الراعي يُقدم استقالة البابا نموذجًا للمسؤولين في لبنان
آخر تحديث GMT09:40:38
 العرب اليوم -

الراعي يُقدم استقالة البابا نموذجًا للمسؤولين في لبنان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الراعي يُقدم استقالة البابا نموذجًا للمسؤولين في لبنان

بيروت ـ جورج شاهين

قدم البطريرك الماروني اللبناني مار بشارة بطرس الراعي، في عظة الأحد، استقالة البابا بندكتوس السادس عشر، التي ستدخل حيز التنفيذ في الساعة التاسعة مساءً بتوقيت بيروت في 28 شباط/فبراير الجاري، كنموذج يمكن أن يُقتدى به. فوجه الراعي سلسلة أسئلة إلى المسؤولين اللبنانيين أبرزها: هل أنتم حقًّا قادرون على ممارسة مسؤولياتكم الجسيمة؟ وهل ضميركم المهني مرتاح، حين تشلّ الأزمة السياسية البلاد وتهدّد كيان الوطن وتضع مصير شعب بكامله على المحك؟ وحين تعجزون عن وضع قانون للانتخابات، بعد سنوات من درس لجان وطرح مشاريع، يكون على قياس مكوّنات الوطن، لا على قياس أشخاص نافذين؟ وحين تتعطّل الانتخابات في موعدها، لا سمح الله، وبذلك تنهون آخر مظاهر الديمقراطية في تداول السلطة؟ وقال الراعي في عظة الأحد، "ندعو جميع محبّي البابا بندكتوس، أينما وُجدوا، ليرفعوا صلاة شكر لله وعلى نيّته، وأن يُضيئوا شمعة رمزًا لاستمرار شعلة الإيمان في قلوبنا على مثاله، ملتمسين من الله رعاةً للكنيسة، وقادة لوطننا لبنان ولسائر البلدان، على مثاله، يمارسون مسؤولياتهم بضمير حيّ وتجرّد وتواضع، كم نتمنّى أن يقتديَ ضمير المسؤولين السياسيّين عندنا بضمير البابا بندكتوس المهني المسؤول، فنسألهم باسم ضميرهم: هل أنتم حقًّا قادرون على ممارسة مسؤولياتكم الجسيمة؟ وأين ضميركم حين يتآكل الفقرُ السوادَ الأعظم من شعبنا واقتصاد وطننا في انهيار مريع؟ وحين يستشري الفساد في الإدارات العمومية ويُهدر المال العام بقوّةِ النفوذ وبالتراضي بين النافذين، على حساب الشعب وحاجات الوطن، والمتوجبات على الدولة للمستشفيات والمدارس المجانيّة والمياتم؟ وهل ضميركم المهني المسؤول يرتاح لإضرابات المعلّمين ولإغلاق المدارس، وبالتالي معاقبة التلاميذ وأهلهم والبرامج التعليمية والعمل التربوي، بسبب الوعود الكلامية فقط والتباطؤ في إقرار سلسلة الرتب والرواتب بشكل عادل ومنصف للجميع، من دون إرهاق الأهالي والشعب بضرائب إضافية، والمدارس ببدعة (المفعول الرجعي) في الزيادات المعيشية، الذي هو ظلمٌ فادح، وكأنّ المقصود إغلاق المدارس الخاصّة والكاثوليكيّة، وإشعال نار الفتنة بين إدارات هذه المدارس والأهل وبين المعلمين والمعلمات والموظفين؟ ألا تدركون وتقيّمون الخسارات الجسيمة التي تُلحق بأجيالنا الطالعة وبهذه المؤسسات التربوية التي تُشكّل ثروة وطنية لا تُقدّر، والتي تميّز لبنان بمستوى العلم المتفوّق فيه، عدا عن أنّها توفّر للمواطنين آلاف فرص العمل؟ أو ليست الدولة مسؤولة عن دعمها المالي لها ودعم الأهالي وإمكاناتهم المادّية، لكي يختاروا بحريّة المدرسة التي تتناسب مع تربية أولادهم؟ وأين ضميركم، أيها المسؤولون السياسيّون، حين السلاح غير الشرعي، المغطّى سياسيًا، يتفشّى ويتزايد على مساحة الوطن وسلطة الدولة في تقلّص مُخيف؟ وحين يُخطف الأبرياء الآمنون كبارًا وصغارًا، إبتزازًا للمال كفدية؟ ومَن يُجيب أهالي المخطوفين من أبنائهم وأزواجهم عن مصيرهم؟ أمام كل هذا، نسألكم، مَن يعيد الأمل والطموح لأجيالنا الطالعة، ويفتح أمامهم أبواب العمل والعيش بكرامة وطمأنينة في وطنهم، ويحدّ من هجرتهم، وهم ثروة لبنان الكبرى وضمانة مستقبله؟" وأضاف البطريرك الماروني: ما القول عن النزيف المتمادى في سورية، نزيف الدماء والقتل والتدمير والتهجير؟ أين هي ضمائر المتقاتلين فلا يكفّوا عن هذه الجرائم ضدّ الإنسانيّة، ولا يجلسوا إلى طاولة المفاوضات رحمةً بشعبهم وبوطنهم ومصيرهم؟ أين هي ضمائر الدول المحرّضة على العنف والحرب والمشارِكة فيها؟ ألا يدركون أن هذه النار ستلتهمهم يومًا؟ وما القول عن نزف السوريين النازحين إلى لبنان، وقد بلغ اليوم بالذات عدد المسجّلين الذين يتلقَّون مساعدات، حسب التقرير الأسبوعي الصادر عن مفوضيّة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أكثر من 305 ألف شخص، وهو مرشّح ليصبح في حزيران/يونيو المقبل 700 ألف نازح، ما عدا غير المسجّلين، فضلاً عن 50 ألف فلسطيني نزحوا من المخيمات في سورية؟ هل يتساءل المسؤولون عندنا عن مصير لبنان الأمني والاجتماعي والديموغرافي والسياسي والثقافي من جراء هذا النزوح؟ وهل على لبنان أن يتحمّل كلَّ مصائب الحرب في سورية؟ وكيف تتحصّن بلادُنا بوجه تداعيات هذه الحرب وهذا النزوح؟.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الراعي يُقدم استقالة البابا نموذجًا للمسؤولين في لبنان الراعي يُقدم استقالة البابا نموذجًا للمسؤولين في لبنان



GMT 13:01 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مجلس الأمن يدين الهجمات ضد قوات "يونيفيل" في لبنان

GMT 02:36 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الإمارات تدين تصريحات سموتريتش بشأن التوسع في الضفة الغربية

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:14 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيلينسكي يرى أن "الحرب ستنتهي بشكل أسرع" في ظل رئاسة ترامب
 العرب اليوم - زيلينسكي يرى أن "الحرب ستنتهي بشكل أسرع" في ظل رئاسة ترامب

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يُرهن ضم مرموش في انتقالات يناير بشرط وحيد

GMT 11:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أرباح "أدنوك للإمداد" الفصلية 18% إلى 175 مليون دولار

GMT 13:23 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab