الرياض – العرب اليوم
أكد مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء عبد العزيز آل شيخ، أنَّ ما نشاهده اليوم من مصائب في الإسلام أدَّت إلى سفك الدماء وفقد الأوطان، قائلاً "سلّط الله العدو علينا فآذانا، فعلينا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويجب حل خصوماتنا وحقن دمائنا"، مشددًا على أنَّ المسؤولية توجب على الكل أن يحافظ على مكاسب الأمة ومصالحها وأن يسعى لرفعة الإسلام.
وخاطب المفتي قادة وزعماء العالم الإسلامي وعموم المسلمين في خطبة يوم عرفة أمس الجمعة، قائلًا "اتقوا الله في أنفسكم، واتقوا الله في شعوبكم، واتقوا الله في بلادكم، واتقوا الله في دينكم، واعلموا أنَّه كلٌ مسؤول عما ائتمنه الله عليه، فأعدوا للسؤال جوابًا وللجواب صوابًا، واعملوا جميعًا على حماية دينكم وأخلاقكم، فإّنَّ دينكم مستهدف، وأمنكم مستهدف، وعقيدتكم مستهدفة، وقوتكم مستهدفة، وعقولكم مستهدفة، فأعداء الإسلام يعدُّون ضدكم، فتعاونوا فيما بينكم تعاونًا صادقا للمحافظة على الأمن والاستقرار، واحذروا أن يكون أي منكم متآمرًا، فأنتم أمة مسلمة، أنتم خير أمة أخرجت للناس".
وأضاف "مجلس التعاون الخليجي خطى خطوة يشكر عليها، ولكن نحن بحاجة لتعاونكم في سبيل عز الأمة واستقرارها واستقرار أمنها، وإنَّ أمن المجتمع مسؤولية كل فرد منا يسعى في أمنه ويبتعد عما يسيء إليه، ولنحذر من سوء الحماقات، وإنَّ للإعلام دورًا عظيمًا في خدمة الأمة وحل قضاياها وحل مشاكلها للتخفيف من همومها ومشاكلها من منطلق شرعي، وأن يهتم بقضايا مصيرية، وأن يكون مصدرًا للقيم بعيدًا عن المهاترات، فمتى ما كان الإعلام صادقًا واقعيًا كان له دور فعال".
وتابع "النفس البشرية لو تركت وداعي الفطرة لذهب الناس إلى الشبهات والشهوات، وحق لهذا الدين أن يكون دين فطرة ودين البشرية جاء بدستور يوافق العقل وقريب للقلب وأخوة رابطة، أخوة الإيمان والإسلام ديننا دين كمال وشمول جاء بما يهدي الناس إليه في أمور دينهم ودنياهم وعباداتهم ومعاملاتهم وكل شؤون حياتهم ونهج متكامل بمبادئ راقية وأخلاق عالية".
وأوضح مفتي عام المملكة أنَّ دين الإسلام دعا إلى المحافظة على مقومات الإنسان الأساسية في هذه الدنيا وهي الدين، والنفس، والمال، والعرض، والعقل، التي لا غنى للإنسان عنها ولا يمكن تعيش أمة إلا بالمحافظة على هذه الضرورات. مفصلًا "ابتلينا بأمة سفكوا الدماء وقتلوا النفس المعصومة وقدموا بها تمثيلًا سيئًا لا يمثل إسلامًا ولا خلقا إنسانيًا، هؤلاء هم الخوارج الذين أشار إليهم النبي صلى الله عليه وسلم عندما اعترض أحد منهم وقال:هذه قسمة ما أراد بها وجه الله. فقال صلى الله عليه وسلم: فإنَّه
يخرج من صلب هذا قوم تحقرون صلاتكم عند صلاتهم وصيامكم عند صيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم يدعون إلى الأوثان، فهم أعظم شأنًا من الخوارج وإجراميون انتهكوا الأعراض وسفكوا الدماء ونهبوا الأموال وباعوا الحرائر.
وقال "يا أمة الإسلام: أنتم صمام أمتكم تحمون حدودها واستقرارها وتضربون بيد من حديد على كل الأعداء من الخارج ومن الداخل، وعملكم شريف واحتسبوه عند الله ثوابًا، فقفوا صفًا واحدًا واصبروا ورابطوا، موصيًا الدعاة والعلماء بتقوى الله أن يجعلوا من دعوتهم وعلمهم هداية وإصلاحًا لغيرهم".
أرسل تعليقك