نواة أول مقاومة مسلحة ضد تنظيم داعش ثارا لتدمير تراث المدينة
آخر تحديث GMT17:30:32
 العرب اليوم -

نواة أول مقاومة مسلحة ضد تنظيم "داعش" ثارا لتدمير تراث المدينة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - نواة أول مقاومة مسلحة ضد تنظيم "داعش" ثارا لتدمير تراث المدينة

عدد من الشباب الشيعة ينضمون الى "لواء المجاهدين"
بغداد – العرب اليوم

دفعت  عمليات تفجير اثمن المواقع التراثية في مدينة الموصل مجموعة من الطلاب والضباط السابقين الى تشكيل نواة اول مقاومة مسلحة ضد الجهاديين الذين سيطروا على هذه المدينة الواقعة في شمال العراق.

ولم يلق عناصر تنظيم الدولة الاسلامية صعوبات كبيرة لفرض سيطرتهم على المدينة التي دخلوها منذ سبعة اسابيع، فيما لا تزال قوات كردية متمركزة على الابواب، وقوات عراقية بعيدة متضعضعة.

لكن انور علي، 23 عاما، الذي انخرط بكتائب الموصل المسلحة التي تمكن قناصوها من قتل اربعة مسلحين من "داعش" الاحد الماضي، يامل ان يتم طرد هؤلاء الجهاديين من الموصل بالكامل.

وقال هذا الطالب الجامعي لوكالة فرانس برس "التحقت مع مجموعة من الطلاب الجامعيين وموظفين ورجال اعمال بكتائب شعبية اطلقنا عليها اسم كتائب الموصل".

واضاف "لكن بعض المشاركين اقترحوا ان نغير اسمها الى جيش النبي يونس ثارا لمرقد النبي يونس الذي فجروه (مسلحو) داعش قبل ايام".

وتبنى التنظيم الجهادي الذي اعلن الخلافة في المناطق التي سيطر عليها، الشهر الماضي، تفجير عدد من اماكن العبادة التي يعود تاريخها الى قرون من الزمن.

وبين هذه المواقع مسجد ومرقد نبي الله يونس، الذي يحظى بقدسية لدى المسلمين والمسيحيين على حد سواء، بالاضافة الى عدد كبير من الشواهد والمساجد والتماثيل التي تجسد تاريخ هذه المدينة الغني، وقد حولت الى ركام.

ويضيف انور علي ان "حملة تفجير المساجد والمراقد والكنائس والاثار التي يقوم بها هذا التنظيم التكفيري المتشدد لا تعدو كونها حملة لطمس هوية وشخصية الموصل الحضارية والتاريخية والاسلامية".

واعرب عدد كبير من سكان مدينة الموصل ذات الغالبية السنية، عن ترحيبهم بالجهاديين الذين قدموا من سوريا المجاورة في بداية الامر، وراوا فيهم خلاصا من تضييق قوات الامن العراقية، لكن هذا لم يدم فترة طويلة.

وقال محافظ نينوى اثيل النجيفي لفرانس برس ان "تفجير المراقد كان نقطة تحول بالنسبة لسكان المدينة الذين كانوا يعتقدون بتاجيل اي مواجهة مع داعش".

واوضح المحافظ في اتصال هاتفي من مقر اقامته في كردستان التي لجأ اليها بعد سقوط الموصل ان "الاعلان عن كتائب الموصل كان المفروض ان يتاخر اكثر، لكنه بسبب ظهور الاعتداءات على المراقد والمسيحيين، قررت بان تقوم ببعض العمليات السريعة كرد مباشر عن هذه الجرائم".

بدوره، قال ضابط سابق يشرف على الكتائب لكنه رفض الكشف عن اسمه، لفرانس برس "باشرنا بتنفيذ واجبات ونشرنا قناصين في بعض المناطق وتمكنا من قتل اربعة من الدواعش في حي البكر وحي سومر وشارع النجيفي الاحد الماضي".

لكن المحافظ وشهود عيان من المدينة تحدثوا عن مقتل خمسة من مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية في الهجمات الثلاثة المتفرقة.

وقال الضابط "نحن نعمل على تنفيذ المزيد من الواجبات خلال الايام القادمة" مضيفا "لقد هددنا وتوعدنا كل من يتعاون مع هذا التنظيم المجرم باي شكل من الاشكال".

ونشرت الكتائب على مواقع التواصل الاجتماعي بيانا طلبت فيه من سكان الموصل الادلاء عن مواقع عناصر داعش، خصوصا هؤلاء الذين استولوا على ممتلكات المسيحيين وشاركوا بتفجير المراقد.

واثار تفجير المراقد الغضب حتى بين بعض انصار الجهاديين في المنتديات التي تعنى باخبارهم.

وكتب احد الجهاديين ويطلق على نفسه اسم فاروق العراق "الذين يدعون أنهم دولة إسلامية وتقوم على منهاج النبوة.. عليكم تطبيق النصوص ولا تخرجون عن النصوص التي هي من زعمكم ورد فيها كلمة (هدم)".

واضاف "لقد خالفتم النص بتفجيرها؛ لأنه لا يوجد لفظ التفجير- اذا على ماذا استدليتم في مشروعية عملكم".

واعترض الكثير من الجهاديين الذين كانوا في السابق اعلنوا تاييدهم لاعلان الخلافة الاسلامية بزعامة ابو بكر البغدادي، على هدم الاضرحة واعتبروا انه لا يوجد تبرير منطقي لهذا الفعل.

بدوره، قال احسان فتحي الذي يعمل مع جمعية الاثار العراقية "اعتقد ان معارضة شعبية هو الطريق الوحيد الذي بقي لانقاذ الشواهد التاريخية المتبقية".

واضاف "ادرك انني اطلب شيئا في غاية الصعوبة نظرا للسجل المروع لهؤلاء المتعصبين، لكننا بحاجة الى شجاعة الان قبل فوات الاوان".

ويبدو ان هناك بعض المؤشرات الى ان هذه الامنيات قد بدأت تتحقق، فقد قام عدد من سكان المدينة بالاعتصام حول ماذنة الحدباء التي تشبه برج ايفيل بانحنائها وتعود الى القرن الثاني عشر، بعد ان اعلن تنظيم الدولة الاسلامية انها الهدف القادم وشكلوا درعا بشريا لحمايتها.

وقال باتريك سكنر وهو محلل يعمل مع مجموعة سوفان الاستشارية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها ان "هذا الفعل قد يقلب الناس ضدها"، موضحا ان تنظيم "الدولة الاسلامية لن يجد احد الى جانبه اذا قام عدد من الناس ليقولوا لهم هذا يكفي".

ويقدر عدد سكان مدينة الموصل بنحو مليوني نسمة فيما يقدر عدد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية بما بين 5 الف الى 10 الاف.

وتعد ماذنة الحدباء رمزا وطنيا تاريخيا في العراق وطبعت صورتها على احدى الاوراق النقدية ذات العشرة الاف دينار.

وقال سكنر ان "ماذنة الحدباء اشبه ببرج ايفيل بالنسبة لاهل الموصل، واعتقد ان تدميرها من شانه ان يؤدي الى ما هو مفقود في العراق، وهو رد فعل وطني، لذلك اتصور ان هناك عملية حسابية تجري لدى عناصر التنظيم".

ودعا محافظ نينوى الى دعم دولي لمساعدة نواة المقاومة لعناصر داعش في الموصل.

وقال بهذا الصدد ان "كتائب الموصل في الوقت الحاضر لم تحصل على اي دعم وتعمل بامكانياتها الذاتية".

واعرب عن ثقته بامكانية هذه الكتائب من طرد داعش في حال حصولهم على دعم، لانهم يحظون بثقة جميع سكان الموصل، الامر الذي لا يملكه تنظيم الدولة الاسلامية.

أ ف ب

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نواة أول مقاومة مسلحة ضد تنظيم داعش ثارا لتدمير تراث المدينة نواة أول مقاومة مسلحة ضد تنظيم داعش ثارا لتدمير تراث المدينة



GMT 13:01 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مجلس الأمن يدين الهجمات ضد قوات "يونيفيل" في لبنان

GMT 02:36 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الإمارات تدين تصريحات سموتريتش بشأن التوسع في الضفة الغربية

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 15:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تدعم لبنان وحزب الله في محادثات وقف إطلاق النار
 العرب اليوم - إيران تدعم لبنان وحزب الله في محادثات وقف إطلاق النار

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يُرهن ضم مرموش في انتقالات يناير بشرط وحيد

GMT 11:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أرباح "أدنوك للإمداد" الفصلية 18% إلى 175 مليون دولار

GMT 13:23 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab