أكد مرصد الإسلاموفوبيا التابع لمنظمة التعاون الإسلامي،أن هناك تطورات إيجابية رغم تصاعد موجة العداء للاسلام بعد أحداث صحيفة شارلى إيبدو الفرنسية.
وقال فى تقرير نشر اليوم إن من بين التطورات الإيجابية التحقيق في الولايات المتحدة في التهديدات التي تعرض لها مسجد بريجفيو. كما وضعت السويد خطة وطنية لمكافحة الإسلاموفوبيا بعد التهديدات التي تعرضت لها بعض المساجد، ونظمت مسيرات بالآلاف في مدن سويدية للمطالبة بوضع حد للهجمات التي تتعرض لها مساجد في البلاد.
كما التقى أئمة مسلمون فرنسيون في الفاتيكان بالبابا فرانسيس، حيث أصدروا بيانا مشتركا انتقد الهجمات في فرنسا. وفي ألمانيا، أعرب زعماء سياسيون عن وقوفهم ضد حركة بيجيدا المعادية للمسلمين.
وأوضح التقرير أنه بعد أحداث مجلة شارلي إيبدو، دعا الرئيس فرانسوا هولاند الفرنسيين إلى عدم الانسياق أمام دعايات الإرعاب والتخويف، كما عمل رئيس وزرائه مانويل فالس بشكل مكثف على تهدئة المخاوف.
في حين أعقب حادثة إطلاق النار وقوع سلسلة هجمات استهدفت مسلمين وممتلكاتهم في مختلف مناطق البلاد. وكان تصاعد التأييد للجبهة الوطنية بزعامة مارين لوبان العلامة الأبرز على تصاعد موجة الإسلاموفوبيا التي تفاقمت حدتها في أوروبا.
وأضاف أن هذا الوضع جعل الرئيس الفرنسي يشدد على سياسة بلاده المتسقة في مكافحة كل من الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية. وعلى نحو خاص، كان تأكيد هولاند أن المسلمين الذين يعيشون في فرنسا لهم الحقوق والواجبات نفسها كباقي المواطنين الفرنسيين أمرا في غاية الأهمية، وذلك في ضوء إصرار عدد من الأحزاب اليمينية على اعتبار المسلمين الأوروبيين غرباء في أوطانهم. ومن خلال إشارة الرئيس هولاند إلى "أن فرنسا تشكل من حركة السكان وتدفق الهجرة"، قدم الرئيس الفرنسي صورة بلاده كبلد متنوع وغير منغلق على عرق أو ثقافة بعينها. لكن يبقى من المهم الإشارة إلى أن ذلك يأتي في ظل مناخ صعب شهدت خلاله دول الاتحاد الأوروبي جميعها صعود قوة سياسية يمينية أصبحت بحسب نتائج الانتخابات السابقة ممثلة في البرلمان الأوروبي بما يناهز نسبة 20 بالمائة.
وتابع أنه مع هيمنة الكاثوليك ديموجرافيا في فرنسا، لاحظ مرصد الإسلاموفوبيا الدور المهم الذي تضطلع به الفاتيكان في تخفيف حدة التوتر في هذا البلد. وكان للبابا فرانسيس وبعض رجال الكنيسة نشاط في سبيل سلوك منهج أكثر سلمية في استخدام حرية التعبير، بما في ذلك نشر الرسوم الكاريكاتورية التي تسخر من النبي محمد عليه الصلاة والسلام. وعلى سبيل المثال، نقلت بعض الصحف عن البابا قوله: "لا يحق للمرء أن يستفز، ولا أن يسخر من دين آخر".
وذكر التقرير أن شهر يناير 2015 اتسم بتصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا وارتفاع حدة الاحتجاجات المعادية للإسلام في الولايات المتحدة، وذلك بعد فترة من الهدوء طبعت شهر ديسمبر السابق. وفي هذا الصدد، تعرضت عدة مساجد للتهديد، ولقيت سياسات المراقبة المثيرة للجدل والمتبعة بحق المسلمين والمطبقة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر مبررات جديدة.
وأشار التقرير إلى أنه كان لوسائل الإعلام الأمريكية دورها في هذه الحملات، وذلك باستضافتها عددا من دعاة الكراهية للإسلام، من أمثال بيل ماهر وسلمان رشدي. كما لاحظ التقرير تغير نظرة الأمريكيين للإسلام على نحو سلبي كما تبين من خلال استطلاع للرأي أُجري بعد وقت قصير من وقوع أحداث مجلة شارلي إيبدو. وأظهر الاستطلاع أيضا أن أغلب الأمريكيين تابعوا الرسوم المسيئة، وذلك في سلوك مخالف لموقفهم إزاءها في عام 2006.
وفي أوروبا، احتدم النقاش حول حرية التعبير، حيث طغت على الرأي العام فكرة أن حرية التعبير قيمة ثابتة بالنسبة للمجتمعات الأوروبية، ويجب ألا تكون هناك أي مساحة للتفاوض مع "الأيديولوجيات" الأخرى بشأنها، بما فيها الإسلام.
وفي بعض البلدان، اعتبر البرقع والنقاب والحجاب كطراز مميز للباس النساء المسلمات مصدرا للتهديد في عدد من البلدان وانتهاكا لقوانينها الوطنية كما في فرنسا وألمانيا، حيث أصبح ارتداء البرقع اتهاماً خطيراً.
وفي سويسرا وإيطاليا وإسبانيا وروسيا مثلاً، يُحظر رسمياً ارتداء البرقع في المواقع العامة. كما حظرت الصين ارتداء النقاب مؤخرا في مقاطعة شينجيانغ. وانتهجت أستراليا ونيوزيلندا سياسة مماثلة.
أ.ِش.أ
أرسل تعليقك