القاهرة ـ د ب أ
تستضيف القاهرة خلال الأسبوع الأخير من تموز المقبل المسابقة الدولية الثالثة، "نحو عالم خال من الألغام الأرضية"، لتصميم وتصنيع مركبات آلية برية وجوية بلا ربان لديها القدرة على التعرف على الألغام الأرضية وتحديد أماكنها.
وينظم المسابقة فرع مصر لجمعية الروبوتكس والأتوميشن الدولية بالتعاون مع "حدث للإبداع وريادة الأعمال"، بعد نجاح الدورتين الأولى في 2012 والثانية في 2013 من المسابقة والتى تم تنظيمهما برعاية الجامعة الألمانية بالقاهرة.
ويتأهل الفائزون في المسابقة إلى مسابقة دولية أكبر يستضيفها معهد النظم والروبوتات بجامعة كويمبرا في البرتغال في أيلول القادم، لتشجيع الشباب في أنحاء العالم على تصميم وتصنيع روبوتات لديها القدرة على السير في الصحراء أو الأراضي الطينية الوعرة والتعرف على الألغام الأرضية وتحديد مكانها، مما يسهم في حل مشكلة الألغام المستعصية في مصر وعدد كبير من الدول النامية.
وهناك تقارير بأن الأراضي المصرية بها أكثر من 22 مليون لغم تم زرعها خلال الحرب العالمية الثانية وخلال الحرب مع إسرائيل، ما يمنع من الاستفادة من جزء كبير من مواردها الطبيعية، خاصة فى منطقة الساحل الشمالي ووسط سيناء.
وقال المهندس محمد عبود، مدير المسابقة، إن فكرة المسابقة تعتمد على قيام كل فريق مشارك ببناء مركبة آلية برية أو جوية تعمل بالتحكم عن بعد أو ذاتية التحكم، تكون قادرة على البحث عن الألغام المضادة للأفراد تحت الأرض وفوق الأرض والذخائر التي لم تنفجر من مخلفات الحرب وإنتاج خريطة للألغام المكتشفة.
وأضاف عبود أن المسابقة تضم ثلاث فئات، الأولى لطلاب الجامعات والباحثين حيث يطلب من الفرق المشاركة بناء مركبات آلية برية أو جوية بتحكم عن بعد أو ذاتية التحكم قادرة على اكتشاف أجسام معدنية فوق وتحت سطح الارض وتكوين خريطة للألغام المكتشفة. والفئة الثانية موجهة لطلاب المدارس وتقتصر على القدرة على اكتشاف أجسام معدنية فوق وتحت سطح الأرض، ولا يتطلب فيها تكوين خريطة للألغام المكتشفة.
أما الفئة الثالثة، فهى موجهة للشركات المتخصصة المحلية والحالية لإنتاج مركبات آلية برية أو جوية بتحكم عن بعد أو ذاتية التحكم، قادرة على اكتشاف أجسام معدنية وغير معدنية بمقاسات وأشكال مختلفة موضوعة فوق وتحت سطح الأرض، وتكوين خريطة للألغام المكتشفة يتم فيها توضيح شكل ومكان اللغم.
وقال الدكتور علاء خميس، صاحب فكرة المسابقة ورئيس فرع مصر لجمعية الروبوتكس والأتوميشن، إن "الهدف الأساسي للمسابقة هو زيادة الوعى العام بمشكلة الألغام الأرضية ومخلفات الحروب فى مصر والعالم، وتشجيع الباحثين والشركات على التوصل إلى حلول مبتكرة لهذه المشكلة باستخدام التقنيات الروبوتية".
وأضاف خميس أن "مشكلة الألغام في مصر ذات بعد سياسي وتنموي وإنساني، "الإحصائيات الحكومية تشير إلى وجود 8313 حالة إصابة منذ عام 1983 فى الساحل الشمالي الغربى توفى منهم 696 حالة ويعيش الباقي بحالات عجز مختلفة إلى جانب وجود الكثير من الحالات غير المسجلة".
وتصنف مصر عالميا الخامسة تلوثا بالألغام الأرضية، ويتركز معظم هذه الألغام في الساحل الشمالي وبعض مناطق البحر الأحمر وخليج السويس ويشكل وجود هذا العدد الهائل من الألغام الأرضية والذخائر التي لم تنفجر تهديدا لحياة وسلامة البشر، بالإضافة إلى حرمان مصر من الاستفادة طوال العقود الماضية من عائد تنمية الموارد الطبيعية فى تلك المناطق التي تمتع بالعديد من الثروات الطبيعية.
أرسل تعليقك