طرابلس - العرب اليوم
دعا رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري إلى إيجاد أرضية أمنية عربية مشتركة تساهم فيها دول المنطقة للقضاء على كافة أشكال التطرف والإرهاب، مشيرا في هذا الصدد إلى نجاح العراق في مكافحة الإرهاب حيث أصبح لديه تجربة في هذا المجال.
وقال الجبوري في تصريحات للصحفيين اليوم الأربعاء على هامش مشاركته في المؤتمر الأول لرؤساء المجالس والبرلمانات العربية بمقر الجامعة العربية، إن المنطقة تشهد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى التطرف ولابد من وجود تعاون عربي مشترك لمعالجتها ومنها إيجاد عدالة اجتماعية والقضاء على الفقر والجوع، ولهذا ندعو للتضامن العربي في هذا الإطار للقضاء على مسببات التطرف".
وأضاف أن مواجهة العراق في الوقت الراهن لتنظيم داعش الإرهابي ليس فقط دفاعا عن العراق والمنطقة بل عن الإنسانية .
وأكد "الجبوري" حرص العراق على تحقيق التوافق العربي والإقليمي ونزع فتيل الأزمات لحلحلة كافة المشاكل والخلافات التي تشهدها المنطقة "لأننا ندرك أن تأجيج الصراعات الطائفية سينعكس بشكل أو بآخر على الواقع الموجود، وستكون له آثار سلبية".
وأشار إلى أنه تم تحرير الرمادي عسكريا، والتي كانت تمثل قاعدة لتنظيم "داعش" الإرهابي ونحن حاليا مقبلون على تحرير الأنبار برمتها والأيام القادمة ستشهد مرحلة جديدة للانطلاق لتحرير نينوى والتي استكملت كل التجهيزات لمواجهة الإرهاب فيها وهي القلعة الأخيرة لداعش "وبعدها سنصل لمرحلة خلو العراق من هذا التنظيم الإرهابي".
وأكد أن العراق لايسعى فقط لطرد "داعش" من المدن العراقية بل القضاء عليها تماما للبدء في إنشاء بيئة جديدة أخرى لاينمو فيها التطرف سواء في المنطقة أو العالم .
وشدد على أهمية إشراك العشائر العراقية في المناطق التي تواجه بها الحكومة "داعش" وعدم تجاهلهم وتمكينهم وتوفير كافة المستلزمات لهم للقتال لأنهم الأقدر على فهم الطريقة التي يتعاملون بها لطرد الإرهابيين ، مؤكدا حرص الحكومة العراقية على إعادة النازحين وتأهيلهم وتمكينهم من العودة لديارهم التي تركوها بسبب الإرهاب.
وردا على سؤوال حول دور التحالف الدولي في العراق في مواجهة داعش في ظل الاتهامات له بعدم الجدية ، قال الجبوري" إن هناك إسنادا واضح في الفترة الأخيرة من التحالف الدولي للقوات العراقية من خلال الغطاء الجوي وهذا أمر مهم "، مؤكدا أنه لا يمكن الاستغناء عن دور التحالف في مساندة العراق وكذلك أي مساندة من أي دولة أخرى شريطة أن تحترم السيادة العراقية وأن تتم تلك المساعدة بالتنسيق مع الحكومة العراقية.
وردا على سؤوال حول إمكانية أن يقوم البرلمان العربي بدور لتقليل التوتر بين عدد من الدول العربية وإيران ، قال الجبوري " نحن ندرك أن أي مشكلة يمكن أن تنشأ في إطار المنطقة ستنعكس سلبا على الواقع العراقي بحكم تنوع مكونات شعبه ولابد أن نكون واقعيين في هذا الإطار، ولكن نحن حريصون على إزالة كل عناصر التوتر وأحداث حالة من التفاهم "، مشيرا إلى أن وزارة الخارجية والبرلمان العراقي قدما مبادرات في هذا الإطار حيث استضافت خلال الفترة الماضية مؤتمر اتحاد البرلمانات الإسلامية بحضور رؤساء برلمانات دول متناقضة في بعض القضايا ولكن هذا المؤتمر احتضنته بغداد.
وأضاف "إننا انطلقنا في هذا الإطار من ضرورة الاتفاق على مكافحة الإرهاب وهي قضية لاخلاف عليها، ونحن حريصون على إزالة أسباب المشكلات التي تواجه المنطقة خشية استغلالها من قبل الإرهاب ".
وأعلن "الجبوري" أن استراتيجية العراق فيما بعد القضاء على "داعش" ترتكز بالأساس على ضرورة تحقيق الانسجام والتعايش المجتمعي القائم على مبدأي نزع السلاح خارج إطار الدولة وإمساك الأرض من قبل السكان المحليين لتحقيق السلام والأمن الأهلي في العراق.
أرسل تعليقك