جدة - العرب اليوم
شددت اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي في اجتماعها الطارىء الذي عقدته في جدة اليوم على المستوى الوزاري على أهمية التصدي لظاهرة الارهاب والتطرف العنيف الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة.
وقال الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية السعودية للعلاقات المتعددة الأطراف رئيس الاجتماع في كلمته الافتتاحية إن اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي يأتي ضمن سلسلة من الاجتماعات الدولية والإقليمية لبحث ظاهرة الإرهاب من مختلف جوانبها والغوص في جذورها ومسبباتها فضلا عن ضرورة الخروج برؤية موحدة لمكافحتها والتصدي لها سياسيا وعسكريا وأمنيا واستخباراتيا واقتصاديا وفكريا وإعلاميا واجتماعيا.
واستعرض الأمير تركي سلسلة الجهود التي اتخذتها المملكة العربية السعودية والإجراءات الداخلية والإقليمية والدولية في سبيل التصدي الفعال لمواجهة هذه الظاهرة ومن بينها الدعوة لعقد المؤتمر الدولي الأول لمكافحة الإرهاب الذي استضافته بلاده في فبراير 2005م وطرحت من خلاله فكرة إنشاء مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب ..مؤكدا في الوقت نفسه أهمية استقرار اليمن .
من جهته أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد أمين مدني في كلمة له أن المنظمة دعت للاجتماع لتدعيم موقفها وتعزيز جهودها لكبح آفة الإرهاب والتطرف وخطاب الكراهية وذلك بمعالجة الظروف التي تغذيها وتحرض عليها واتخاذ بعض المبادرات لتحقيق هذه الأهداف.
وشدد مدني على أن التصدي للإرهاب لا يمكن أن يتحقق بالوسائل الأمنية والعسكرية وحدها إذ لابد من إيلاء الاهتمام لمعالجة جوانب وأبعاد وسياقات ظاهرة الإرهاب ومن ذلك السياقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي توفر الظروف المواتية لانتشار الارهاب والتطرف العنيف.
ودعا إلى تقويض خطاب الجماعات الإرهابية والمتطرفة التي تحاول أن تضفي الشرعية على أعمال العنف والتضليل التي تقترفها باسم الدين أو الإيديولوجيا أو مزاعم التفوق الثقافي والتصدي للأسباب الكامنة وراء العنف الطائفي ومحاولات تسييس العلاقات المذهبية.
وطالبت اللجنة بعقد اجتماع للخبراء القانونيين في مجال الإرهاب لمراجعة معاهدة المنظمة للعام 1999م بغية وضع الآليات المناسبة للتصدي للتوجهات الجديدة للإرهاب في الدول الأعضاء في المنظمة.
وطالب الاجتماع بتكثيف النقاش حول الإرهاب والجريمة العابرة للحدود عبر عقد مؤتمرات وندوات وورش عمل بمشاركة قادة سياسيين وعلماء دين وزعماء تقليديين إلى جانب عقد اجتماع للخبراء لبحث سبل مواجهة الأخطار المحدقة بالأمن الإلكتروني على نحو عاجل والعمل مع الدول الأعضاء لبلورة نهج جديد للتصدي لأسباب العنف الطائفي ومعالجتها.
ودعا الاجتماع المنظمة لعقد شراكات مع المنظمات الدولية والإقليمية حول مكافحة الإرهاب مؤكدا أهمية تفعيل المركز الدولي لمكافحة الإرهاب التابع للأمم المتحدة لتنسيق الجهود العالمية لمكافحة هذه الآفة مثمنا مساهمة المملكة بدفع مبلغ 110 ملايين دولار أمريكي لدعم أنشطة المركز.
وحث الاجتماع المنظمة على العمل مع الدول الأعضاء لإيجاد سبل تمكين الشباب وغيرهم من الفئات لتجنب استغلالهم من الجماعات الإرهابية وتحصينهم ضد خطر التجنيد والتطرف .. مطالبا بعقد سلسلة من الاجتماعات والندوات والحلقات الدراسية وورش عمل تجمع بين علماء الدين والمثقفين وعلماء الاجتماع لتدارس خطاب التطرف والطائفية لتفكيكه وتقويضه.
أرسل تعليقك