تونس ـ قنا
قال الرئيس التونسي المؤقت، محمد المنصف المرزوقي، أن واجب الأخوة والجيرة يفرض على الجميع التكاتف من أجل مساندة الليبيين لتحقيق التوافق فيما بينهم دون أي مس لسيادة الدولة الليبية أو الظهور بمظهر من يريد فرض توجهات ما، مؤكدا حرص دول الجوار على وضع كل إمكانياتها تحت تصرف الحكومة الشرعية لمساعدتها على مواجهة التحديات الكبرى لفرض الامن خاصة في المناطق الحدودية المشتركة.
واضاف المرزوقي في كلمة له خلال افتتاح الاجتماع الثالث لوزراء خارجية دول الجوار الليبي، الذي بدأ اعماله الليلة الماضية في مدينة /الحمامات/ التونسية ان هذا اللقاء يأتي لبحث التطورات في ليبيا وللنظر في سبل دعم الاستقرار في هذا البلد وبناء دولة قوية توفر الأمن لمواطنيها، لافتا الى أن حالة عدم الاستقرار الأمني الناتج عن انتشار السلاح موازاة مع الخطر الإرهابي ببروز جماعات متطرفة تسعى لفرض فكرها بالعنف والترهيب، هو تحد محوري في مسيرة الانتقال الديمقراطي في ليبيا ،كما يمثل مصدرا للتهديد لكل دول الجوار.
ورأى أن مواجهة هذا التحدي لا يمكن أن يتأتى إلا عبر المؤسسات السيادية والشرعية للدولة، ، منبها الى أن كل المحاولات لمحاربة المجموعات المتطرفة خارج مؤسسات الدولة لن تزيد إلا في تعقيد الامور بخلق مزيد من الاحتقان والانفلات الامني.
كما أشار الى الحرص على وضع كل القدرات لتسهيل الحوار بين مختلف القوى السياسية والمجتمعية وإيجاد التوافقات الضرورية لبناء دولة الجميع، ، مضيفا ، في هذا الصدد” “لا يمكن أن نقدم وصفات جاهزة لحل الازمة الليبية لكن يجب أن نعمل جميعا بجد مع الفاعلين السياسيين والمدنيين في ليبيا وبالتنسيق مع الامم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الافريقي لتجاوز الازمة وإرساء لبنات عملية سياسية سليمة وفق ما يتم التوافق عليه”.
ومن جهته دعا منجي الحامدي وزير الخارجية، التونسي إلى ضرورة اعتماد استراتيجية موحدة لمراقبة الحدود بين دول الجوار الليبي من خلال إحداث غرفة عمليات مشتركة بين هذه الدول للتنسيق الامني وتبادل المعلومات.
ونبه في هذا السياق، الى أن خطورة الاوضاع الامنية في المنطقة والتحركات الاخيرة للتنظيمات الارهابية في منطقة شمال افريقيا والساحل والصحراء تستوجب مضاعفة اليقظة وإحكام التنسيق الامني بين الدوائر المختصة لرصد انشطة هذه التنظيمات وإحباط مخططاتها الاجرامية.
وشدد، الحامدي من جهة أخرى، على أن الحل في ليبيا لا يمكن أن يكون إلا سياسيا، وأن الحوار هو السبيل الوحيد لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء، ، مشيرا إلى أن تونس دعت منذ بداية الازمة الليبية إلى ضرورة إطلاق حوار وطني شامل ليبي- ليبي في ليبيا، وأعلنت دعمها لكافة الجهود الإقليمية والدولية الهادفة إلى توفير افضل الظروف لعقد هذا الحوار.
وشارك في الاجتماع وزراء خارجية كل من تونس والجزائر وتشاد والنيجر والسودان وممثل عن وزارة الخارجية المصرية،كما حضره مبعوث الامين العام لجامعة الدول العربية الى ليبيا ناصر القدوة، وممثل عن الاتحاد الافريقي.
يذكر أنه تعذر على وزير الخارجية والتعاون الدولي في ليبيا محمد عبد العزيز، الوصول إلى تونس جوا، كما كان مقررا، قصد المشاركة في هذا الاجتماع بسبب غلق المجال الجوي من طرف السلطات الليبية لاسباب امنية وقد شارك عنه في الاجتماع السفير الليبي لدي تونس .
ويناقش المشاركون في الاجتماع الذي يستمر لمدة يومين ، التطورات الراهنة بليبيا وكذلك تبادل وجهات النظر حول سبل وأوجه الدعم التي يمكن ان تقدمها دول الجوار للجهود والمبادرات الليبية والمساعدة على ارساء حوار وطني ليبي واستكمال تحقيق العدالة الانتقالية وتعزيز مؤسسات الدولة ومسار الانتقال الديمقراطي في ليبيا .
أرسل تعليقك