أحزاب المغرب تلجأ إلى الديجيتال في الانتخابات
آخر تحديث GMT20:51:33
 العرب اليوم -

أحزاب المغرب تلجأ إلى "الديجيتال" في الانتخابات

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أحزاب المغرب تلجأ إلى "الديجيتال" في الانتخابات

وزارة الداخلية المغربية
الرباط - العرب اليوم

غيّر الوضع الوبائي الحالي في المغرب من صورة حملة الانتخابات العامة، التي انطلقت يوم أمس الخميس، في كل ربوع المملكة. وفرضت وزارة الداخلية المغربية إجراءات على المرشحين والهيئات السياسية، مما دفع هؤلاء إلى اللجوء في حملتهم لاستقطاب أصوات انتخابية إلى البدائل التي يطرحها "الفضاء الرقمي"؛ وخصوصا مواقع التواصل الاجتماعي.

 ضمن التدابير الجديدة التي أعلنتها وزارة الداخلية، عدم تجاوز 25 شخصا في التجمعات العمومية بالفضاءات المغلقة والمفتوحة، وعدم تنظيم تجمعات انتخابية في الفضاءات المفتوحة التي تعرف اكتظاظا. كما مُنع المرشحون خلال الحملة الانتخابية من نصب الخيام بالفضاءات العمومية وتنظيم الولائم، وعدم تجاوز 10 أشخاص كحد أقصى خلال الجولات الميدانية، و5 سيارات بالنسبة للقوافل، مع ضرورة إشعار السلطة المحلية بتوقيت ومسار هذه الجولات والقوافل.

ومنعت وزارة الداخلية أيضا توزيع المنشورات على الناخبين بالشارع والفضاء العموميين، وكذا بمقرات السكن. هذه الإجراءات المتخذة فتحت الباب أمام حملات على الوسائط الرقمية، عبر إنشاء صفحات دعاية على مجموعة من المنصات، على رأسها موقع فيسبوك. ولهذه الغاية اعتمدت بعض الهيئات السياسية على فرقها التواصلية الداخلية، فيما استعانت هيئات سياسية أخرى ومرشحون بخدمات شركات متخصصة في مجال الدعاية والتسويق.

وقد كشفت إحصائيات موقع "فيسبوك" الرسمية، أن أحزاب التجمع الوطني للأحرار والاستقلال والأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية، أنفقت خلال ثلاثة أشهر الماضية، ما يفوق مليون درهم على إعلاناتها على الموقع. فحزب التجمع الوطني للأحرار لوحده، الذي يأمل تصدر الانتخابات المقبلة، أنفق على ترويج منشورات بواسطة صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، منذ 11 ماي الماضي إلى حدود 8 غشت الحالي، ما مجموعه 970 ألف درهم.

كما أن حزب الاستقلال، وهو من الأحزاب العريقة في المغرب، أنفق في الفترة ذاتها على ترويج منشوراته بموقع "فيسبوك"، زهاء 120 ألف درهم، فيما أنفق حزب الأصالة والمعاصرة 60 ألف درهم، بينما لم ينفق حزب العدالة والتنمية الإسلامي، الذي يقود الائتلاف الحالي، سوى 1000 درهم. في ظل هذا الظرف الاستثنائي الموسوم بوباء كوفيد 19، "يبقى الفضاء الرقمي الملجأ الوحيد لكل الممارسات السياسية، وإن كان العمل السياسي في ممارسته الشكلية يعتمد على سياسة القرب والتدافع المباشر والتواصل عبر التجمعات البشرية"، يقول أستاذ القانون والعلوم السياسية بجامعة عبد الملك السعدي بطنجة، عبد الله أبو عوض.

وتابع أستاذ القانون والعلوم السياسية، في تصريح لـ"موقع سكاي نيوز عربية"، أن الأحزاب السياسية "لم تستوعب الفضاء الرقمي ليكون بديلا عن الممارسات في الواقع، باعتبار نظرة جل الأحزاب إلى ذلك جانبا من جوانب الترف الزائد عن كلاسيكية العمل السياسي". من جهته، يرى أستاذ التواصل بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بفاس، هشام المكي، أن "الحديث عن كون الحملات الانتخابية والدعاية السياسية الرقمية ستقدم بديلا عن الحملات الانتخابية المعهودة، هو كلام غير دقيق ويتأسس على ثغرة كبيرة في التواصل السياسي، وسوء تقدير لإمكاناته وأساليبه".

ويسجل المكي أن "الأصل هو المزاوجة بين الحملات الانتخابية المعهودة والحملات الانتخابية الرقمية، في إطار استراتيجيات التواصل السياسي؛ لأن المزاوجة بين الفضاءين الرقمي والواقعي تتيح للمتنافسين الوصول إلى شرائح أوسع من الأصوات". واعتبر المتحدث ذاته "أننا عموما أمام سوء تقدير لأهمية التواصل السياسي، وأمام تأخر كبير في الحملات الانتخابية الرقمية الاحترافية".

لذا يتوقع المتحدث ذاته، "أن يكون الفرق واضحا بين حملات واعية مخطط لها قبليا وعلى مهل عبر مواقع التواصل الاجتماعي والفضاء الرقمي، وبين حملات اضطرارية وارتجالية فوجئت بالإجراءات الأخيرة".

في الإمكانات التأثيرية

الفرق سيتضح أساسا في الإمكانات التأثيرية للحملات الانتخابية "الرقمية" وقدرتها على توجيه "الرأي العام الانتخابي"، بحسب أستاذ التواصل بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، هشام المكي. وقال المكي: "مع التطور العلمي الكبير الذي عرفه التواصل السياسي عموما، والتواصل الرقمي خصوصا، يمكن توقع اتساع مجال تأثير الحملات الانتخابية الرقمية وقدرتها على توجيه الرأي العام. وهناك شواهد من انتخابات متعددة عبر العالم تؤكد هذا الافتراض". وأضاف أستاذ التواصل، أن "بعض الأحزاب أظهرت وعيا حقيقيا بإمكانات استثمار الفضاء الرقمي في التواصل السياسي".

لكن أستاذ القانون والعلوم السياسية بجامعة عبد الملك السعدي بطنجة، عبد الله أبو عوض، يؤكد على "غياب الوعي المسبق للأحزاب بأهمية الفضاء الرقمي"، مما يُصعّب من أمر استقطاب الأصوات الانتخابية. كما أن الخطاب السياسي للأحزاب على المستوى الرقمي، "خطاب كلاسيكي فقير في محتواه بنسب بسيطة، باعتبار لغة الفضاء الرقمي تختلف عن لغة الواقع، وأساسها اللغة البصرية والقوة اللغوية في التعليق"، يردف المصدر نفسه.

قد يهمك ايضا:

وزير خارجية بريطانيا يطالب الاتحاد الأوروبي بـ"المرونة" في آخر جولات التفاوض

بريطانيا والاتحاد الأوروبي يتفقان على "بذل جهد إضافي" في المفاوضات

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحزاب المغرب تلجأ إلى الديجيتال في الانتخابات أحزاب المغرب تلجأ إلى الديجيتال في الانتخابات



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab