاف السنين قبل عصر الاسلام".

وقال عيدو ان "شيخ عدي الذي عاش في القرن الثاني عشر، احيا العقيدة الايزيدية وطقوسها".

واضاف انه "ليس من المعروف من اي بلد هو، لكن البعض يقول انه من قرية قرب بعلبك في شرق لبنان".

ويتلى قداس الايزيدية باللغة الكردية، لكن ليس لديهم كتاب مقدس.

ويعمل مجموعة من الاكاديميين في جامعة دهوك في شمال العراق على تسجيل تقاليدهم التي نقلت شفاهية جيلا بعد جيل.

ورد عيدو على سؤال حول شعوره، ازاء النزوح الجماعي الذي تعرضوا له في سنجار "لقد عانينا كثيرا من مثل هذه الهجمات على مر القرون".

واضاف "نحن نحمل الايمان في قلوبنا، اينما كنا، حتى لو دفعنا ذلك لمغادرة العراق، سنبقى على ايماننا".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإيزيديون العراقيون يصلون من أجل فرصة العودة إلى ديارهم الإيزيديون العراقيون يصلون من أجل فرصة العودة إلى ديارهم



آمال ماهر تتألق في فستان ملكي باللون الأخضر

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:24 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

موضة مجوهرات الخريف لإضفاء لمسة ساحرة على إطلالتك
 العرب اليوم - موضة مجوهرات الخريف لإضفاء لمسة ساحرة على إطلالتك

GMT 11:07 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

GMT 06:36 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

مفكرة القرية: تلة متحركة

GMT 10:13 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

30 قتيلا في انفجار منجم للفحم بإيران
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab