واشنطن - العرب اليوم
قال رايان كروكر سفير الولايات المتحدة السابق لدى العراق /2007 – 2009 / إن العراق بات مرشحا للانقسام الطائفى والمذهبى إلى ثلاث كيانات منذ أن استطاعت قوات (داعش) السيطرة على مساحات شاسعة من أراضى العراق في الشهر الماضي فى سابقة هي الأولى من نوعها منذ إطاحة نظام صدام حسين العام 2003 الذي برغم حكمه بالحديد والنار للعراق إلا أنه حافظ على وحدة أراضيه.
واضاف كروكر أن العراق منقسم عمليا إلى ما وصفه بـ "شيعة ستان" فى الجنوب ، و"جهادستان" فى الوسط ، و "كردستان" فى الشمال العراقى الغنى بالنفط.
وذكر أن الولايات المتحدة تخشى من أن يؤدى تمادى حالة الفوضى الأمنية فى العراق وانقسامه ، إلى تحوله لدولة فاشلة يستطيع معها المتطرفون الإسلاميون اتخاذ أراضيه معقلا لتصدير الإرهاب إلى بلدان ومناطق أخرى من العالم.
وفى إفادة أمام معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى ، قال فؤاد حسين رئيس ديوان مسعود برزانى رئيس الحكومة المحلية فى كردستان العراق "إن العراق لم يعد الآن عراقا واحدا فى حقيقة الأمر .
وأشار حسين إلى أن التحدي الحقيقى يتمثل في قدرة الإدارة الأمريكية على استعادة وحدة العراق مرة أخرى درءا لمخاطر هيمنة المتطرفين الإسلاميين والعناصر الجهادية على بلد يتمتع بثروات هائلة كالعراق.
من جهتها ، قالت اليسا سلوتكين المحللة السياسية فى البنتاجون إن "الخيار الأفضل للغرب هو الإبقاء على العراق موحدا تحت سيطرة حكم مركزى قادر على بسط نفوذه فى كافة مناطقها ، كما يتعين على الساسة العراقيين أن يتخلوا عن قاعدة المحاصصة الطائفية عند تشكيل حكومة العراق الجديدة بعد أن أدت المحاصصة العرقية والطائفية إلى انقسام البلاد.
وكان القيادى الكردى محمد فؤاد معصوم قد انتخب كرئيس جديد للعراق في أعقاب انتخاب سليم الجبورى رئيسا للبرلمان وهو من قيادات السنة لكن المشكلة تبقى فى منصب رئيس الوزراء الذى بيديه وفقا لدستور البلاد كافة الصلاحيات التنفيذية والمتعين أن يكون شيعيا وفقا لنظام المحاصصة.
ويتعرض رئيس الوزراء المنتهية ولايته نورى المالكى /شيعى/ إلى انتقادات شديدة في الداخل لتبنيه سياسات إقصائية لرموز الطوائف الأخرى في العراق كالأكراد والسنة في تولى مناصب الدولة ؛ ما أثار احتقانا سياسيا شديدا مهد الأرض لتنظيم داعش للسيطرة على مناطق شاسعة من أقاليم السنة في وسط وغرب العراق.
وقال جيمس جيفوري - سفير أمريكى سابق - في إفادته أمام معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إن بقاء الأكراد ضمن الكيان العراقى وعدم انفصالهم في دولة مستقله سيكون عامل اتزان للدولة العراقية في المستقبل.
وشدد جيفوري على رؤيته بأن العراق بدون الأكراد ستكون ساحة قتال دامى بين الشيعة والسنة وذلك على الرغم من مساعى الاكراد إلى الاستقلال بثروة مناطقهم في شمال العراق من النفط والغاز ومحاولتهم بيعه إلى الأسواق الدولية دون موافقة من بغداد ..فضلا عن قيامهم بمباشرة مهام الأمن والدفاع بمنأى عن القوات النظامية العراقية مركزيا.
ويقول سياسيون أكراد إن مناطقهم تعد واحة للأمن والاستقرار في شمال العراق ، مقارنة بباقي مناطقه وأن الخيار الأمثل لهم هو الاستقلال عن الكيان العراقى ، فضلا عن امتلاك الأكراد لقوات نظامية كردية / البشمرجه / تتسم بالانضباط و تحديد المهام وهى القوات التى امتدت سيطرتها إلى مدينة كركوك الغنية بالنفط وحلولها محل قوات الجيش العراقى التى انسحبت أمام مقاتلى داعش.
ويقول المراقبون إنه من غير الواضح ما إذا كانت قوات البشمرجة الكردية ستنسحب من كركوك قريبا حال استقرار الأوضاع الأمنية ، حيث قام الأكراد بيع نفط كركوك بعيدا عن وزارة النفط العراقية المركزية وهو ما اعتبرته حكومة المالكى إجراء غير قانونى .
وفى المقابل يتهم الأكراد حكومة المالكى المركزية فى بغداد بعدم الوفاء بالتزاماتها المالية والموازنية لإقليم كردستان العراق ؛ ما يدفع إلى البحث عن مصادر تمويل ذاتية واستغلال ثروات الإقليم المتمثلة في نفط كركوك البالغ حجم إنتاجه اليومي 220 ألف برميل / يوميا ، مقابل 6ر2 مليون برميل تنتجها مناطق تمركز الشيعة في جنوب العراق يوميا.
"ا.ش.أ"
أرسل تعليقك