أعاد الجيش السوري اليوم (الخميس) تجميع وتموضع قواته في "نقاط عسكرية جديدة" تشرف على معبر نصيب الحدودي مع الأردن بعد إغلاقه من قبل المملكة إثر إعلان المعارضة المسلحة في سوريا السيطرة عليه الأربعاء، حسب مصادر رسمية وعسكرية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله "إن القوات العاملة في معبر نصيب الحدودي نفذت إعادة تجميع وتموضع ناجحة في نقاط عسكرية جديدة ضمن قطاع المسؤولية، وفقاً للخطة المقررة بعد إغلاق الجانب الأردني للمعبر ونشر قوات عسكرية فيه".
ولم تذكر الوكالة المزيد من التفاصيل.
وقال مصدر عسكري سوري لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق "إن الجيش السوري قام اليوم بإعادة تجميع وتموضع ناجحة في نقاط جديدة تشرف على معبر نصيب، دون وقوع أي ضحايا من الجانب السوري".
واتهم المصدر الأردن بالرضوخ لأوامر خارجية، قائلا إن هذا الإجراء المتمثل في قيام الأردن بإغلاق معبر نصيب يعود "لأوامر خارجية".
بدورها، نددت الحكومة السورية اليوم بـ"الإجراءات الأحادية" للأردن في معبر نصيب جنوب البلاد، معلنة إغلاقه اعتبارا من صباح اليوم، معتبرة أن أي مرور خلاله يعد "عبورا غير شرعي".
ونقلت الوكالة الرسمية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية قوله "إن الحكومة السورية قررت إغلاق معبر نصيب الحدودي اعتبارا من صباح اليوم وحتى إشعار آخر ردا على الإجراءات الأحادية التي اتخذها النظام الأردني بالأمس".
وأضاف المصدر "أن معبر نصيب هو مغلق إغلاقا تاما وأي عبور من خلاله يعتبر عبورا غير شرعي".
وحملت الخارجية السورية أمس الأربعاء السلطات الأردنية مسؤولية إغلاق معبر نصيب الحدودي وتداعياته الاقتصادية والاجتماعية.
ويسمى المعبر الحدودي بين البلدين في سوريا "نصيب" وفي الأردن "جابر".
وقرر الأردن الأربعاء في بيان إغلاق معبر جابر أمام حركة المسافرين ونقل البضائع مؤقتا، وذلك "كإجراء احترازي للحفاظ على أرواح وسلامة المسافرين، نظرا لأحداث العنف" في الجانب السوري.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، على موقعه على الإنترنت "سيطرة ألوية مقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) على المعبر الحدودي الواصل بين الأراضي السورية والأردنية، لتخسر قوات النظام آخر تواجد له في معبر رسمي مع الأردن".
وبحسب المرصد، لم يعد لقوات النظام السوري تواجد في المثلث الواصل بين معبر نصيب الحدودي وصولا للحدود مع الجولان السوري المحتل والحدود الأردنية.
لكن قوات النظام مازالت تتواجد في أربع مراكز عسكرية شرق معبر نصيب وصولا إلى الحدود الإدارية مع محافظة السويداء، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأكدت مواقع تابعة للمعارضة المسلحة في سوريا أن قوات من المعارضة سيطرت الأربعاء على معبر نصيب بعد معركة مع قوات النظام السوري.
وبحسب هذه المواقع، جاءت السيطرة على المعبر بعد ساعات من عملية أطلقتها الجبهة الجنوبية تحت مسمى "يا لثارات المعتقلين"، لافتة إلى تواصل الاشتباكات حول المعبر بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام التي تحاول الانسحاب باتجاه محافظة السويداء المجاورة.
ويأتي تقدم المعارضة السورية بعد أن تمكنت الأسبوع الماضي من السيطرة على مدينة بصرى الشام الأثرية شرق درعا، ما ضيق الخناق على معبر نصيب.
ويُعد معبر نصيب، المعبر الرسمي الوحيد الذي يربط سوريا مع الأردن، بعد سيطرة "جبهة النصرة" على معبر الجمرك القديم في أكتوبر عام 2013، وتمر عبره الشاحنات التجارية.
شينخوا
أرسل تعليقك