واكبت الجهود الاغاثية الكويتية أزمة الشعب السوري الشقيق على مدى السنوات الماضية وبدا جليا دور الكويت الرسمي والشعبي في التخفيف من محنة اللاجئين الذين أجبرتهم الظروف المأساوية على النزوح من ديارهم.
وانطلقت حملات الاغاثة الانسانية الكويتية بعد أشهر قليلة على اندلاع الأزمة السورية في 15 مارس عام 2011 لكنها واجهت في البداية عوائق خارجة عن إرادتها لم تسمح لها بإيصال تلك المساعدات في بادئ الأمر.
ولم تقتصر الجهود الإغاثية الكويتية على الجانب الرسمي بل ساهمت المنظمات والهيئات الخيرية في إيصال المساعدات وبذلت العديد منها جهودا كبيرة للتخفيف عن النازحين في دول الجوار لسوريا.
وواظبت تلك الجمعيات على تنظيم حملات إغاثية إلى دول الجوار السوري أي لبنان والأردن وتركيا وشملت تلك الحملات برامج غذائية وتعليمية وصحية ونفسية عديدة.
وفي هذا الصدد برزت جمعية الهلال الأحمر الكويتية بوصفها من أكثر الجهات غير الحكومية دعما وإغاثة للشعب السوري علاوة على انها على اتصال مستمر مع الجمعيات الوطنية والدولية للعمل على إغاثة المنكوبين جراء الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تشهدها بلادهم.
وحرصت جمعية الهلال على متابعة تطورات الوضع الانساني في سوريا وسعت إلى توصيل المساعدات وخصوصا الى مخيمات النازحين من خلال وضع خطة عمل تفصيلية لإيصال المعونات.
وسبق أن أكدت الجمعية أن لديها التزاما رئيسيا بالمعايير الدولية من خلال النداءات الدولية التي يطلقها الاتحاد الدولي للصليب والهلال الأحمر أو المنظمات الانسانية لمساعدة الدول التي تتعرض للكوارث وللأزمات.
ومن أبرز المشاريع التي تنفذها الجمعية دوريا وباستمرار في دول الجوار السوري مشروع رغيف الخبز ومشروع البطاقة التموينية ومشروع غسل الكلى إلى جانب مشاريع موسمية مثل حملات إفطار الصائم في شهر رمضان وحملات كسوة العيد لادخال الفرحة والسرور على قلوب الأطفال وأهاليهم وتوزيع قسائم شرائية وحملات توزيع الأضاحي وكسوة الشتاء.
ولا تزال جمعية الهلال ماضية في إرسال قوافل المساعدات للاجئين السوريين في الأردن ولبنان والتي تتضمن مواد غذائية وأدوية وحليب أطفال وملابس وحقائب مدرسية وبطانيات وغيرها من المستلزمات الأساسية للحياة.
وإلى جانب الهلال الأحمر الكويتي قامت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بدور فاعل في دعم الجهود الكويتية الرامية إلى التخفيف عن اللاجئين السوريين فكانت البداية في مارس 2012 حين دعت إلى إطلاق حملة شعبية لاغاثة الشعب السوري وبلغت حصيلة التبرعات حينها نحو 75ر11 مليون دولار اضافة إلى حملات أخرى عديدة من أبرزها حملة (النخوة يا أهل الكويت...سوريا تناديكم).
ومع تزايد أعداد اللاجئين في المخيمات وسعت الهيئة نشاطاتها الإنسانية وساهمت في مجموعة من المشاريع منها افتتاح قرية الكويت النموذجية بمدينة كلس التركية لاغاثة اللاجئين السوريين.
وتم في سياق مواز أيضا افتتاح قرية نموذجية خاصة باللاجئين السوريين في مخيم الزعتري شمالي الأردن والتي تأسست بمكرمة من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وعلى الجانب الصحي ساهمت الهيئة في افتتاح وحدة علاج فيزيائي لعلاج النازحين السوريين في مدينة طرابلس شمال لبنان وقد أنشئت بتبرعات كويتية بلغت 320 ألف دولار أمريكي.
وفي كل مرة تعلن الكويت عن حملات إغاثية ونداءات إنسانية تتسابق مختلف الجمعيات والهيئات الخيرية على تلبية الدعوات وأبرزها حين وجه سمو أمير البلاد في 13 يناير 2014 نداء للمسارعة في المشاركة بالحملة الوطنية لمسيرة الخير والعطاء لإغاثة الشعب السوري وحينها سارع الجميع إلى المساهمة وتقديم المعونات.
وتماشيا مع ذلك النداء دعت الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية 165 منظمة إنسانية وشخصية خيرية و70 جمعية خيرية من الكويت وخارجها الى حضور مؤتمر المنظمات غير الحكومية المانحة للشعب السوري على هامش المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا الذي عقد في يناير 2014 وكانت مساهمات الجمعيات الخيرية الكويتية في المؤتمر 142 مليون دولار.
وخلال العام الماضي أطلقت جمعيات خيرية كويتية نداء للمساهمة في بناء عشر مدن إسكانية للاجئين السوريين في دول الجوار لسوريا بتكلفة 40 مليون دينار كويتي (نحو 142 مليون دولار) إلى جانب مشروع الهيئة الخيرية لانشاء مدينة سكنية للاجئين السوريين تضم 2000 منزل مزودة بخدمات تعليمية وطبية بتوجيهات من سمو أمير البلاد.
ولم تختلف بداية العام الحالي عن سابقه فلا تزال الجهود الاغاثية الكويتية الحكومية وغير الحكومية مستمرة في تقديم المساعدات للاجئين السوريين لتأتي استضافة دولة الكويت للمؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا نهاية الشهر الجاري تتويجا لتلك المساعي الإنسانية
أرسل تعليقك