الراعي ينتقد دعم الغرب للأصوليات
آخر تحديث GMT06:27:27
 العرب اليوم -

الراعي ينتقد دعم الغرب للأصوليات

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الراعي ينتقد دعم الغرب للأصوليات

بيروت ـ جورج شاهين

استهل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي لقاءاته، الاثنين, في المقر الصيفي للبطريركية في الديمان، باستقباله وفداً من أفراد الجالية اللبنانية في نيجيريا وأبوجا والبني ولاغوس ورومانيا, وجرى بينه وبينهم حوار في حضور راعي أبرشية جبيل المطران ميشال عون. وقال البطريرك الراعي: "نرحب بكم بيننا وفرحنا كثيراً بهذا اللقاء, وأشكر كل من تكلم باسمكم, ونحن بحاجة إلى توطيد العلاقة بين لبنان المقيم ولبنان المغترب, من هنا ضرورة التكامل وطنياً وكنسياً بيننا, ونشكر دعم المغتربين للمقيمين الذين لولاهم لكان كثيرون ماتوا جوعاً, لأن الوضع في لبنان مخيف جداً والأزمة الاقتصادية والمعيشية مرتبطة بالأزمة السياسية". وأضاف: "أن مصير المنطقة مرتبط بمصير المسيحيين والمسلمين أيضاً, ونحن في حاجة إلى الاستقرار لأن التوتر والحروب يدفع ثمنها المسلمون والمسيحيون, إننا قادرون على الانطلاق مجددً, وبناء أنفسنا عند عودة الاستقرار, والمشكلة في الشرق الأوسط اليوم أنهم تمكنوا، وتعرفون من هم، من إثارة صراع كبير بين المسلمين وفق مشروع أوجدوه, وهذا الصراع هو الصراع بين السني والشيعي وكل الأحداث ما عدا في مصر, حيث الأحداث بين المعتدلين والإخوان المسلمين، كل التعصب هناك على خلاف مع الاعتدال والمقصود إبقاء التوتر، في العراق حرب سنية - شيعية، في سورية أيضاً حرب سنية - شيعية وليس السوريون الذي يخوضونها وحدهم، لذا فهي حرب الدول السنية مع الدول الشيعية على أرض سورية، الدول السنية ضد النظام مع المعارضة والدول الشيعية مع النظام ضد المعارضة، ونحن في لبنان نحصد مع الأسف النتائج السلبية, ولهذا أصبح عندنا النزاع كبيراً بين السنة والشيعة, وكل أزمتنا حالياً في لبنان سببها هذا الخلاف وما يعرف بـ 14 و8 أذار وهو يعطل كل شيء ومرتبط بأحداث سورية وننتظر ماذا تقول السعودية للسنة وإيران للشيعة". وتابع: "نقول كمسيحيين عموماً وموارنة خصوصاً علينا أداء دور الحل والبلد دخل في التناقض الكامل السني - الشيعي فلا حكومة بسبب المواقف وكل شيء معطل وعلى المسيحيين أداء دور آخر عوض أن يكون فريق منهم مع 14 آذار والسنة وفريق آخر مع 8 آذار والشيعة، ونحن مع العلاقات الجيدة معهم كلهم مع الصداقة معهم جميعاً, ولكن ليس مع التبعية لهم. ولهذا علينا دور آخر وقلت ذلك للقادة الموارنة أن المسلمين ينظرون إلينا لأداء دور يوصلهم إلى إيجاد حل ونحن نعمل على هذه المسألة حالياً مع القادة المسيحيين, والموارنة للوصول إلى وثيقة حل. فبدل التخوين والأحكام المسبقة نحن في حاجة إلى مشروع للحل، وهذا مكلف لأن ارتباطاتهم لا تعطيهم الشجاعة لاتخاذ مثل هذا القرار، ولكننا مستمرون في السعي والعمل للحفاظ على وجودنا مهما كلف الأمر, لأن المسيحيين موجودون في الشرق وعمرنا 2000 عام في هذه المنطقة, ونحن نعيش مع المسلمين في هذه المنطقة وقد تبادلنا القيم والحضارة الروحية والأخلاقية, والذي يحصل اليوم كأنه يحاول أن يهدم هذه الـ1400 عام, وأن السياسات الغربية تدعم الأصوليات بالمال والسلاح والسياسة, للوصول إلى الحكم وكأن هذه السياسات تحاول تخريب كل الاعتدال الذي بنيناه مسلمين ومسيحيين في الشرق الأوسط، فإذا تابعت الدول الغربية دعمها للأصوليات فإنها تجبر المسلمين على الانتقال إلى الأصولية وهذا شيء مخيف نقوله أمام السفراء الأجانب والمسؤولين الذين نلتقيهم، ولهذا فإن المسيحيين في حاجة إلى إنجيل السلام, ليحافظوا على الرسالة في لبنان والشرق الأوسط والرب يقول لنا: "لا تخافوا أنا معكم". وعن مدى تجاوب القادة المسيحيين والموارنة مع دعوته، قال: "علينا أن نكون واقعيين، السياسيون يفتشون عن مصلحتهم أولاً مع الأسف, ويجب ألا ننسى الأموال الكثيرة التي تدفع والمغريات والوعود، وهذا أمر طبيعي, وعندما نجتمع إليهم نجد أن عندهم رغبة في التعاون والوحدة والعمل بمحبة، هم لا يرفضون ما طلبناه منهم, لكن هناك مصالحهم ونعمل معهم بحكمة وروية لبلوغ نوع جديد من التفكير, وكلهم عندهم هذه الرغبة ونحن ككنيسة نهتم بحماية الثوابت والمبادئ الدستورية والوطنية ونقول لهم, أن العمل السياسي هو تطبيق المبادئ الدستورية والثوابت الوطنية وعلينا خدمة الخير العام وعمل السياسيين هو اتخاذ الخيارات من أجل خير المجتمع ونحن ندعم ذلك ونقول لهم ليس هناك تضارب صلاحيات بين الكنيسة والسياسيين. واختتم بالقول:الكنيسة لا تتدخل في الخيارات السياسية بل تتدخل للحفاظ على الثوابت والمبادئ والخير العام، ونحاسب السياسيين ليس على خياراتهم بل إذا كانوا أمناء للثوابت والمبادئ. وإذا كان العمل السياسي يخدم الخير العام فعلى المواطنين تقويم نتيجة هذا العمل. والخلاف اليوم على الثوابت والمبادئ فكيف يمددون لأنفسهم وكيف يقبل القادة المسيحيون بتعطيل عمل المجلس الدستوري؟ عليكم قول لا عند التعرض للثوابت والمبادئ وإلا فما هي الفائدة من وجودكم؟ وعلى المواطن أن يعرف السياسي كيف يخدمه، لقد جوعت السياسة الناس والمؤسسات وغير موجودة وكذلك الأمن والهدر قائم، فماذا يعمل السياسي؟ ليسأل المواطنون هذا السؤال: إلى أين أوصلنا السياسيون.؟ ليأخذ كل واحد الخيار الذي يريد ولكن عليه الحفاظ على الكيان والمجتمع وهذا ما مختلف عليه معهم كيف تخالفون الثوابت وكيف تسكتون؟ إنها المصالح الشخصية والفئوية التي هي عندهم أهم من الشأن العام، وعلى الشعب أن يحاسب". 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الراعي ينتقد دعم الغرب للأصوليات الراعي ينتقد دعم الغرب للأصوليات



GMT 15:22 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

"تصاعد هجمات داعش في ريف الحسكة بهجومين جديدين"

GMT 12:02 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

رغم تدفق المساعدات الإنسانية مستقبل أطفال غزة مهدد

GMT 07:44 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

الجزائر ترفع وتيرة ضغطها على فرنسا في «ملف التجارب النووية»

دينا الشربيني بإطلالات متفردة ولمسات جريئة غير تقليدية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ما المطلوب من القمة الاستثنائية العربية؟

GMT 06:58 2025 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

أقوال «حماس»... وإصرار ترمب

GMT 17:11 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

مانشستر يونايتد يستهدف التعاقد مع نجم برشلونة

GMT 03:37 2025 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

منع صحفي من دخول البيت الأبيض بسبب خليج المكيسك

GMT 06:44 2025 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

تهدئة غزة في مهب الريح
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab