عمان - العرب اليوم
انتقد رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة الصمت الدولي حيال ما يجري داخل قطاع غزة من قتل وتدمير بحق المدنيين العزل.
واستنكر الطراونة ما اعتبره سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع القضايا العادلة الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، معتبرا أن الغرب والولايات المتحدة الأميركية يرفضان ردع الاحتلال الإسرائيلي ووقفه عند حده.
وأكد في تصريحات صحفية لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن هناك تقاعسا دوليا في التعامل مع الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين في قطاع غزة، وملاحقة الإسرائيليين ومحاسبتهم، خصوصا وأن متوالية أعداد الشهداء من أهلنا في قطاع غزة تجاوزت الـ1600 شهيد، وأكثر من 8000 جريح.
وتساءل الطراونة عن سر هذا التباطؤ الدولي في ردع ماكينة القتل الإسرائيلية، والتي تستهدف صباحا ومساء أرواح الأطفال والنساء والشيوخ من المدنيين في غزة، كما تساءل عن رقم الشهداء الذي سيدفع المجتمع الدولي إلى التحرك!.
وقال اننا في مجلس النواب خاطبنا الاتحاد البرلماني الدولي وجمعية البرلمان الأورومتوسطي لاتخاذ الإجراءات المطلوبة لملاحقة اسرائيل وانتهاكاتها المستمرة بحق المدنيين في القطاع المحاصر والتي بلغت ذروتها في العدوان الأخير، مشددا على أن مجلس النواب سيواصل من خلال امانته العامة متابعة المطالبات بهذا الخصوص.
وأكد رئيس مجلس النواب سعي المجلس للبدء بحشد دعم برلماني عربي واقليمي ودولي للمطالبة بتجميد عضوية اسرائيل في الاتحاد البرلماني الدولي، حتى تعترف اسرائيل وجيشها المحتل بحقوق الفلسطينيين بالأمن والسلم والحياة بكرامة.
وذكّر الطراونة بإجماع اتحاد البرلمان العربي خلال اجتماعه الطارئ الأخير في القاهرة الذي انعقد بعيد بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث وافق المجتمعون على المقترحات التي تقدم بها مجلس النواب الأردني والتي جاءت في أربعة بنود محددة وهي الضغط على الحكومات في تقديم المزيد من جهود الإغاثة الإنسانية لأهلنا في قطاع غزة، والاستفادة من الخبرة الأردنية في إيصال تلك المساعدات الطبية والغذائية والحاجات الأساسية، من خلال الهيئة الخيرية الهاشمية التي تواصل يوميا إرسال قوافل الخير دون توقف وانقطاع، مع دعم الجهود الطبية التي تقدمها المستشفيات العسكرية الأردنية هناك، إضافة إلى تفعيل مقررات القمم العربية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وتفعيل جهود اللجنة العربية التي أسندت لها مهمة تنفيذ جولات دولية للتعريف بالحق الفلسطيني، وتفنيد الادعاءات الإسرائيلية ومبرراتها في الحرب اليومية التي تشنها على شعب أعزل.
كما وافق الاجتماع على تشكيل لجان عربية قانونية تُعنى بجمع الأدلة والوثائق التي تدين الإسرائيليين وتُعرف بجرائمهم الإنسانية بحق أشقائنا الفلسطينيين، على أن تنسق هذه اللجان عملها مع لجان عربية أخرى تنشط في ذات المجال، واتباع الوسائل القانونية الدولية في تقديم الحجة والبرهان القاطع على إدانة الاحتلال الإسرائيلي.
كما تم الاتفاق على أن يُسند لذات اللجان مهمة جمع الأدلة على الانتهاكات الإسرائيلية الإنسانية بحق الفلسطينيين وتقديمها للهيئات المتخصصة دوليا بحماية حقوق الإنسان، والعمل على إيصال رسالة واضحة للعالم مفادُها أن إسرائيل تدعي رغبتها في السلام، وتمارس من تحت هذه المظلة أبشع انتهاكات حقوق الإنسان في العالم بأسره.
وشدد الطراونة على أهمية دعم جهود الإغاثة الإنسانية المقدمة لاهلنا في قطاع غزة، وأن تشمل تلك الجهود المواد الغذائية والمساعدات الطبية اللازمة، داعيا كل الدول العربية الى أن تنظم حملات جمع التبرعات على نطاق واسع حتى يتم إيصالها للقطاع في السرعة المطلوبة.
وحذر من التقصير بالمسؤوليات الأخلاقية والأدبية في هذا المقام، موضحا ان علينا أن لا نظلم الأهل في غزة مرتين؛ الأولى بالعدوان الإسرائيلي والثانية بتقصير أشقائهم بحقهم.
وطالب رئيس مجلس النواب الدول العربية بالتخفيف من حدة الخلافات فيما بينها، والاستثمار بالموقف العربي المشترك والمتضامن في دعم القضية الفلسطينية، ودعم صمود الفلسطينيين على أرضهم والمطالبة بكامل حقوقهم.
وشدد على أن الاحتلال الإسرائيلي لن ينعم بالأمن والسلم من دون اعترافه بكامل الحقوق الفلسطينية وإعلان الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس.
وأكد الطراونة أن المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ستظل الداعم والسند للأشقاء الفلسطينيين حتى قيام دولتهم.
وأوضح أن جلالة الملك تبنى منذ تسلمه سلطاته الدستورية المطالب الفلسطينية العادلة، ونادى بها من على المنابر العالمية وفي المحافل الدولية، وهي تتمثل بحفظ كرامة الفلسطينيين وحفظ حق الأجيال في مستقبل آمن من خلال دولة كاملة السيادة.
وعليه طالب الطراونة بالضغط على الحكومات من أجل الالتزام بمتابعة مقررات الاتحاد البرلماني العربي بملاحقة جرائم الاحتلال الإسرائيلي قانونيا وحقوقيا في كل المحاكم الدولية المختصة.
واعتبر أن استمرار الصمت الدولي تجاه الممارسات الوحشية الهمجية الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة سيكون وصمة عار لن تمحى من التاريخ الانساني.
"بترا"
أرسل تعليقك