عجلون ـ بترا
شارك جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، اليوم، جموع المصلين أداء صلاة الجمعة في مسجد عجلون الكبير، الذي يعد من أقدم المساجد في المملكة، وتمت توسعته وإعادة تأهيله بتوجيهات ملكية سامية.
واستمع جلالته والمصلون إلى خطبة صلاة الجمعة، التي تناول فيها قاضي القضاة إمام الحضرة الهاشمية سماحة الدكتور أحمد هليل، معاني السكينة والإطمئنان التي يحققها الدين الاسلامي الحنيف ويسعى لترسيخها من خلال مضامين القرأن الكريم، الذي تنزّل في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان، وفيه منهج حياة ونور هداية للبشرية جمعاء.
وأشار الدكتور هليل، في هذا الإطار، إلى منظومة الإخاء المجتمعي التي تدعو إليها آيات القرأن الكريم والأحاديث النبوية، وحثها على تحقيق السكينة ببعديها الأسري والمجتمعي عبر التآلف والتعاضد والإخاء، لما فيه من مصلحة دنيوية ودينية للافرد والمجتمع والوطن ككل.
وثمـّن الدكتور هليل الاهتمام الموصول لجلالة الملك بالمساجد في مختلف محافظات المملكة، وتوجيهاته الدائمة بصيانتها وإعادة تأهيلها والحفاظ عليها كمعالم دينية وتاريخية، تؤكد أهمية الأردن ورسالته.
واستمع جلالته، لدى وصوله إلى المسجد، إلى شرح قدمه وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور هايل عبد الحفيظ داود، حول الأهمية التي يحظى بها المسجد، الذي يعود تاريخ بنائه إلى عهد الملك الأيوبي نجم الدين أيوب سنة 1247م.
وعرض الوزير داود مراحل التوسعة والصيانة وإعادة التأهيل التي تضمنها مشروع توسعة وتأهيل مسجد عجلون الكبير، واستمرت على مدار عام بمشاركة عدد من الوزارات والمؤسسات والجهات المحلية في المحافظة.
وكان جلالة الملك قد أوعز، خلال زيارة مفاجئة قام بها العام الماضي إلى المسجد، بمتابعة سير العمل بمشروع المسجد وتوسعته وإعادة تأهيله، وضرورة الانتهاء من الإعمال في المدة المحددة دون أي تأخير.
وقامت وزارة السياحة والأثار، ضمن مشروع السياحة الثالث، بتأهيل وتحسين المنطقة المحيطة بالمسجد، بهدف الحفاظ على الطابع الحضري والهوية التاريخية لمدينة عجلون وتعزيز مكانتها المتقدمة على خارطة السياحة الدينية والأثرية، وبالتالي اعادة وسط عجلون التاريخي الى وظيفته المركزية كهمزة وصل بين مختلف اجزاء المدينة.
وتضمنت أعمال إعادة تأهيل وتوسيع المسجد، إنشاء مبنى خدمات ملحق بالمسجد يشمل مرافق صحية ومتوضأ للرجال ومصلى للنساء وتبليط وتحسين ساحات المسجد وربطها مع المنطقة العلوية المحيطة به، وتعديل مدخل الادراج إضافة إلى مظلات خشبية في ساحة المسجد الرئيسية.
وفيما يتعلق بالبنية التحتية والخادمة للمسجد، فقد تم إعادة تعبيد الطرق وتحسينها في منطقة وسط المدينة وحول المسجد، وتأهيل شبكات الخدمات من كهرباء ومياه وصرف صحي في المنطقة، وإنشاء شبكة تصريف مياه الامطار للمنطقه المشمولة بالمشروع.
وفي تصريحاتٍ لوكالة الأنباء الاردنية “بترا” أشار وزير السياحة والأثار ووزير العمل الدكتور نضال قطامين إلى أن المسجد الذي يعود إلى عهد الأيوبيين والمماليك، ويعتبر من أقدم وأهم المساجد في المنطقة، تم ترميمه وإعادة تأهيل المنطقة المحيطة به بناء على توجيهات ومتابعة من جلالة الملك، باعتبارها منطقة حيوية تربط وسط مدينة عجلون بالمواقع الأثرية في المحافظة وما حولها.
وبين القطامين أن مشروع السياحة الثالث ومن ضمنه تأهيل مسجد عجلون الكبير، سيساهم في استقطاب المزيد من السياح والزوار لهذه المنطقة الأثرية، وهو ما سيعزز من تنمية محافظة عجلون، وترسيخ مكانتها على خارطة السياحة الدينية والتاريخية.
بدوره، أشاد رئيس لجنة رعاية مسجد عجلون الكبير أحمد الصمادي، باهتمام وحرص جلالة الملك على متابعة أعمال إعادة تأهيل المسجد، الذي زاره لأكثر من مرة ووجه بتنفيذ أعمال الصيانة والترميم لكافة مرافقه وساحاته، وتكفل بتجهيز جميع مرافقه وفرشها بالسجاد بما يتناسب مع مكانة المسجد الدينية والتاريخية.
يشار إلى أن مسجد عجلون الكبير، الذي شيد في عهد الملك الأيوبي نجم الدين أيوب، قد بنيت مأذنته في عهد السلطان المملوكي الظاهر، وجَدد بناءه السلطان الناصر محمد قلاوون، فيما أعيد ترميمه في عهد جلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله.
وأدى الصلاة رئيس الديوان الملكي الهاشمي، وأمين عام الديوان الملكي الهاشمي رئيس لجنة متابعة وتنفيذ مبادرات جلالة الملك، ومحافظ عجلون وعدد من المسؤولين فيها.
أرسل تعليقك