القاهرة ـ العرب اليوم
أكد الأمين العام للجامعة العربية د. نبيل العربي أهمية الاجتماع الوزاري العربي المقرر انعقاد دورته العادية يومي 7 و8 سبتمبر المقبل بالقاهرة ،موضحا أنه سيناقش ورقة مفاهيمية حول الاوضاع الراهنة في العالم العربي والتي لا يمكن السكوت عليها في ظل الأزمات المتصاعدة في العديد من دول المنطقة خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والوضع في غزة والمستجدات في سوريا والوضع المتردي في ليبيا والعراق . وقال العربي -في تصريحات للصحفيين- إن الجامعة العربية تتعامل مع المتغيرات الراهنة وفق ميثاقها كمنظمة اقليمية لا تملك سلطة فوق سيادة الدول وانما تعمل على تحقيق مصالح الشعوب العربية ومن هنا تسعى الجامعة العربية من خلال الورقة المفاهيمية الجديدة المطروحة على الوزاري العربي الى بحث كيفية مساعدة الشعوب دون المساس بسيادة الدول. وعبر العربي عن أمله في ان تؤدي جهود التهدئة وتثبيت وقف اطلاق النار على غزة الى رفع الحصار على غزة وتكثيف الجهود الدولية لاعادة اعمار القطاع واستئناف المفاوضات خلال الفترة المقبلة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بما يفضي الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي وليس الاستمرار في ادارة هذا النزاع . ودعا العربي في هذا الشأن المجتمع الدولي للضغط على اسرائيل من اجل تنفيذ اتفاقيات جنيف الاربع التي تنص على ضرورة تحمل سلطة الاحتلال حماية الشعب الواقع تحت الاحتلال ، مشددا على ضرورة محاكمة مجرمي الحرب الاسرائيليين ومرتكبي المجازر الانسانية في الاراضي الفلسطينية المحتلة . وقال إن المقاومة حق اصيل لكل دولة تقع تحت الاحتلال وفقا لميثاق الامم المتحدة ، وهو الامر الذي اكد عليه لقائه مع وزير خارجية الصين التي قاومت الاحتلال الياباني في القرن الماضي ، محذرا في الوقت ذاته من استمرار اسرائيل في نهجها لكسب مزيد من الوقت دون تحقيق اي نتائج حيث تستغل اسرائيل فرصة المفاوضات لكسب الوقت وتغيير الحقائق على الارض عندما تتعرض لضغوط دولية لاستئناف المفاوضات ولهذا تسعى الدول العربية حاليا لوضع اسس سليمة للمفاوضات المقبلة. ونوه العربي الى بدء وصول المساعدات العربية دعما لقطاع غزة في المجال الانساني والصحي، مشيرا الدول العربية التي قدمت مساعدات "دولة الكويت ومصر والسعودية والامارات والاردن" . وعلى صعيد الازمة السورية أعرب العربى عن اسفه لاستمرار الازمة السورية رغم مرور أكثر من 3 سنوات دون التوصل لأي حل بشأنها. واكد أن مهمة المبعوث الدولي الجديد "استيفان ميستورا" ونائبه عز الدين فهمي اللذين تم تعيينهما من قبل الامين العام للأمم المتحدة تتركز على متابعة البعد الانساني للازمة السورية فى ضوء التغير الكبير فى معطيات الأزمة على الارض خلال الفترة الماضية خاصة المتغيرات العسكرية ومنها سيطرت الجيش السورى على منطقة القلمون فضلا عن مناطق أخرى. واوضح العربي ان مهمة المبعوثين السابقين كوفي انان والاخضر الابراهيمي كانت لايجاد حل سياسي للازمة وفيما يخص الوضع في ليبيا اكد العربي حرص الجامعة العربية على التنسيق مع الامم المتحدة والاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي ومنظمة المؤتمر الاسلامي لمساعدة الليبيين بعد خطوة تشكيل مجلس النواب الجديد وما ينبثق عنه من حكومة جديدة من اجل دعم هذه الحكومة لاعادة بناء مؤسسات الدولية الليبية خاصة الجيش والشرطة . واوضح العربي ان سياسة الجامعة تجاه ليبيا خلال الفترة المقبلة ترتكز على ثلاث محددات اساسية اولها حوار وطني ليبي لايجاد توافق بين االليبيين حول المرحلة المقبلة ، والثاني : تقديم مساعدات للحكومة الليبية الجديدة لمساعدتها في بناء مؤسسات الدولة لاسيما الجيش والشرطة ، والثالث : تخليص ليبيا من فوضى السلاح المنتشر اذ تفيد التقديرات بوجود 20 ملييون قطعة سلاح بايدي الليبيين ، مشيرا الى حادث مأساوي في هذا الاتجاه باطلاق قذيفة هاون ادت لتدمير منزل بكاملة بسبب معاكسة فتاة. واشار العربي الى ان مبعوث الجامعة العربية الى ليبيا ناصر القدوة على تواصل مع مختلف الاطراف المعنية في ليبيا لتفيذ هذه المحددات فضلا عن وجود بعثة دائمة للجامعة في طربلس برئاسة رئيس وزراء موريتانيا الاسبق . وانتقد العربي هجوم عدد من وسائل الاعلام على دور الجامعة العربية ازاء ازمة غزة وقال ان الجامعة العربية تقبل النقد لكنها لا تقبل لهجوم غير المبرر خاصة وان الجامعة العربية تعاملت مع الازمة منذ اللحظة الاولى للعدوان وعقدت اجتماعا طارئا لوزراء الخارجية العرب بالاضافة الى المشاركة الفاعلة من جانبه شخصيا في كل الاتصالات الدولية ما عدا الاتصال مع الجانب الاسرائيلي، من اجل وقف العدوان ، وهي الاتصالات التي اسفرت عن الموقف الايجابي الذي اتخذته دول امريكا الجنوبية ازاء اسرائيل .
أرسل تعليقك